استمع إلى المقال

العمل عن بعد هو نظام جديد ومثير للاهتمام في عالم الأعمال، خاصة في صناعة التكنولوجيا، ففي ظل الظروف الصعبة التي فرضتها جائحة “كورونا”، اختارت العديد من شركات التكنولوجيا أن تسمح لموظفيها بالعمل من المنزل، أو من أي مكان آخر يرونه مناسبا.

هذه الشركات رأت في العمل عن بعد فرصة للاستفادة من مزايا عديدة، مثل تحسين الإنتاجية والابتكار والتوفير في التكاليف والوقت، ولكن هذا النظام لم يخل من بعض التحديات والمخاوف، التي أثارها بعض الرؤساء التنفيذيين لشركات التكنولوجيا، بشأن تأثير العمل عن بعد على صناعة التكنولوجيا.

فقد ادعى بعضهم أن العمل عن بعد يضر بروح الفريق والتعاون والثقافة الإبداعية التي تشتهر بها صناعة التكنولوجيا، بينما اعتبر آخرون أنه يساهم في تعزيز الانفتاح والتنوع والرضا في العمل، كما قد يواجه العاملون عن بعد صعوبات في تحقيق توازن سليم بين حياتهم الشخصية والمهنية، دون أن يتأثروا سلبا بالضغط أو الملل.

سنتسلط الضوء على آراء بعض صناع القرار في شركات التكنولوجيا حول العالم في موضوع العمل عن بعد، وحول مزاياه وعيوبه، وحول ما يرونه مناسبا لتحقيق أفضل نتائج لصناعة التكنولوجيا في ظل التغيرات الحالية والمستقبلية.

قد يهمك: أدوات العمل التّشاركية تراقب كافة مستخدميها.. ولا تخفي ذلك

الرئيس التنفيذي لشركة “OpenAI”

سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة “OpenAI”، ينتقد العمل عن بعد، ويعتبره خطأ كبيرا في صناعة التكنولوجيا، خاصة بالنسبة للشركات الناشئة، ففي مؤتمر نظمته شركة “Stripe” الرائدة في مجال التكنولوجيا المالية، قال ألتمان إن العمل عن بعد لا يوفر التقنية اللازمة لإنشاء منتجات جديدة ومبتكرة.

“أعتقد بالتأكيد أن أحد أسوأ أخطاء صناعة التكنولوجيا منذ فترة طويلة، هو أنه يمكن للجميع العمل عن بعد إلى الأبد، وأن الشركات الناشئة ليست بحاجة إلى أن يكون موظفوها معا في مكان واحد”

ألتمان أضاف أيضا، “أود أن أقول إن التجربة على ذلك قد انتهت، والتكنولوجيا ليست جيدة بعد بما يكفي بحيث يمكن للناس أن يعملوا عن بُعد إلى الأبد، لا سيما في الشركات الناشئة، وأن العمل داخل مساحة مكتبية يسهل عملية إطلاق المنتجات الجديدة، بينما يزيد العمل من المنزل من حالات الارتباك”

ليس ألتمان وحده من يشعر بالقلق من تأثير العمل عن بعد على صناعة التكنولوجيا، فقد أبدى العديد من قادة وشركات التكنولوجيا حول العالم مخاوفهم من نقص الإبداع وصعوبات بناء الفريق وتأخير المشاريع نتيجة للعمل من المنزل.

العمل عن بعد

أرفيند كريشنا – “IBM”

الرئيس التنفيذي لشركة “IBM” أرفيند كريشنا، يحذر من أن النظام الجديد قد يؤثر في فرص الترقية، خاصة للمديرين، فوفقا لتقرير لموقع “بلومبرج”، قال كريشنا في وقت سابق من هذا الأسبوع، إنه لا يرغب في إجبار الموظفين على العودة إلى المكتب، لكنه أكد على أهمية الاتصال المباشر بين المدير والموظفين.

التقرير أوضح، أن إدارة الأشخاص عن بُعد تشكل تحديا كبيرا؛ لأن المدير يحتاج إلى رؤية الموظفين بشكل دوري، ولا يلزم أن يكون ذلك على نحو متكرر، فلا داعي للالتزام بتلك القواعد القديمة، ولكن على الأقل بين الحين والآخر، بحسب قول كريشنا.

كريشنا أشار أيضا، إلى أن العمل عن بعد هو خيار يمكن للموظفين اختياره، لكنه يجب ألا يستمر إلى الأبد – بل يجب أن يكون خيارا مؤقتا يعتمد على الراحة أو الظروف.

قد يهمك: تطبيق زووم: من فكرة عابرة إلى أكثر من 60 مليار دولار

واقع جديد

العمل عن بعد هو واقع جديد واجهه العالم في ظل الجائحة، ويحمل في طياته فرصا وتحديات لصناعة التكنولوجيا، فبينما يرى بعض قادة وشركات التكنولوجيا في هذا النظام مزايا عديدة، مثل زيادة الإنتاجية والابتكار والتوفير، يشعر آخرون بالقلق من أن هذا النموذج يضعف من روح الفريق والتعاون والثقافة الإبداعية التي تميز صناعة التكنولوجيا.

كما يواجه العاملون عن بعد صعوبات في تحقيق توازن سليم بين حياتهم الشخصية والمهنية، دون أن يتأثروا سلبا بالضغط أو الملل.

لذلك، يجب على صناعة التكنولوجيا أن تبحث عن نظام هجين يجمع بين الدوام المكتبي والعمل عن بعد؛ إذا كان لا بد منه، بحيث يحقق أفضل نتائج للشركات والموظفين، فالدوام المكتبي يسمح بالتواصل الفيزيائي والتفاعل الإنساني والتشارك في الأفكار والرؤى، بينما النموذج الآخر يسمح بالحرية والمرونة والانفتاح على التنوع والابتكار.

بهذه الطريقة، يمكن لصناعة التكنولوجيا أن تستمر في تقديم منتجات جديدة ومفيدة للبشرية في ظل التغيرات الحالية والمستقبلية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات