استمع إلى المقال

عندما تلتقي التكنولوجيا بالسيطرة الحكومية، يظهر الشك والقلق حيال حقوق الإنسان، في تطور درامي للأحداث، فتتسلل التكنولوجيا إلى حياتنا اليومية بطرق لا نستطيع تصورها، لتكشف لنا عن تفاصيل حياتنا الشخصية والعامة، ومع كل تقدم، يطرح التساؤل نفسه: هل نحن فعلا حريصون على حماية خصوصيتنا وحقوقنا الأساسية؟

التقرير الحالي يلقي الضوء على مشروع مثير للجدل تنفذه شركة “Hikvision” الصينية في إحدى الجامعات بمقاطعة فوجيان في الصين، حيث يظهر تدخل التكنولوجيا في حياة الطلاب بطريقة غير مسبوقة. هذا التقرير سيأخذنا في رحلة إلى عالم التكنولوجيا وسيطرة الحكومة، مشددا على أهمية الحفاظ على حقوق الإنسان في ظل هذا التقدم الهائل.

تابعوا معنا في هذا التقرير لفهم تفاصيل هذا المشروع، وكيف يمكن أن يؤثر في حياة الطلبة والأقليات وحقوقهم الشخصية.

أصابع الاتهام نحو الصين!

تتزايد التحديات التي تطرأ على حقوق الإنسان مع تقدم التكنولوجيا، وفي واحدة من التطورات الأخيرة، كشف تقرير أن شركة المراقبة الصينية “Hikvision” تورطت في مشروع بقيمة 9 ملايين دولار لتطوير نظام “الحرم الجامعي الذكي” في جامعة مينجيانغ بمقاطعة فوجيان. وفقا لما أفاد به مركز البحث الأميريكي IPVM، يتعلق المشروع بتقنية تستهدف التعرف على الطلاب المسلمين في الصين الصائمين خلال فترة شهر رمضان، باستناد إلى سجلات تناولهم للطعام.

عبر صفحتها على منصة “لينكد إن” أكدت شركة “Hikvision” فوزها بعقد المشروع، لكنها نفت أن منتجاتها قادرة على تحليل مقاطع الفيديو للتعرف على الأقليات العرقية، وأكدت الشركة أن المشروع لم يشمل تطوير الميزات المشار إليها.

في تصريح آخر، أعلنت “Hikvision” عزمها التواصل لتوضيح الأمور، دون الكشف عن الجهة التي ستتصل بها؛ ورغم هذه المزاعم، تشير إعلانات حكومية إلى أن الشركة الصينية كانت ملزمة بتحقيق متطلبات العقد بدقة.

تتضمن محتويات العقد، الذي يمتد على 600 صفحة، نظاما يُعرف باسم “التحليل المساعد لطلاب الأقليات العرقية”، والذي يهدف إلى دعم “اتخاذ القرارات” من قبل الإدارة، بما في ذلك ميزة تنبيه الإدارة إلى الطلاب المشتبه بهم بالصوم، وفقا لـ IPVM.

بجانب التعرف على الطلاب الصائمين، يتبع مشروع الحرم الجامعي الذكي في جامعة مينجيانغ ويزود إدارة المدرسة بمعلومات شاملة حول عادات وحياة الأفراد، بما في ذلك استعارة الكتب، ووجهات العطل، واستخدام جوازات السفر، ونشاطات الأندية الطلابية، وتفاصيل حول أفراد العائلة، ومواقفهم من الانضمام إلى “الحزب الشيوعي الصيني” الحاكم.

مراقبة الطلاب المسلمين في الصين

هذا التقرير يبرز استفسارات حول تداخل التكنولوجيا في حياة الطلاب وخصوصياتهم، ويشير إلى مخاوف متزايدة بشأن استخدام تكنولوجيا المراقبة في مجتمعات دينية، وفي سياق متصل، تثير إجراءات القمع الصينية للمسلمين تساؤلات حول دوافع مشروع مثل هذا، وخاصة خلال شهر رمضان الذي يشهد امتناع المؤمنين عن الطعام والشراب من الفجر إلى الغروب.

الصين متهمة بشكل قاطع بانتهاكات حقوق الإنسان ضد أقلياتها المسلمة، بما في ذلك الاعتقال والعمل القسري، وقد تم فرض حظر على بعض الموظفين الحكوميين عن الصيام، وتلقى موظفو الخدمة المدنية والطلاب والمعلمون في مقاطعة شينجيانغ ذات الغالبية المسلمة أوامر مماثلة.

في تموز/يوليو الماضي، زعمت “Hikvision” أنها قدمت تكنولوجيا للحكومة الصينية قادرة على تحديد أفراد الشعب الإيغور المسلمين تحت عقد بقيمة 6 ملايين دولار.

التكنولوجيا ومشاريع المراقبة

في ختام هذا التقرير، يظهر لنا مشروع الحرم الجامعي الذكي في الصين كرمز للتحديات التي تطرأ على حقوق الإنسان في ظل تقدم التكنولوجيا، فمع استخدام تكنولوجيا المراقبة لتحليل تفاصيل حياة الطلاب، يبرز تداخل مثل هذه المشاريع مع الخصوصية الفردية وحقوق الأقليات.

الأحداث في الصين تكشف عن تحديات قوية للقوانين والمعايير الدولية، حيث يظهر تجاوز الحكومة الصينية لحقوق الإنسان، وخاصة حقوق المسلمين، من خلال انتهاكات حقوق الأفراد وتجاوز الخصوصية، تشير هذه المشاريع إلى أهمية تقوية الضوابط والرقابة على استخدام التكنولوجيا في إطار يحترم حقوق الإنسان ويتفادى التجاوزات.

في ظل هذا الواقع، يكمن التحدي في إيجاد توازن حقيقي بين التكنولوجيا وحقوق الفرد، وضمان أن يكون التطور التكنولوجي على وفق معايير أخلاقية تحمي حقوق الإنسان لا على أن تنتهكها، فالتحول الرقمي لا يعفينا من التأكيد على أهمية الالتزام بالقوانين والقيم الإنسانية، لنحقق مستقبلا مستداما يحفظ كرامة الإنسان، ويحقق التوازن بين التقدم التكنولوجي وحقوق الفرد.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات