استمع إلى المقال

الساعات الذكية تطورت خلال السنوات الماضية بشكل ملحوظ، فلم تعد مجرد آلة حاسبة أو شاشة تعمل باللمس أو حتى مجرد امتداد للهواتف الذكية، بل غدت أجهزة قائمة بحد ذاتها غنية بالميزات والفوائد، وتوفر لمستخدميها الكثير من المساعدات، وتسهل عليهم الكثير من المهام اليومية.

مع مرور الوقت، لاحظنا في السنوات الأخيرة، أن الأجهزة القابل للارتداء وعلى رأسها الساعات الذكية، أصبحت محور اهتمام كبرى شركات التكنولوجيا الرائدة مثل “آبل” و “جوجل” و “سامسونج”.

في تقرير اليوم سنتحدث، عن تاريخ تطور الساعات الذكية وأنواعها، وعن أهم استخداماتها ومميزاتها، كما سنتحدث عن أفضل الساعات ومواصفاتها، وهل ستلبي هذه الأجهزة احتياجات مستخدميها في المستقبل.

قد يهمك: أي مستقبل ينتظر السيارات الكهربائية؟

تاريخ الساعات الذكية

قد يختلف البعض حول تاريخ الساعات الذكية، ولكن بشكل عام نستطيع القول بأن بداية الساعات الذكية كانت في سبعينات القرن الماضي، إذا صح الوصف بالذكية، فهي تعتبر ذكية آنذاك بالنسبة للساعات التقليدية.

  • ساعة “Pulsar”

هذه الساعة تعتبر أول ساعة ذكية، وتم إصدارها عام 1970، كانت ساعة “Pulsar” عبارة عن قطعة مجوهرات مزخرفة، بالإضافة إلى أنها النسخة الأكثر تكلفة من الساعة مصنوعة من الذهب عيار 18 قيراطا، وبيعت بمبلغ 2100 دولار، تتميز بشاشة عرض رقمية “LED” وتوفر أيضًا آلة حاسبة مدمجة.

1976: Pulsar
  • ساعة “Seiko RC-100”

شركة “Seiko” المعروفة أنتجت ساعتها الذكية عام 1984، وهي الفترة التي كانت تعتبر ثورة في انطلاق أجهزة الكمبيوتر، قدمت هذه الساعة ميزة نقل البيانات الأساسي للمستخدمين من أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم مثل المذكرات إلى الساعة عبر كابل متصل، تأتي الساعة أيضا مع قرص “فلوب” يحوي برنامج للتعريف، ساعة “Seiko RC-100” كانت تحتوي على 2 كيلو بايت من ذاكرة الوصول العشوائي.

1984: Seiko RC-1000
  • “Timex Datalink 50”

في عام 1995، طورت “شركة مايكروسوفت” ساعتها “Timex Datalink 50″، وكانت الساعة نقطة انطلاق لتطور الساعات الذكية، كانت أول ساعة قادرة على الاتصال بأجهزة الكمبيوتر لاسلكيا، وأصبح المستخدمون قادرين آنذاك على نقل المعلومات والجداول الزمنية والمذكرات إلى الساعة بدون كابل، كما كان قادرا على تخزين 50 رقم هاتف بحد أقصى.

1995: Timex Datalink 50
  • “سامسونج SPH-WP10”

في عام 1999، قدمت شركة “سامسونج” أول ساعة ذكية لها باسم “SPH-WP10″؛ كانت ساعة رقمية مع سماعة لاسلكية مع هوائي.

1999: Samsung SPH-WP10
  • ساعة “Fossil Wrist PDA”

شركة “Fossil” أصدرت جهاز المساعد الرقمي الشخصي “Fossil Wrist PDA” في عام 2003، وكان سعره 250 دولارا، ويحتوي على لوحة مفاتيح تعمل باللمس، كان أيضا قادرا على التفاعل مع أجهزة الكمبيوتر وتشغيل العديد من التطبيقات.

2003: Fossil Wrist PDA
  • “سوني إريكسون MBW-150”

ساعة “سوني إريكسون MBW-150″، اطلقت عام 2007، كانت ساعة ذكية تعمل بتقنية “البلوتوث” مما يعني أنها كانت قادرة على الاقتران بهاتف وإخطار المستخدمين بإشعارات مثل؛ المكالمات الواردة والرسائل النصية وحتى التحكم في الموسيقى.

2007: Sony Ericsson MBW-150
  • “سامسونج S9110”

ساعة “سامسونج” تم أطلاقها عام 2009، تتميز بشاشة تعمل باللمس مقاس 1.76 بوصة وشمل مشغل MP3 مدمج والتعرف على الصوت واتصال والبلوتوث.

2009: Samsung S9110

لم تكن هذه القائمة شاملة بالطبع، فهناك ساعة قديمة كانت تملك ميزة عرض قنوات تلفزيونية، ناهيك عن الساعات التي تعمل بالطاقة الشمسية وغيرهم الكثير، ولكننا بشكل عام ذكرنا أهم الساعات التي أحدثت فارقا مهما في تاريخ الساعات الذكية من وجهة نظرنا.

قد يهمك: شركات التكنولوجيا وخطوات نحو الاستدامة وحماية البيئة

أهم استخدامات الساعات الذكية

الساعات الذكية في الوقت الراهن تتيح الوصول إلى التطبيقات دون الحاجة إلى فتح الهاتف الشخصي، يتم ذلك من خلال توصيلها بالهواتف الذكية من خلال تقنية “Wi-Fi” أو “البلوتوث”

باستخدام الساعة ذكية، يمكن الوصول بسرعة وسهولة إلى جميع الإشعارات والرسائل والتنبيهات دون استعمال الهاتف، وهذا ما يوفر الوقت والجهد، خاصة عندما يكون المستخدم مشغولا أو أثناء التنقل.

إجراء واستقبال المكالمات

الرد على المكالمات، تعتبر من الميزات المفيدة للساعات الذكية، وذلك عن طريق إدخال شريحة الاتصال “Sim” التي تدعمها بعض الساعات، يمكن لأي شخص إجراء واستقبال المكالمات والرسائل على نحو مباشر.

الإخطارات

إحدى الميزات الرئيسية للساعة الذكية تتمثل في قدرتها على عرض الإشعارات الهواتف، بهذه الطريقة يمكن بسهولة البقاء على اطلاع دائم بالرسائل ورسائل البريد الإلكتروني وتحديثات الوسائط الاجتماعية والمزيد، دون التحقق من الهاتف باستمرار.

تتبع النشاط والصحة

كثير من المستخدمين يلجؤون للساعات الذكية لمتابعة لياقتهم البدنية، فهي تتضمن ميزات تتبع النشاط مثل عداد الخطى أو مراقب معدل ضربات القلب، ضغط الدم، تخطيط كهربية القلب، كشف السقوط، والاتصال بالطوارئ عند الحاجة.

التنقل باستخدام نظام تحديد المواقع العالمي “GPS” إذا كان المستخدم عداء، أو يعشق ركوب الدراجات الهوائية، فستمنح الساعة الذكية إمكانيات التنقل عبر نظام تحديد المواقع العالمي، ويمكن بسهولة مراقبة تطور اللياقة البدنية دون حمل الهاتف.

ميزة تشغيل الموسيقى

بإمكان الأشخاص التحكم في مشغل الموسيقى الخاص بهواتفهم الذكية واستخدام الساعة الذكية كجهاز تحكم عن بُعد أو إقران ذلك مع سماعة رأس “بلوتوث” الخاصة بهم، وبث الموسيقى من ساعتهم إلى سماعة الرأس الخاصة بهم.

هذه ميزة مفيدة عند ممارسة الرياضة أو التنقل، يمكن للأشخاص أيضا تخزين الموسيقى الخاصة بهم على الجهاز أو باستخدام الساعات الذكية التي يمكنها بث القنوات الإذاعية عبر الشبكة.

أنواع ساعات الذكية

هناك مجموعة متنوعة من الساعات الذكية المتاحة في السوق حاليا، وهذا يأتي تماشيا مع احتياجات المستخدمين المختلفة، منها:

ساعات اللياقة الذكية

ساعات اللياقة الذكية أو ما يدعى بسوار اللياقة، مصممة خصيصا للرياضيين وعشاق اللياقة البدنية، عادة ما تأتي بحجم أصغر من الساعات الأخرى، وتتضمن الساعات الذكية المخصصة للرياضة ميزات مثل أجهزة مراقبة معدل ضربات القلب وأجهزة تتبع السعرات الحرارية.

الهواتف الذكية

استخدام هذه الساعات الذكية مع الهواتف الذكية يمكن أن توفير ميزات ووظائف إضافية، تشمل الأمثلة ساعات “أندرويد” الذكية وساعة “أبل” الذكية لأجهزة “آيفون”

الساعات الهجينة

هذه الساعات تجمع بين تصميم الساعة التقليدي وميزات الساعة الذكية، مثل تتبع النشاط وعرض الإشعارات.

أفضل ساعات ذكية لعام 2022 مع المواصفات

عملية اختيار الساعة الذكية المناسبة، قد تكون شاقة بعض الشيء، خصوصا بعض أن أصبح هناك الكثير من الشركات المنافسة في هذا المجال، مع توفير أحدث التصاميم والميزات لساعاتهم، وهذا ما يخلق بعض الإرباك بالنسبة للراغبين باقتناء ساعة ذكية.

فيما يلي سنقوم بعرض بعض أفضل الساعات الذكية لعام 2022 مع المواصفات الأساسية لهذه الساعات.

ساعة “جوجل بيكسل”

هي أول ساعة ذكية تعمل بنظام “أندرويد” مقدمة من “جوجل”، على الرغم من أنه ستعمل مع هواتف “الأندرويد” الأخرى، إلا أنه مصممة للعمل مع هاتف “بيكسل” وسماعات الأذن “Pixel buds” الخاصة بالشركة.

كما أنها تعمل بدقة مع خدمات “جوجل” والتي تهيمن على الإنترنت، مثل خدمة البريد الإلكتروني “Gmail” أو تطبيق التقويم، بالإضافة إلى وظائف اللياقة البدنية، وإمكانية القراءة في الإضاءة الساطعة والمنخفضة، ودقة تتبع معدل ضربات القلب.

الشاشةAMOLED,1.2 inches, Corning Gorilla Glass 5
النظامAndroid Wear OS 3.5
معالجExynos 9110 (10 nm)
الذاكرة والتخزين32GB 2GB RAM
البطارية294 mAh
Google Pixel Watch

ساعة “أبل ألترا”

ساعة ألترا المكسوة بالتيتانيوم تعتبر أفضل ساعة ذكية من “أبل” حتى لحظة إعداد هذا التقرير، وهي مصممة للاستخدام من قبل الرياضيين العنيفين بعض الشيء والمغامرين في الهواء الطلق.

هذه الساعة هي أكثر سمكا من كل ساعات “أبل”، والشاشة محمية بإطار معدني، مع مجموعة متنوعة من الميزات الجديدة المثيرة للاهتمام، وميكروفون محسن لإجراء اتصال أفضل من ذي قبل، مع ميزة الاتصال بالطوارئ، وهي تعمل بكفاءة داخل الماء لهواة الغوص.

قد تكون ضخمة الحجم وثقيلة في الوزن بعض الشيء بالنسبة لبعض المستخدمين، وهذا بسبب طبقات الحماية الإضافية من الشركة.

الشاشةRetina LTPO OLED, 1.92 inches, Sapphire crystal glass
النظامwatchOS 9.2
معالجApple S8
الذاكرة والتخزين32GB 1GB RAM
البطارية542 mAh
Apple Watch Ultra

ساعة “أبل سلسلة 8” الكلاسيكية

أحدث نسخة من ساعات “أبل” الكلاسيكية مع تحديثات متواضعة، تشبه الساعة إلى حد كبير السلسلة 7 من الشركة، مع تغيير طفيف في تنوع اللون.

الساعة تتميز بأجهزة استشعار درجة حرارة الجسم الجديدة، والتي يمكن أن تكون مفيدة في الرعاية الصحية، بالإضافة إلى مستشعر عالي القوة لاكتشاف حوادث السيارات، ومستشعر الأكسجين.

لا يوجد ما يحفز مستخدمي الإصدارات السابقة للانتقال لهذا الطراز من الشركة، فهو لا يقدم الكثير من الميزات الجديدة لمستخدميه، ذلك بسبب تركيز الشركة على طراز “ألترا”

الشاشةRetina LTPO OLED,1.9 inches, Sapphire crystal glass
النظامwatchOS 9.2
معالجApple S8
الذاكرة والتخزين32GB 1GB RAM
البطارية308 mAh
Apple Watch Series 8

ساعة “سامسونج جالاكسي 5”

أحدث إصدار من ساعة “سامسونج” الذكية يستهدف على نحو مباشر مستخدمي هواتف الشركة الذكية.

الساعة تملك شاشة من نوع “AMOLED” ساطعة مستديرة مقاس 1.4 بوصة مع كريستال ياقوتي تدعي الشركة أنه أكثر صلابة من الإصدارات السابقة، كما تحتوي على ميكروفون ومكبر صوت للتعامل مع المكالمات الهاتفية.

مجموعة منوعة من خيارات الصحة واللياقة البدنية، بما في ذلك مستشعر الأكسجين في الدم، ومراقبة تخطيط القلب (التي يمكن أن تكتشف عدم انتظام ضربات القلب)، وحتى جهاز استشعار يُزعم أنه يقيس دهون الجسم.

قد تكون من سلبيات هذه الساعة، عدم كفاءتها لدى اقترانها بهواتف غير هواتف “سامسونج”، بالإضافة إلى أن عمر البطارية هو يومان فقط.

الشاشةSuper AMOLED، 1.4 inches, Sapphire crystal
النظامAndroid Wear OS 3.5One UI Watch 4.5
معالجExynos W920 (5 nm)
الذاكرة والتخزين16GB 1.5GB RAM
البطارية410 mAh
galaxy watch5

مستقبل الساعات الذكية

بالرغم عما شهدته الساعات الذكية من قفزات كبيرة في التطور في الآونة الأخيرة، سواء في الشكل أو الصلابة أو الميزات التي تقدمها لمستخدميها، لكن حتى هذه اللحظة ما تزال تفتقر إلى بعض الميزات وبعدها كل البعد عن الكمال.

أنا استخدم ساعة “سامسونج” الإصدار العادي منذ 2019، حتى هذه اللحظة لم أشعر بالحاجة إلى اقتناء ساعة أكثر حداثة سواء من شركة “سامسونج” أو “أبل” أو غيرهم، فهي تقوم حاليا بإرسال إشعارات الهاتف لي، و تنبهني على المناسبات والاجتماعات المتضمنة في تطبيق التقويم.

بالإضافة إلى أنها تقوم بتنبيهي في حالات الخمول، وتشجعني على ضرورة ممارسة التمارين الرياضية أو بعض المشي بين الفينة والأخرى، كما أنها تقوم بقياس خطواتي اليومية، وتقيس نبضات القلب والسعرات الحرارية، كما أنها تحوي على مجموعة لا بأس بها من التمارين، والساعة تساعدني في مراقبة أدائها بشكل جيد.

كل هذه الميزات، بالإضافة إلى الاستماع إلى الموسيقى وإجراء المكالمات ومعرفة الطقس وغيرها، يجعلني أشعر بأن الساعات الأحدث لم تقدم لي الكثير من الاختلافات التي تدفعني إلى شرائها.

خلال متابعتي لمؤتمرات وأحداث الشركات التي تقوم من خلالها بعرض منتجاتها الجديدة، هناك بعض الميزات التي انتظرها بفارغ الصبر على نحو دائم، لكن للأسف حتى هذه اللحظة، لم تتوفر في كل إصدارات الساعات الذكية.

من أهم الميزات التي أتمنى أن أراها في الأجيال القادمة من الساعات الذكية، هي الدقة في مستشعرات المراقبة، فدائما ما أقرأ شكاوى المستخدمين حول عدم دقة المعطيات التي تقدمها الساعات بشكل عام، بالإضافة إلى ضرورة وجود مستشعر يقوم بقياس ضغط الدم، فهو أهم من قياس النبض أو قياس كهربية القلب.

أهم ميزة و باعتقادي ستكون ثورة في مراقبة الصحة عبر الساعات الذكية، هي مراقبة نسبة السكر في الدم، فبحسب بعض الإحصائيات هناك أكثر من 537 مليون مصاب بالسكري عام 2021، وهذا الرقم للأسف بازدياد مستمر، وبرأيي ستلعب الساعات الذكية حينها دور كبير في حماية مرضى السكري من حالات الهبوط أو أرتفاع سكر الدم المفاجىء، أو حتى مراقبة سكر الدم للأشخاص غير المصابين بالمرض.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.