الذكاء الاصطناعي في الهواتف المحمولة..  الصيحة الأحدث؟

الذكاء الاصطناعي في الهواتف المحمولة..  الصيحة الأحدث؟
استمع إلى المقال

“سامسونج” ركزت في مؤتمرها الأخير للإعلان عن الجيل الجديد من هواتف “Galaxy” على مزايا الذكاء الاصطناعي تحديدا، وذلك في خطوة منها لتعزيز دور الذكاء الاصطناعي في الهواتف المحمولة بشكل عام والتأكيد على ريادتها في هذا القطاع.

ضمن أحداث المؤتمر وأحداث التغطية التي تمت بعد ذلك من جميع المهتمين بعالم التقنية في المنطقة العربية، كان التركيز على أن هواتف “سامسونج” هي الأولى من نوعها التي تقدم مزايا الذكاء الاصطناعي، وذلك في إهمال متعمد لبقية المزايا التي تقدمها الهواتف، ولكن هل كانت “سامسونج” فعلا أول من سخر الذكاء الاصطناعي في الهواتف؟ وهل تكفي هذه المزايا لاقتناء الهواتف الجديدة؟ 

الريادة ليست لسامسونج

رغم المحاولات العديدة لإثبات أن “سامسونج” كانت أول من قدم مزايا الذكاء الاصطناعي في هواتفها، فإن الريادة في هذا القطاع ليست لها، بل هي من نصيب “جوجل” التي قدمت مزايا الذكاء الاصطناعي للمرة الأولى في تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي مع هواتف “بيكسل 8″ و”بيكسل 8 برو”. 

لحظة الاعلان عن مزايا الذكاء الاصطناعي في مؤتمر بيكسل 8

في ذلك الوقت، كانت “جوجل” متفردة بهذا القطاع، وكانت تقدم مزايا الذكاء الاصطناعي بشكل بسيط تمثل في تعديل الصور ومقاطع الفيديو عبر الذكاء الاصطناعي، إلى جانب تحسين الصور الملتقطة بالهاتف وتفعيل البحث مباشرة من واجهة الهاتف أو الصورة. 

“جوجل” أتاحت هذه المزايا في هواتف “بيكسل 8″ و”بيكسل 8 برو” مع اتاحة الدعم البرمجي لمدة 7 سنوات متتالية، وهي الخطوات التي اتبعتها “سامسونج” بحذافيرها في المؤتمر، إذ قدمت جميع المزايا لهواتف “Galaxy S24” جميعا مع دعم برمجي لمدة 7 سنوات. 

ورغم أن “سامسونج” ليست أول من قدم مزايا الذكاء الاصطناعي في الهواتف المحمولة، إلا أنها قدمت تشكيلة واسعة من المزايا التي يمكن الاستفادة منها في مختلف الاستخدامات وليس تعديل الصور فقط، فإلى جانب مزايا تعديل الصور والمقاطع، قدمت الشركة إمكانية استخدام الذكاء الاصطناعي في الدردشة عبر جميع تطبيقات الدردشة المختلفة، وإلى جانب ذلك أتاحت الترجمة الفورية في هذه التطبيقات عبر الذكاء الاصطناعي واتاحته أيضا في تطبيق الملاحظات وتطبيقات الكتابة بشكل عام. 

استخدامات حقيقية للذكاء الاصطناعي 

عملية الوصول إلى مزايا الذكاء الاصطناعي بسهولة عبر الهواتف المحمولة ليست جديدة أو مبتكرة، إذ تقدم جميع تطبيقات الذكاء الاصطناعي بما فيها “كوبايلوت” و”شات جي بي تي” هذه الميزة، بل وتتيح استخدامها كمساعد صوتي أيضا. 

لكن الجديد في ما قدمته “سامسونج” و”جوجل” هو إمكانية الوصول إلى هذه المزايا ضمن واجهة النظام بشكل سهل وسلس، كما قامت بدمجها في واجهة النظام بشكل رئيسي، وهو ما يتيح للمستخدم الاستفادة من هذه المزايا بحق. 

المزايا التي أضافتها “سامسونج” جميعا هي مزايا لها استخدامات حقيقية وواقعية في حياة العديد من الفئات التي تمتلك الهاتف، بداية من ترجمة الرسائل ذات النصوص غير المعروفة للمستخدم وحتى المساعدة في كتابة الرسائل وإرسالها بضغطة زر واحدة. 

وربما تكون مزايا الصور هي الأكثر استخداما في جميع الهواتف، لكن هذا لا يعني أن بقية المزايا دون فائدة حقيقية، خاصة لمن يستخدم الهاتف في أعماله بشكل يومي ويحتاج إلى كتابة العديد من الرسائل أو يستقبل رسائل متنوعة بلغات مختلفة. 

هل يبحث المستخدمون عن الذكاء الاصطناعي في الهواتف؟ 

الحكم على أهمية الذكاء الاصطناعي مع مختلف المستخدمين والفئات المجتمعية ربما يكون صعبا في الوقت الحالي، وذلك لأن هذه التقنية لم تنتشر بالشكل الذي يجعلها تؤثر في المبيعات بشكل واضح وصريح مثل حجم مستشعر الكاميرا أو حجم البطارية كمثال، ولكن ماحدث مع “جوجل” كان دليل واضح على حاجة المستخدمين لهذه المزايا. 

إذ نفذ مخزون الشركة من الهواتف المحمولة المصنعة مسبقا ودخلت في دائرة من تأخر الشحنات بسبب الإقبال الواسع على الهاتف، وتقدر مبيعات الجيل الثامن من “بيكسل” بمفردها بأكثر من 5 مليون شحن في خلال الربع الأخير من عام 2023 ومطلع 2024، وذلك وفق دراسة نشرها مركز “Canalys” لتحليل الأسواق. 

بكل تأكيد مازال الوقت مبكرا للحكم على تأثير الذكاء الاصطناعي على مبيعات الهواتف المحمولة، كما أن استخدام “سامسونج” لهذه التقنيات قد يزيد من شعبيتها، لكن في المجمل، يتوقع الخبراء أن يكون الذكاء الاصطناعي في الهواتف المحمولة عاملا مؤثرا في خلال الأعوام المقبلة. 

نقطة الضعف الوحيدة 

في الوقت الحالي، تتمتع “سامسونج” بالأفضلية على بقية الشركات التي تنوي الدخول في قطاع الذكاء الاصطناعي وتسخيره في هواتفها، وذلك بفضل الشعبية الواسعة لهواتفها والانتشار الكبير الذي تحققه الهواتف في العادة حتى وإن لم تقدم جديدًا من ناحية المواصفات. 

لكن “سامسونج” وقعت في خطأ وحيد قد يكلفها الكثير من الجهد لتفاديه ومحاولة تصحيحه، وهو جعل خدمات الذكاء الاصطناعي مدفوعة في المستقبل، وتحديدا نهاية 2025 كما أعلنت الشركة بشكل مستتر في المؤتمر. 

من الهام ملاحظة نقطة، أن المستخدمين قد يحتاجون إلى أكثر من عامين للاعتياد على المزايا الجديدة، وهو الوقت الذي تفكر “سامسونج” في جعل هذه الخدمات مدفوعة فيه، مما قد يبعد المستخدمين نهائيا عن هواتفها ويجعلهم غير قادرين على الاعتماد على مزاياها. 

بالطبع، قد تغير “سامسونج” خططها مستقبلا، ولكن في الوقت الحالي، يبدو أن الشركة تنوي جعل المزايا مدفوعة مستقبلا بعد نهاية عام 2025. 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات