استمع إلى المقال

في السنوات الماضية، شهدنا دخول الذكاء الاصطناعي إلى العديد من القطاعات في خطط تطويرها، ولكن خلال الأيام الماضية، حدث تسارعا ملحوظا في عملية التطوير هذه، فقد تمت إضافة الذكاء الاصطناعي في مجالات عديدة، منها تطوير عمليات التسويق لبعض الشركات، وإضافة تحديثات مثيرة في نظام الترجمة المختلف كليا عن الترجمة التقليدية التي عهدناها.

كما شهدنا أيضا ظهور أدوات قوية تقوم بتحويل النصوص إلى رسوم متحركة، بالإضافة إلى إنشاء نماذج ثلاثية الأبعاد من خلال مطالبات نصية فقط، وتطوير تطبيقات الواقع المعزز، عن طريق دمج الذكاء الاصطناعي فيها، مما يوفر إمكانيات جديدة ومبتكرة لمنشئي المحتوى في هذا المجال، والجديد في ذلك أن قسما كبيرا من هذه التقنيات متاحة بشكل مجاني.

هذا التسارع في تطور الذكاء الاصطناعي يشير إلى أننا نتجه نحو مستقبل مليء بالتقنيات الذكية والابتكارات المذهلة، فإلى أي مدى ستؤثر هذه التقنيات في تطوير هذه الشركات والبرامج في القطاعات المختلفة، يبقى هذا الأمر مثيرا للاهتمام ويستحق المتابعة، فدعونا نشاهد معا أهم عمليات الدمج وتسخير الذكاء الاصطناعي خلال الأيام الماضية.

“كوكا كولا”

شركة “كوكا كولا” وبحسب بعض المصادر، استخدمت تقنية الذكاء الاصطناعي المعروفة باسم “Stable Diffusion” في حملتها الإعلانية الجديدة، وهي تقنية تستخدم لإنشاء صور مفصلة بناء على وصف نصي، وقد استخدمت الشركة هذه التقنية بالتعاون مع شركة “OpenAI” وشركة الاستشارات “Bain & Company”، وهي جزء من تحالف عالمي جديد لتقديم خدمات الذكاء الاصطناعي.

كما أطلقت “كوكا كولا” منصة اسمها “Create Real Magic” لدعوة الفنانين الرقميين إلى استخدام مواردها الإبداعية من أرشيفها لإنشاء أعمال فنية باستخدام التقنية الجديدة.

شركة “OpenAI”

شركة “OpenAI” أطلقت ميّزتين جديدتين لمستخدمي “ChatGPT Plus”، وهما ميزة التصفح والإضافات.

التصفح، هي ميزة تمكّن “ChatGPT” من البحث على الإنترنت عن المعلومات اللازمة للإجابة على الأسئلة أو التحقق من صحة المعلومات، وهذا يجعل “ChatGPT” أكثر حداثة ودقة في ردها.

الإضافات، وهي استخدام أكثر من 70 إضافة من طرف ثالث توفر مجموعة واسعة من الوظائف مثل تحليل البيانات، والتّسوق، والبحث عن وظائف، وغيرها. المستخدمون يمكنهم تثبيت عدد غير محدود من الإضافات، لكن يمكنهم استخدام ثلاثة فقط في الوقت ذاته.

شركة “OpenAI” أعلنت عن هذه الميزات في تغريدة على منصة “تويتر”، قائلة إنها ستصل إلى جميع مستخدمي “ChatGPT Plus”، وهو نموذج اشتراك شهري بقيمة 20 دولارا، بحلول الأسبوع المقبل.

شركة “جوجل”

شركة “جوجل” أعلنت عن أداة جديدة تسمى “Universal Translator”، وهي أداة تستخدم الذكاء الاصطناعي لترجمة الفيديوهات وتغيير حركة شفاه المتحدثين بما يتناسب مع اللغة المترجمة، وهذه الأداة تعمل بشكل مشابه لتقنية “التزييف العميق” (deepfake)، ولكن بغرض تحسين فهم المحتوى.

“Universal Translator” هي أداة تجريبية طوّرتها شركة “جوجل” بالتعاون مع جامعة ولاية أريزونا الأميركية، وقد عرضتها في مؤتمر”Google I/O“.

هذه الأداة تستخدم نماذج ترجمة متقدمة لتحويل فيديو من لغة إلى أخرى، مع محاكاة صوت ونبرة المتحدث في اللغة المستهدفة.

كما تستخدم هذه الأداة تقنية تسمى “Neural rendering” لتغيير حركة شفاه المتحدث في الفيديو بحيث تتطابق مع الصوت المترجم، مما يجعل الفيديو أكثر طبيعية وانسجاما.

رابط الفيديو

شركة “Anthropic”

بعض التقارير تتحدث عن تطوير نموذج لغوي جديد يسمى “Claude” من قبل شركة “Anthropic“، وهي شركة متخصصة في مجال الذكاء الاصطناعي، وهذا النموذج اللغوي هو نوع من النماذج الذكية التي تستطيع توليد نصوص جديدة بناء على نصوص مدخله من قبل المستخدمين، يتم استخدام تقنية تسمى “Stable Diffusion”، وهي تقنية تستخدم لإنشاء صور أو نصوص أو أصوات بجودة عالية بناءً على وصف نصي.

“Claude” بحسب المعلومات المتوفرة يمكنه التعامل مع ما يعادل 75 ألف كلمة، بينما يمكن لـ “GPT-4” التعامل مع ما يعادل 25 ألف كلمة فقط، وهذا يعني أن “Claude” يمكنه قراءة وتحليل كتاب كامل في أقل من دقيقة، والتفاعل مع المستخدمين بشكل أطول وأعمق، وقد أعلنت شركة “Anthropic” عن هذا الإنجاز في مدوّنتها الرسمية، قائلة إنها ستطلق هذا النموذج للجمهور قريبا، وربما سيكون مجّانيا.

“OpenAI” وتحويل النص إلى شكل ثلاثي الأبعاد

شركة “OpenAI”، الشركة المتخصصة في مجال الذكاء الاصطناعي، قد طوّرت أداة جديدة تسمى “Shap-E”، وهي أداة تستطيع إنشاء نماذج ثلاثية الأبعاد من النص أو الصور، وفقا لموقع “Tom’s Hardware“، فإن هذه الأداة متاحة مجانا على موقع “GitHub”، ويمكن تشغيلها على جهاز الكمبيوتر المحلي دون الحاجة إلى مفتاح واجهة برمجة التطبيقات من “OpenAI”.

هذه الأداة تستخدم نموذجا توليديا مشروطا للأصول ثلاثية الأبعاد، وبخلاف الأعمال الحديثة على النماذج التوليدية ثلاثية الأبعاد التي تنتج تمثيلا واحدا للإخراج، فإن “Shap-E” تنتج مباشرة معلمات للوظائف ضمنية يمكن تقديمها كشبكات ملوّنة أو حقول إشعاع عصبية.

يمكن للمستخدمين إنشاء نماذج ثلاثية الأبعاد بطرق مختلفة، من خلال نصوص (بدون صور)، أو صورة مصدر، أو فيديو مصدر.

“جوجل” و”أدوبي” تتعاونان لتعزيز الواقع المعزز

من المتوقع حدوث شراكة بين شركتي “جوجل” و”أدوبي” تهدف إلى تعزيز أداة “أدوبي أيرو”، وهي أداة مخصصة لمبدعي الواقع المعزز (AR)، تتيح هذه الشراكة إدخال تقنية “جوجل” لنمذجة العالم الحقيقي إلى أدوات التصميم الإبداعي لـ “أدوبي”.

أداة “أدوبي أيرو” تسمح للمستخدمين بإنشاء تجارب واقع معزز بسهولة من خلال سحب وإفلات الأصول ثلاثية الأبعاد والصور والفيديوهات إلى المشهد، كما تتضمن الأداة مكتبة من الأصول المجانية والمدفوعة التي يمكن استخدامها في التصاميم.

بفضل شراكتها مع “جوجل”، قد تستفيد “أدوبي أيرو” من تقنية جوجل لنمذجة العالم الحقيقي، لإنشاء نماذج ثلاثية الأبعاد دقيقة للأماكن والأشياء في الحياة الحقيقية، هذه التقنية ستسمح للمستخدمين بإضافة عناصر واقع معزز إلى المشاهد الحقيقية بطريقة طبيعية وواقعية.

حذر وتشويق

في الختام، يمكننا أن نرى مدى اعتماد الشركات على الذكاء الاصطناعي في تطوير أدواتها وخدماتها. سواء كان ذلك في مجال الرسوم المتحركة، أو الترجمة، أو التعرف على الكلام، فإن الذكاء الاصطناعي يفتح آفاقا جديدة للإبداع والابتكار. ولكن يجب أن نتذكر أن بعض ما تم ذكره في هذا التقرير هو مجرد تسريبات وتكهنات، وليست حقائق مؤكدة. لذلك، يجب أن نتحلى بالحذر والتشويق في انتظار ما ستقدمه هذه الشركات من منتجات وحلول جديدة في المستقبل.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات