استمع إلى المقال

منذ ليلة أمس ومستخدمو هواتف “آيفون” حول العالم، يتلقون تحديثا لنظام هواتفهم يحمل الرقم “iOS 16.3″، وأكدت شركة “أبل” أن التحديث الجديد يقوم بإصلاح بعض الثغرات، التي كانت تتيح تثبيت التطبيقات الخبيثة في الهاتف دون إذن المستخدم، بالإضافة إلى حل مشكلة كانت تجعل خطوطا عرضية تظهر لفترة مؤقتة ثم تختفي.

من خلال التحديثات الدورية التي تطلقها الشركات، سواء كانت للهواتف بنظام “الأندرويد” أو “IOS”، نلاحظ أنها تستهدف سد الثغرات الأمنية أو لإصلاح بعض المشاكل في النظام، بالطبع لا تقتصر عمليات التحديث على أجهزة الهاتف فقط، فالتحديثات التي تدعم أجهزة الكمبيوتر المحمولة وأجهزة الكمبيوتر المكتبية، لا تقارن بتحديثات الهواتف فهي أكثر وأكبر دعما من قبل الشركات.

لكن تكمن أهمية الهواتف الذكية في لعبها دورا مهما في حياتنا اليومية، فهي المتحكم في هويتنا الرقمية التي نتواصل بها مع العالم الخارجي، لذلك تتبادر إلى أذهاننا بعض التساؤلات دائما، ومنها

هل حقا هواتفنا بحاجة إلى تحديثات دورية، ولماذا، وهل من الآمن استخدام هاتف لم يعُد يتلقى تحديثات، وما الذي يمكننا فعله للبقاء آمنين إذا لم يكن لدينا خيار آخر سوى استخدام طراز قديم للهاتف المحمول.

ما هو التحديث الأمني الدوري؟

التحديث الأمني، هو تحديث يتم إطلاقه بشكل دوري من قبل مطوّري الأنظمة لدى الفِرق المختصة في الشركات إلى الأجهزة جميعها، يعود سبب التحديثات المتأخرة هذه إلى عدم اكتشاف الثغرة الأمنية لدى إصدار النظام الرئيسي، الغرض من التحديث الأمني هو تغطية الثغرات الأمنية التي لم يحدثها التحديث الرئيسي للنظام، على سبيل المثال، شركة “أبل” أطلقت التحديث الرئيسي برقم “15.0”، ولكن تلاه بعد فترة الإصدار “15.1” و “15.2” ومن ثم أطلقت التحديث الرئيسي الجديد “16.0” وتلاه أيضا تحديث دوري برقم “16.3”.

هذا ما يعنيه هو أنه مقابل كل تحديث أمني، هناك مئات الضحايا الذين تم اختراقهم بسبب تلك الثغرة الأمنية، أو هناك الكثيرون ممن عانوا من مشاكل في النظام، ومن ثم تمّ إخطار المطور بذلك، بمجرد أن يدرك المطور وجود ثغرة أمنية أو مشكلة، يقوم بتصميم التحديث لإرساله على نحو مباشر للإصلاح، وهذه التحديثات لا يمكنها حل الثغرات الأمنية إذا لم يقم المستخدم أو مسؤول الشبكة في الحال بتثبيت التحديث الذي يحتويه التحديث.

إذاً نستنتج من ذلك، أن التحديثات الأمنية هي وسيلة لمصنّعي الهواتف لمحاولة الحفاظ على برامجهم متقدمة على المتسللين، فغالبية البرامج الضارة تؤثر على الأجهزة المحمولة غير المحدّثة، ومن ثم لا يمكن استخدامها ضد جهاز به آخر تحديثات الأمان.

قد يهمك: هل ترك الهاتف على الشاحن طوال الليل فكرة جيدة؟

توفير تحديثات الأمان للأجهزة

التحديثات الدورية الصادرة من قبل الشركات، يعتمد تكرارها على الشركة المصنعة وعمر الجهاز، إذ يتعهد المصنعون فقط بدعمهم لعدد معين من السنوات، وبعد ذلك يتوقفون عن إرسال التحديثات حيث تقوم الشركات بتحويل أولوياتها نحو المنتجات الأحدث.

الشركات المصنعة للأجهزة الصينية على سبيل المثال، تدعم أجهزتها بالتحديثات فقط لمدة قصيرة إلى حد ما، عادة بعد حوالي عامين من إطلاق الجهاز لأول مرة. ومع ذلك، بعد العديد من الثغرات الأمنية والقرصنة الأخيرة، أصبحت بعض الشركات مثل “OnePlus” تقدم ثلاثة تحديثات رئيسية مع ضمان أربع سنوات من التحديثات الدورية، ولكن ما تزال هناك شركات مثل “هواوي” لا تضمن لأجهزتها سوى سنتين فقط من التحديث الرئيسي والتحديثات الدورية.

أجهزة “سامسونج”، على سبيل المثال، في السابق لم تكن تتلق التحديثات سوى لمدة عامين، ولكن في عام 2021 أعلنت الشركة أن أجهزتها القادمة ستتلقى ما لا يقل عن 4 سنوات من التحديثات الرئيسية للنظام مقابل 5 سنوات من التحديثات الأمنية، وبالمثل، وعدت “جوجل” مؤخرا بتقديم تحديثات أمنية لمدة 5 سنوات لأحدث أجهزة “بيكسل”.

لكن “جوجل” و “سامسونج” لا يزالا متخلفين عن “أبل” التي تميل إلى دعم الأجهزة القديمة لفترة أطول، على سبيل المثال، “أبل” حتى نهاية العام الماضي، كانت تقدم تحديثات أمنية كاملة لأجهزة “آيفون” التي تم إطلاقها في عام 2015.

استخدام هاتف قديم

في حال أصبحت هواتفنا تبلغ من العمر بضع سنوات، ولم تعد تتلقى تحديثات منذ فترة طويلة، فقد يُشعر هذا بالقلق بحق من أن جهازك أصبح الآن غير آمن، وبحسب المخاطر الموضحة أعلاه، يجب ألا نستخدم هاتفا قديما، ولكن القول أسهل من الفعل بكثير، فالكثيرون غير قادرين على شراء الهواتف الجديدة على نحو دائم، ومواكبة أحدث الأجهزة من الشركات.

لحسن الحظ، لا تزال هناك بعض الأشياء التي يمكننا القيام بها للبقاء آمين، في حال عدم حصول أجهزتنا على تحديثات من الشركة، أو إذا لم يكن الحصول على هاتف جديد خيارا مطروحا، حينها يمكن الاستمرار في استخدام الهاتف القديم، ولكن مع اتخاذ الاحتياطات التالية.

  • تنزيل التطبيقات من مصادر غير معروفة

ضرورة تنزيل التطبيقات فقط من متاجر التطبيقات الرسمية، سواء “متجر بلاي” لأجهزة “أندرويد” أو “متجر أبل” لأجهزة “IOS”، هذه ليست مشكلة بالنسبة لمستخدمي أجهزة “آيفون”، لأن نظام “iOS” لا يسمح بتطبيقات الجهات الخارجية ما لم يكن جهازك مكسور الحماية، وفي الحقيقة هذه أحد الأسباب التي تجعل نظام “IOS” أكثر تقدما على نظام “أندرويد” من ناحية الأمان، فبحسب شركة “purplesec” للخدمات الأمنية، أن 98 بالمئة من البرامج الضارة تستهدف أجهزة “الأندرويد”.

لذا يجب أن يكون مستخدمو الهواتف حذرين للغاية من تنزيل التطبيقات من مصادر خارجية، وحتى الحذر من التطبيقات غير المعروفة على المتاجر النظامية، فهناك الكثير من التطبيقات الضارة يتم اكتشافها متأخرا بعد ملايين من عمليات التحميل.

  • تحديث التطبيقات

 يجب تحديث تطبيقات بانتظام، إذ يمكن للقراصنة أيضا استخدام تطبيقات الهاتف القديمة للاستغلال، فمثلها مثل نظام تشغيل هاتف، تحتوي التطبيقات أيضا على أخطاء وعيوب، ولهذا يُنصح بتحديثها بانتظام.

  • إدارة أذونات

هناك طريقة جيدة لإبقاء الأمور تحت السيطرة وهي إدارة أذونات التطبيقات، قد يتمكن البعض من الوصول إلى جهات الاتصال والكاميرا والميكروفون والموقع دون علم أو موافقة المستخدم، فيجب مراقبة أذونات التطبيقات، فعلى سبيل المثال، تطبيق لتعديل الصور، ليس من الطبيعي أن يطلب الإذن لدخول جهات الاتصال وغيرها من الحالات.

قد يهمك: لماذا ترتفع حرارة الهاتف؟ وكيف يمكن خفضها؟

بعض الحذر لا يضر

كل ما تم ذكره أعلاه يساعد المستخدم في تجنب المشاكل الأمنية قدر الإمكان في حال استخدام الهواتف التي لم تعد تتلقى الدعم من الشركة، بالإضافة لبعض الممارسات مثل ضرورة تجنب الاتصال بشبكات Wi-Fi العامة غير الآمنة، وأيضا مراجعة وحذف التطبيقات التي لم نعد بحاجة إليها، كما يفضل حماية الهاتف برقم PIN أو رمز مرور أو أي ميزة أمان بيومترية متاحة في الهاتف؛ تجنب فتح رسائل البريد الإلكتروني غير المرغوب فيها؛ ومع اتباع هذه الممارسات والخطوات سنضمن بقاءنا بعيدين عن المشاكل.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.