استمع إلى المقال

وسط الفوضى المستمرة بشأن إقالة الرئيس التنفيذي لشركة “OpenAI” واضراب الموظفين وعودته مرة أخرى مع تغيير مجلس الإدارة، هل تخسر الشركة العملاء لصالح المنافسين؟

فوضى “OpenAI”

عندما كان هناك احتجاج على مستوى الشركة في “OpenAI” بعد إقالة رئيسها التنفيذي، سام ألتمان، بدأ الرئيس التنفيذي لشركة البرمجيات الناشئة، أرجون بانسال، في تلقي مكالمات متزايدة من العملاء يطلبون المساعدة لتقليل استخدامهم لنماذج اللغات الكبيرة “GPT” الخاصة بشركة “OpenAI”.

في شركته الناشئة “Log10″، يشرف بانسال على إنتاج الأدوات التي يمكن للمطورين الخارجيين استخدامها لبناء تطبيقات مدعومة بالنماذج اللغوية الكبيرة.

منذ أن بدأت فوضى “OpenAI”، أوضح بانسال أن عدم استقرار الشركة الناشئة كان السبب الذي ذكره العملاء، حيث كانوا يتواصلون معه لمعرفة كيفية خوض هذه العملية المتمثلة في القدرة على ضبط النماذج المختلفة أو تجربة موفري خدمات مختلفين مع الحد الأدنى من التعطيل.

فوضى “OpenAI” شكلت وضعا غير مسبوق، إذ إن شركة بهذا الحجم مع هذا الهيكل الإداري غير المعتاد قد مرت بالكثير من التغيير في ما يزيد قليلا عن عطلة نهاية الأسبوع.

مجلس إدارة الشركة طرد ألتمان يوم الجمعة بعد أن وجد أنه لم يكن صريحا دائما في اتصالاته معهم، وبعد عطلة نهاية أسبوع طويلة من المفاوضات التي بدا أنها أدت إلى إعادة ألتمان إلى الشركة، أعلن الرئيس التنفيذي السابق لشركة “تويتش”، إيميت شير، عن تعيينه رئيسا مؤقتا، كما أعلن ساتيا ناديلا، الرئيس التنفيذي لشركة “مايكروسوفت”، أن شركة صناعة البرمجيات ستوظف ألتمان، جنبا إلى جنب مع زميله المؤسس المشارك، جريج بروكمان، وزملائهم.

مع ذلك، وقع أكثر من 90 بالمئة من موظفي الشركة الناشئة على خطاب إلى مجلس الإدارة يطالب باستقالته، وإلا فقد يختار الموظفون المغادرة. الآن يقال إن شير يفكر في المغادرة إذا لم يقدم مجلس الإدارة دليلا على أسباب إقالة ألتمان في المقام الأول.

بانسال هو واحد من العديد من رواد الأعمال في الشركات الناشئة الذين يفكرون في الاعتماد بشكل أقل على عائلة “GPT” في الأيام التي تلت طرد مجلس الإدارة لألتمان.

أحد مؤسسي إحدى الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي أشار إلى أنه يستخدم واجهات برامج تطبيقية متعددة من “OpenAI” وفكر في الانتقال إلى “أنثروبيك”، شركة الذكاء الاصطناعي الناشئة التي أسسها مديرون تنفيذيون سابقون في “OpenAI” المدعومة من “أمازون” و”جوجل”.

مؤسس الشركة الناشئة فكر في البدائل خلال عطلة نهاية الأسبوع بعد الإطاحة بألتمان، وازدادت مخاوفه عندما أعلنت الشركة أنها اختارت شير خلفا لألتمان.

البحث عن بدائل

شير يعد من المخضرمين في وادي السيليكون، حيث أسس منصة البث المباشر “Justin.tv” في عام 2007 التي تطورت في النهاية إلى “تويتش”، وهو موقع بث مباشر شهير للاعبين. “أمازون” استحوذت في عام 2014 على “تويتش” مقابل مليار دولار تقريبا.

بالرغم من أن شير ذكي للغاية، لكنه قد لا يكون الشخص المناسب لقيادة شركة مثل “OpenAI” التي تقود ازدهار الذكاء الاصطناعي في العالم.

مارتن كون، الرئيس والمدير التنفيذي للعمليات في شركة “Cohere”، التي توفر أيضا نماذج لغوية كبيرة لاستخدامها في التطبيقات، أوضح أنه شهد زيادة في الاستفسارات منذ تكشفت أحداث “OpenAI”.

كون أوضح أن الشركات تقدر اليقين، حيث إن الزيادة الكبيرة في الاستفسارات الواردة التي شهدها هذا الأسبوع تشير إلى أننا ما زلنا في وقت مبكر في اعتماد الذكاء الاصطناعي للمؤسسات، وتلقي الشركات نظرة فاحصة على مدى تقديرها لمرونة السحابة والاستقلال عن شركات التكنولوجيا الكبرى.

لكن بعض الشركات الناشئة تكافح من أجل دمج العديد من النماذج اللغوية الكبيرة في تطبيقاتها. أحد مؤسسي الشركات الناشئة أوضح أن “أنثروبيك” لديها قائمة انتظار، لذلك حتى لو طالب الناس باستخدام خدماتها، فقد لا يتمكنون من القيام بذلك على الفور.

في حين أن هناك مجموعة متنوعة من النماذج اللغوية الكبيرة المتاحة للاستخدام، بما في ذلك خيارات مفتوحة المصدر، مثل “Llama 2” من “ميتا”، فإن هناك إجماع على أن نموذج “GPT-4” هو الأكثر قدرة على أداء المهام المعقدة بسعر مناسب، كما خفضت “OpenAI” رسومها في وقت سابق من هذا الشهر.

“OpenAI” تحاول طمأنة العملاء

بالرغم من أن صناعة التكنولوجيا قد نسبت الفضل إلى “OpenAI” في تعميم استخدام برامج الذكاء الاصطناعي التي تحلل النص المكتوب وتنتج نسخة شبيهة بما يكتبه الإنسان، إلا أن الشركة تجد نفسها الآن في موقف دفاعي.

موظفو “OpenAI” يحاولون  طمأنة العملاء بأنهم ملتزمون بهم، إذ كتب سرينيفاس نارايانان، من “OpenAI”، عبر منصة “X”: “ما زلنا ملتزمين تماما تجاه مجتمعنا المذهل من المطورين والمستخدمين”.

في حين كتب ستيفن هايدل، عضو الطاقم التقني في “OpenAI”، “فريق واجهة برمجة التطبيقات موجود وفريق ChatGPT موجود. ما زلنا جميعا ملتزمين تماما تجاه مطورينا ومستخدمينا”.

كما حاول ساتيا ناديلا تهدئة المخاوف، حيث قال، “بصراحة تامة، لدى مايكروسوفت كل القدرة على القيام بذلك بمفردها ولكننا اخترنا الشراكة الصريحة مع OpenAI ونريد الاستمرار في ذلك”.

مع ذلك، يرى بعض عملاء الشركة المزيد من الإيجابيات في الالتزام بالبقاء معها، حيث قرر مايكل باكلي، الرئيس التنفيذي لشركة “Be My Eyes” الاستمرار في استخدام “OpenAI” بالرغم من المكالمات التي تطلب منه القيام بخلاف ذلك.

شركة “Be My Eyes” تصنع تطبيقا للهاتف المحمول يستخدم التعرف على الصور للمساعدة في وصف الأشياء لضعاف البصر، ويستخدم أحد منتجاتها نموذج “GPT-4” مع دعم تحليل الصور منذ شهر شباط/فبراير.

باكلي تلقى مكالمات مبيعات من شركات نماذج لغوية كبيرة منافسة تسعى للحصول على بعض المكاسب التجارية، لكنه يعتقد أن نماذج “OpenAI” ممتازة وأنه يقدر ولاء الشركة له منذ أيامها الأولى.

في الوقت نفسه، تعتمد شركة “Pathlight” الناشئة على العديد من النماذج اللغوية الكبيرة في دعم العملاء ومنتجات برمجيات المبيعات، لكن الشركة تعتقد أن نماذج “GPT” تتفوق في الأداء في المهام الأكثر تعقيدا، مثل تحليل الآلاف من مكالمات المبيعات، بحيث يمكن للشركات طرح أسئلة حول تغير العملاء والاتجاهات ذات الصلة التي من المفترض أن يجيب عليها الذكاء الاصطناعي.

فريق شركة “Pathlight” أوضح أنه لم يواجه أي مشكلات كبيرة متعلقة بنماذج “GPT” حتى الآن، وكان أعضاء فريق دعم العملاء في “OpenAI” يجيبون على الأسئلة التقنية بالرغم من الفوضى المؤسسية.

ختاما، بالرغم من أن العملاء لم يواجهوا مشكلات كبيرة مع الخدمات التي تدعم تقنية “GPT” في الأيام القليلة الماضية، إلا أنهم يشعرون بالقلق من إمكانية حدوث ذلك في المستقبل، وأن المسألة مسألة وقت فقط قبل أن تبدأ آثار ما حدث بالانعكاس سلبا عن العمل، وهناك عدد لا بأس به من الشركات التي تتخلص بشكل أساسي من خارطة طريق منتجاتها الحالية وتشير إلى أنها بحاجة إلى بنية تحتية جديدة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات