استمع إلى المقال

في الخامس تشرين الأول/أكتوبر عام 2021 وعلى نحو مفاجئ تم إطلاق “ويندوز11″، حيث كان من المقرر أن تتوقف “مايكروسوفت” عند رقم” 10″ لنظامها والاكتفاء بالتحديثات السنوية، وبقي قرارها عدّة سنوات قيد التنفيذ.

“مايكروسوفت” قالت حينها، إن أحد أسباب الإصدار الجديد هو تحسين الأمان والحماية، إذ نجد “ويندوز 11” بالفعل يرفع مستوى الأمان من بداية متطلبات تشغيله، والتي تُلزم باستعمال أجهزة كمبيوتر مُجهزة بأحدث تقنيات التشفير والحماية القائمة على الهاردوير، ومعالجات حديثة مثل الجيل الثامن من إنتل وجيل AMD Zen 2.

لكن للأسف بسبب المواصفات القاسية التي فرضتها “مايكروسوفت” على الأجهزة القادرة على تشغيل نظامها الجديد، حُرمت شريحة كبيرة من المستخدمين حول العالم من استخدام هذا النظام.

فلغاية شهر تشرين الأول/أكتوبر من العام الحالي، ووفقا لبيانات برنامج Lansweeper المخصص لإدارة موارد أو أصول الشركات التقنية، فقد فشل حوالي 42.76 بالمئة من أصل 27 مليون جهاز كمبيوتر تم اختباره عبر 60 ألف مؤسسة في اختبار وحدة المعالجة المركزية، وقالت إن هذا الفشل كان يجبر المستخدمين على الالتزام بنظام “ويندوز 10.

قد يهمك: انخفاض شحنات أجهزة الكمبيوتر عالميا.. ما الأسباب؟

أرقام “ويندوز 11” بعد عام من إطلاقه

حول العالم، لا يزال هناك الكثير من مستخدمي “ويندوز” يعتمدون على نظام “ويندوز 10″ لتشغيل حواسبهم من مايكروسوفت بعد أكثر من عام من إطلاقه، فوفقًا للأرقام الصادرة من شركة ” Statcounter” المتخصصة في تحليل حركة المرور على شبكة الإنترنت لشهر تشرين الثاني/ نوفمبر.

هناك فقط 16.13 بالمئة من أجهزة الكمبيوتر في جميع أنحاء العالم قامت بتثبيت “ويندوز 11″، وهذه النسبة تسجل زيادة طفيفة لدى مقارنتها بالشهر الماضي تشرين الأول/أكتوبر من نفس العام، والتي كانت بنسبة 15.45 بالمئة، ولدى مقارنة هذه النسب مع النظام السابق “ويندوز 10″، والتي كانت نسبة الأجهزة التي تعمل به حتى شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي هي 69.75 بالمئة، والتي انخفضت بشكل طفيف من 71.26 بالمئة في شهر تشرين الأول/ أكتوبر، سنلاحظ حينها أن نظام “ويندوز 11” يتقدم بخطة ثقيلة وتباطؤ كبير حتى بعد مرور عام كامل على إطلاقه.

بالرغم من إطلاق “مايكروسوفت” لأنظمتها الجديدة، وإيقافها بإرسال التحديثات للأنظمة القديمة مثل “ويندوز 7” و “ويندوز XP”، لا تزال هناك بعض الأجهزة التي تعمل بها.

“ويندوز 7” على سبيل المثال، ووفقا لإحصائيات شركة “Statcounter” لشهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، لا يزال متمسكا بالمركز الثالث بنسبة 10.25 بالمئة، و”ويندوز 8.1″ في المركز الرابع بنسبة 2.53 بالمئة، و “ويندوز 8” بنسبة 0.79 بالمئة، وحتى نظام التشغيل “ويندوز XP” القديم كان له وجود ضمن الإحصائية بنسبة 0.4 في المئة.

نظامتشرين2 2021كانون1شباطآذارنيسانأيارحزيرانتموزآبأيلولتشرين1تشرين2
Win110%2.6%7.89%8.45%8.91%10.08%10.96%11.77%13.08%16.61%15.4516.13%
Win1082.49%81.15%75.47%74.82%73.12%71.82%73.45%72.22%71.91%71.88%71.26%69.75%
Win8.13.12%2.93%2.87%3.01%3.25%3.06%2.83%2.87%2.79%2.68%2.45%2.53%
Win80.76%0.69%1.08%0.92%1.26%1.36%0.67%0.66%0.64%0.66%0.69%0.79%
Win712.91%11.92%11.98%12.11%12.67%13.03%11.54%11.96%11.04%10.63%9.62%10.25%
winXp0.51%0.49%0.52%0.44%0.44%0.39%0.39%0.38%0.38%0.38%0.39%0.4%

بحسب إحصائيات شركة “Statcounter”، وهي خدمة تحليلات الويب مع شفرة تتبع مثبتة على 1.5 مليون موقع حول العالم، والتي تسجل المليارات من مشاهدات الصفحة لكل موقع، فإن “ويندوز” يمتلك ما يقرب من 76 بالمئة من سوق أنظمة تشغيل لأجهزة الكمبيوتر عالميا، يليه نظام “OS X” بنسبة 15.7 بالمئة، و”لينوكس” بنسبة 2.6 بالمئة.

أما فيما يخص أنظمة التشغيل بشكل عام، وليس فقط أجهزة الكمبيوتر حول العالم، فقد استحوذ نظام “أندرويد” على 42.37 بالمئة من إجمالي حصة سوق أنظمة التشغيل، مع تراجع “ويندوز” بنسبة 30.11 بالمئة، ولنظام “iOS” 17.6 بالمئة، و “OS X” بنسبة 6.24 بالمئة، و”لينكس” على 1.04 بالمئة.

محاولات “مايكروسوفت” الحثيثة

“مايكروسوفت” ومنذ اليوم الأول لإطلاق نظامها الجديد “ويندوز 11″، تحاول دفع مستخدمي الأنظمة القديمة وتشجيعهم على الانتقال إلى الإصدار الجديد، وذلك عبر التسويق لمواصفات “ويندوز 11” الجديدة.

الإصدار الجديد من “ويندوز” يوفّر ميزات أكثر جمالية أقرب إلى نظام “Mac”، فقد تم التركيز على جماليات سطح المكتب وتقليد مظهر الزجاج، وذلك ملاحظ من خلال مظهر الشفافية على العديد من عناصر سطح المكتب، والنوافذ إلى القوائم.

كما قامت “مايكروسوفت” بتهيئة النظام لدعم الأجهزة التي تعمل باللمس وتقديم المزيد من الإنتاجية لمستخدميها، وأيضا عودة النوافذ العائمة (الودجات)، التي كانت تتوفر في نظام “ويندوز فيستا”، بالإضافة إلى فرصة لاستخدام تطبيقات “أندرويد” أخيرا على جهاز الكمبيوتر على نحو مباشر، والكثير من الميزات الأخرى التي تحاول “مايكروسوفت” من خلالها لفت الأنظار لهذا النظام.

هل تنجح “مايكروسوفت”؟

في مقابل جهود شركة “مايكروسوفت” الحثيثة لاستمالت مستخدميها للتوجه لنظامها الجديد “ويندوز 11″، على حساب الأنظمة الأخرى، كانت هناك أسباب حالت دون حدوث ذلك، وظهر هذا الشيء جليا من خلال الأرقام المذكورة أعلاه، والتي توضح مدى بطء انتشار استخدام “ويندوز 11″، على الرغم من إطلاقه منذ أكثر من عام.

  • انخفاض شحنات الكمبيوترات

في تقرير سابق تحدثنا عن مدى انخفاض شحنات أجهزة الكمبيوتر الجديدة على الصعيد العالمي، وعن انخفاض الحصص السوقية لشركات الكمبيوتر حول العالم، وهذا ما دفع الكثيرين من عدم قدرتهم على العثور على وحدة معالجة رسومات جديدة، أو وحدة المعالجة المركزية بسعر معقول تناسب مواصفات تشغيل “ويندوز 11″، ولا يزال الكثيرون يؤجلون ترقية وحدة معالجة الرسومات للمستقبل البعيد.

  • سطح مكتب معقد

في محاولات “مايكروسوفت” للسعي خلف الجماليات، أصبح سطح المكتب بالنسبة للمستخدمين القدامى أكثر تعقيدا، فقائمة النقر بزر الماوس الأيمن أكثر تقييدا للمستخدم من ذي قبل، حيث تخفي القائمة الكلاسيكية الحقيقية خلف نقرة أخرى.

حتى الشفافية والظل تبدو أكثر مما يجب، وعلى حساب وضوح العناصر الأخرى التي تظهر على الشاشة، مثل النص والقوائم والأزرار.

  • شريط المهام

من الواضح أن هناك تخبطا في تصميم شريط المهام لدى الشركة، ففي البدء اختفت القدرة على نقل شريط المهام إلى أي جانب من الشاشة حسب رغبة المستخدم، في التحديثات اللاحقة تم تعديل الشريط، ولكنه لا يزال يأتي مع قيود مزعجة، وعلى ما يبدو أنه لا توجد رؤية محددة لكيفية ظهور أو عمل شريط المهام في “ويندوز 11”.

  • التخلي عن مساعدة كورتانا

المساعد الشخصي “Cortana” المدعوة بالذكاء الصنعي والخاص بشركة “مايكروسوفت”، تم التخلي عنه في نظام “ويندوز 11″، قد يكون لدى بعض المستخدمين عديم الفائدة، ولكنه مفيد للبعض الآخر في بعض المهام.

قد يهمك: كانفا تقتحم قطاع البرمجيات الإنتاجية وتتحدى مايكروسوفت وجوجل

مستقبل “ويندوز 11”

قد يعتبر البعض بأن نظام “ويندوز 11” تحسينا وتطورا من “مايكروسوفت”، وقد يراه البعض الآخر خطوة إلى الوراء، وعلى الرغم من إيجابياته وسلبياته، فنظام “ويندوز 11” هو أمر واقع مفروض من قِبل الشركة، وسيحل في نهاية المطاف محل نظام “ويندوز 10” كما هو الحال مع جميع الإصدارات السابقة من “ويندوز”، ربما ليس الآن، حيث لا يزال الملايين يستخدمون نظام التشغيل “ويندوز 10″، ولكن لا بد أن نعي بأنه لا مفرّ من الترقية إلى “ويندوز 11.”

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.