استمع إلى المقال

في الخامس من كانون الأول/ ديسمبر الحالي 2022، أعلنت مؤسسة “OpenAI” لأبحاث الذكاء الصنعي، والتي تهدف إلى تعزيز وتطوير أنظمة الذكاء الصنعي، عن نظام “ChatGPT”، وهو عبارة عن نموذج لغوي موسّع أولي للدردشة الآلية قائم على الحوار بالذكاء الصنعي قادر على الفهم والاستجابة باللغة الطبيعية.

بحسب ما ذكره مسؤولون في الشركة، أن هذه التقنية استقطبت أكثر من مليون مستخدم في أقل من أسبوع واحد، ويتعجب معظم المستخدمين من مدى ذكاء إجابات الروبوت المدعوم بالذكاء الصنعي، حتى إن البعض وصفه بأنه بديل لبحث لـ “جوجل”، لأنه قادر على تقديم حلول وإجابات على نحو مباشر حول الكثير من الاستفسارات والمشاكل.

قد يهمك: مراسل الذكاء الصنعي: عن دخول الآلة مجال الصحافة والإعلام

ما هو “ChatGPT”

هو عبارة عن روبوت محادثة مدعوم بالذكاء الصنعي تم تدريبه ليجاوب عن تساؤلات المستخدمين مستفيدا في ذلك من المحتوى الموجودة على الإنترنت، والاستفادة من تقنية التعليم المعزز بالاعتماد على الملاحظات والتعليقات التي أدلى بها البشر ضمن المحادثات.

شركة “OpenAI”، تقول إن “ChatGPT” يمكن أن يكتب قريبا رسائل البريد الإلكتروني اليومية العادية والمقالات والأكواد البرمجية والأدلة الإرشادية والمقالات الجامعية، وحتى أن البعض استخدمه أيضا لكتابة الروايات.

وفقًا لشركة “OpenAI“، تم تدريب هذا النموذج باستخدام” التعلّم المعزز من ردود الفعل البشرية، وباستخدام الضبط الدقيق الخاضع للإشراف، قدّم مدربو الذكاء الصنعي البشري محادثات لعبوا فيها دور كلا الجانبين (المستخدم والروبوت)، ومنحت الشركة المدربين إمكانية الوصول إلى الاقتراحات المكتوبة كنموذج لمساعدتهم على تكوين ردودهم.

بداية “ChatGPT”

شركة “OpenAI” التي قامت بتصميم هذا الروبوت، هي عبارة عن مخبر للأبحاث تأسس في سان فرانسيسكو في عام 2015 من قبل مجموعة من الممولين أمثال “سام ألتمان”، و “إيلون ماسك” وغيرهم.

من بداية العام الحالي، انتشرت تقنيات شركة “OpenAI”على نطاق واسع حول العالم، خصوصا عندما تم إطلاق أداة إنشاء الصور عن طريق النصوص التي تُعرف باسم “Dall-E” بالاعتماد على تقنيات الذكاء الصنعي، والتي أثارت حينها ذهول المستخدمين في العالم.

يُعد “ChatGPT” أساسا أحد أشكال برنامج “OpenAI” الشهير لتوليد اللغة ” GPT-3″ والذي تم تصميمه لإجراء المحادثات مع الأشخاص، تتضمن بعض ميزاته الإجابة على الأسئلة، وتحدي الفرضيات غير الصحيحة، ورفض الاستفسارات غير المناسبة وحتى الاعتراف بأخطائها.

نموذج “GPT-3″، وتحديث “GPT 3.5” والذي يعتمد عليه “ChatGPT”، هما مثالان على تقنية الذكاء الصنعي تسمى نماذج اللغات الكبيرة، تم تدريبهم على إنشاء نص بناء على ما يراه مناسبا، ويتم تدريبهم تلقائيا عادة بكميات هائلة من المعلومات والبيانات النصية على مدار أسابيع.

على سبيل المثال، يمكن لعملية التدريب أن تكون بحثا عن فقرة عشوائية من النص، وحذف بضع كلمات ومطالبة الذكاء الصنعي بملء الفراغات، ومقارنة النتيجة بالأصل، يمكن أن يؤدي تكرار هذه العملية إلى منح قدرة معقّدة على إنشاء النصوص.

ما مدى دقة “ChatGPT”؟

“ستيفن تي بيانتادوسي”، الأستاذ في جامعة كاليفورنيا في بيركلي، والذي يرأس مختبر الحساب واللغة في الجامعة، غرد على حسابه الشخص على منصة “تويتر”، أنه في حين أن “ChatGPT” مدهش ومثير للإعجاب، إلا أنه لا يخلو من التحيزات.

وردّ عليه “سام ألتمان” الرئيس التنفيذي لشركة “Open” بالطلب من المستخدمين بالضغط على هذه الردود المسيئة، والتي تساعد الذكاء الصنعي على التحسن.

ولدى توجيه سؤالنا على نحو مباشر إلى الروبوت المساعد “ChatGPT”، عن مدى دقة إجاباته قال،

إجاباتي مدعومة بالكثير من المعلومات التي قمت بالتدرّب عليها، ولكن يجب العلم أنه كل معلومة لدى تاريخها، وليس كل المعلومات الجديدة التي تم تحديثها منذ التدريب. يرجى ملاحظة أنني لست قادرة على التصفح على الإنترنت ولا أعرف المعلومات الحديثة التي تم تحديثها على المواقع. مع ذلك، سأحاول أن أقدم لك المعلومات التي يمكن أن تساعدك في كتابة مقالتك.

الروبوت المساعد “ChatGPT”

عند البدء باستخدام هذه التقنية يقوم موقع الشركة بتحذير المستخدمين من أن “ChatGPT” قد لا يقدّم إجابات دقيقة دوما، وقد يكتب إجابات تبدو معقولة، ولكنها غير صحيحة أو غير منطقية، ولا يزال هذا يمثل تحدّيا تأمل الشركة في حلّه.

كما أوضحت الشركة بأن الروبوت حساس لتعديل صياغة الإدخال، على سبيل المثال، في ضوء صياغة واحدة للسؤال، يمكن للنموذج أن يدعي عدم معرفة الإجابة، ولكن مع إعادة صياغة بسيطة للسؤال، يمكنه الإجابة بشكل صحيح.

استخدامات “ChatGPT”

قد تختلف الاستخدامات لروبوت الدردشة “ChatGPT” من مستخدم لآخر، ولكن بشكل عام، يمكنك أن تطلب أي شيء، على الرغم أنه من الممكن ألا يحصل المستخدم على إجابة. يقترح روبوت “ChatGPT” بعض الفئات، مثل المساعدة في تعلم اللغة الإنجليزية والعلوم الإنسانية والعلوم العامة والعلوم التقنية.

ومن الأفكار التي من الممكن الاستفادة من هذه التقنية هي

  • أكتب سيرة ذاتية أو رسالة تعريفية

إذا كنت تبحث عن وظيفة، فقد تكون كتابة الرسالة التعريفية أو السيرة الذاتية من أكثر الأجزاء إرهاقا لكل وظيفة تتقدم لها، ولدى محاولتي طلب كتابة رسالة تعريفية بصفتي محرر تقني من روبوت الدردشة “ChatGPT” جاء الجواب سريعا.

“أحببت لك كتابة سيرة ذاتية لمحرر تقني

مرحبا، أنا محرر تقني متخصص في البرمجة وتطوير التطبيقات الجديدة. لدي خبرة كبيرة في عدة لغات البرمجة مثل C++  و Java و Python، ولدي قدرة عالية على التعلم والتعامل مع التقنيات الجديدة.

في سيرتي الذاتية، أعتبر نفسي مبتكراً ومتميزاً في العمل التقني، وقد قمت بتلبية العديد من المشاريع المتنوعة والمعقدة مع نجاح كبير. لدي قدرة عالية على العمل في فريق، وقد قمت بتدريب العديد من المحررين الجدد ومساعدتهم في التعلم والتطور في مجال البرمجة.

أعتقد أن العمل المستمر في التعلم والتطوير المستمر هو الطريق المثالي للإنجاز العالي في مجال التقنية، ولذلك استمر في البحث عن الفرص الجديدة للتعلم والتطوير المهني.

أتمنى أن يكون هذا السير الذاتي هو البداية للعلاقة المستمرة معكم. أنا متحمس للعمل معكم وللمساهمة في تطوير التطبيقات الجديدة والمتطورة.

  • شرح مواضيع معقدة

في بعض الأحيان، قد لا يمنح البحث عن موضوع ما على “جوجل” فهما واضحا بالقدر الكافي، على سبيل المثال قد يقوم المستخدم بعملية بحث عن أفكار مثل الثقوب الدودية والمادة المظلمة، وكل تلك النظريات التي تدور حول هذه المواضيع.

  • حل مسائل الرياضيات الصعبة

سواء كان المستخدم يبحث عن معالجة مشاكل الجبر المعقدة أو مسائل الرياضيات البسيطة التي يصعب حالها، فإن “ChatGPT” قوي على نحو خاص في التعامل مع الرياضيات، كل ما يحتاجه المستخدم هو عرض مشاكله بجلاء ودقة للحصول على أفضل النتائج.

 طلبنا من “ChatGPT” الإجابة عن مسألة حسابية بسيطة، وإليك النتيجة:

  • إنشاء محتوى بلغات متعددة

في حال المستخدم منشئ محتوى، ويرغب في الوصول إلى جمهور أوسع، فقد يكون “ChatGPT” مفيدا بشكل لا يصدق لإنشاء محتوى بلغات متعددة.

بالطبع تتوفر خدمة الترجمة من “جوجل”، ولكن الكتابة بلغة واحدة والترجمة إلى الأخرى يعني أنه قد يتم فقد الكثير من السياقات الخاصة باللغة، هذا ناهيك عن تغيير إعدادات اللغات المراد ترجمة النص لها.

ولدى الطلب من روبوت “ChatGPT” ترجمة عنوان هذه المقالة إلى عدة لغات، كانت النتيجة كما يلي،

قد يهمك: استخدام الذكاء الصنعي في الأمن السيبراني… هل يعيق أم يطور؟

مستقبل “ChatGPT”

مستخدمو الإنترنت أطلقوا العنان لخيالهم بشأن ما هو مستقبل هذه التقنية، وقارن البعض قدراته المعرفية بمحرك البحث “جوجل” وبأنه من الممكن أن يحل مكانه، بل أن يتغلب عليه، وعلى الكثير من المواقع التي توفر البيانات أمثال “ويكيبيديا” وغيرها.

من الصعب التكهن بمستقبل هذه التقنية، في ظل التسارع الملحوظ في تطوير هذا النوع من الروبوتات التي تعتمد على الذكاء الصنعي، لذا قمنا بتوجه السؤال للروبوت “ChatGPT” نفسه لنرى ما هي نظرته في المستقبل، وكان الجواب،

“للأسف، ليس لدي المعلومات الكافية عن “ChatGPT” للتعبير عن مستقبله بدقة. يمكن أن يكون “ChatGPT” روبوتا ذكيا للدردشة يستخدم في العديد من الأغراض، مثل المساعدة في التواصل والإجابة على الأسئلة وتقديم المعلومات وتلبية الطلبات وغيرها، ومن المحتمل أن يتطور “ChatGPT” في المستقبل مع التقدم في التكنولوجيا والعلوم الرقمية، ويصبح قادرا على القيام بمهام أكثر تحديدا وتعقيدا، لكن وجب العلم أن هذا هو فقط التخمين، وليس حقيقة مؤكدة.

الروبوت المساعد “ChatGPT”
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.