استمع إلى المقال

تعدين “البيتكوين” يحتاج إلى حواسيب عالية القدرة من أجل حل المشاكل الرياضية المعقدة، وتحتاج هذه الحواسيب إلى الكثير من الطاقة، مما يعني استهلاكا كبيرا للكهرباء المولدة بطرق مختلفة تضر البيئة، لكن هل هناك تعدين مفيد للبيئة، وهل يمثل نهج شركة “Stronghold” حلا عمليا.

من أجل تعدين “البيتكوين”، تتنافس الحواسيب في جميع أنحاء العالم لحل نفس المشكلة الرياضية المعقدة، وإذا قمت بحل المسألة الرياضية أولا، فإنك تفوز وتحصل على عملة “البيتكوين”، لكن كل هذه الحواسيب العالية الطاقة تستهلك الكثير من الكهرباء.

هذه الكهرباء توفرها شركة “Stronghold” من خلال القضاء على مخلفات الفحم في ولاية بنسلفانيا، الأمر الذي يمثل فائدة بيئة للمجتمع ومادية للشركة.

الشركة تستخدم تقنيات تعدين العملات المشفرة في القرن الحادي والعشرين لمعالجة آثار تعدين الفحم في القرنين التاسع عشر والعشرين في بعض المناطق الأكثر إهمالا بيئيا في الولايات المتحدة.

نفايات الفحم في بنسلفانيا

نفايات الفحم تعتبر نتيجة ثانوية ضارة بالبيئة لعمليات تعدين الفحم القديمة في بنسلفانيا، حيث بدأ تعدين الفحم بشكل جدي في الولاية في القرن التاسع عشر واستمر حتى القرن العشرين لتلبية الطلب المتزايد في البلاد على الفولاذ، مما أدى إلى تأجيج الثورة الصناعية وحربين عالميتين.

حتى عام 1977، كانت نفايات الفحم ذات الجودة المنخفضة مهملة عبر الولاية. نتيجة لذلك، هناك كمية هائلة من نفايات الفحم في جميع أنحاء بنسلفانيا تشكل جبالا ضخمة، وقدّر أحد التقديرات الصادرة عن مجموعة تجارية صناعية حجمها بـ 1.5 مليار متر مكعب.

نفايات الفحم هذه تشكل خطرا على سلامة المجتمعات، وتسبب مشاكل بيئية، حيث قد تشتعل فيها النيران وتحترق بشكل لا يمكن السيطرة عليه، بالإضافة إلى ذلك، فإن نفايات الفحم تسبب تلوث المياه.

الجمع بين هطول الأمطار والكبريت الموجود في نفايات الفحم يؤدي إلى تكوين تصريف المناجم الحمضية، الذي يتدفق إلى الجداول والأنهار القريبة، مما يؤدي إلى قتل الحياة المائية وتهديد إمدادات المياه.

كما يؤدي الغبار الناتج عن نفايات الفحم إلى تلوث الجسيمات ويمكن أن يكون بمثابة مسببات الأمراض التي تنقلها الرياح.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤدي حرائق الغابات ونيران المخيمات والبرق إلى إشعال نفايات الفحم، ويمكن أن تحترق نفايات الفحم غير المراقبة تلقائيًا من خلال عملية الأكسدة. 

نفايات الفحم المحترقة تنتج انبعاثات غير منضبطة من الدخان وأول أكسيد الكربون وثاني أكسيد الكربون وكبريتيد الهيدروجين وثاني أكسيد الكبريت والأمونيا وثالث أكسيد الكبريت وأكاسيد النيتروجين والجسيمات.

كما أن وجود نفايات الفحم يدمر النظم البيئية ويعوق قدرة الحياة الطبيعية على الازدهار. بالرغم من وجود عدة حلول للتخلص منها، لكن أفضل طريقة هي تحويل نفايات الفحم إلى كهرباء في محطات توليد الطاقة المتخصصة.

تعدين “البيتكوين” المفيد بيئيا

هناك الكثير من محطات توليد الطاقة العاملة بالفحم، لكن ما يجعل “Stronghold” مختلفة عن تلك المحطات الأخرى هو “البيتكوين”.

التركيز الأساسي للشركة ينصب على استصلاح البيئة، حيث تمثل “Stronghold” النهج الأكثر تميزا لتعدين “البيتكوين”.

كجزء من نموذج عملها المتضمن تعدين “البيتكوين” وبيع الطاقة، تستخدم “Stronghold” نفايات الفحم في ولاية بنسلفانيا.

من خلال عملية معقدة تتضمن تسييل نفايات الفحم، تحول “Stronghold” الفحم الخطير بيئيا وغير الاقتصادي للصلب أو توليد الطاقة إلى طاقة قابلة للاستخدام. 

في هذه المواقع، تستخدم الشركة مراكز البيانات المتنقلة التي يشار إليها باسم “StrongBox” لتعدين “البيتكوين”.

في الأساس، تعمل “Stronghold” على تنظيف البيئة وإنتاج الطاقة كمنتج ثنائي لجهود التنظيف، ومن ثم تستخدم الكهرباء التي تولدها المحطة لتعدين “البيتكوين” أو بيعها للشبكة.

عندما تحتاج الشبكة إلى ذلك، يصبح مركز البيانات غير متصل بالإنترنت، وكل تلك الطاقة التي كانت تذهب إلى مركز البيانات تتحول إلى الشبكة.

عندما لا تحتاج الشبكة إلى الكهرباء المولدة، فإنها تنتقل إلى مركز البيانات، بحيث أن العمل يظل مستمرا، وهو ما يعني إزالة المزيد من نفايات الفحم.

من أجل ذلك، تنقل الشركة مخلفات الفحم من موقع النفايات إلى محطاتها للطاقة. بعد حرق نفايات الفحم، تنقل الرماد الناتج كمنتج ثانوي إلى مواقع نفايات الفحم لتخصيب الأراضي المستصلحة.

في الربع الثاني من عام 2022، ذكرت الشركة أنها أزالت حوالي 240 ألف طن من نفايات الفحم.

ختاما، تعد الشركة بالتخلص من نفايات الفحم التي تدمر النظم البيئية وتعرقل قدرة الحياة الطبيعية على الازدهار، وتعمل بالشراكة مع إدارة حماية البيئة في بنسلفانيا والسلطات البيئية المحلية على استعادة الأراضي والممرات المائية المحلية التي كانت خالية من الحياة والنباتات، وتجعلها أكثر أمانا للعائلات والمقيمين، مع التبرع بالأرض مرة أخرى للمجتمعات المحلية.