استمع إلى المقال

في الأسبوع التالي لتولي إيلون ماسك إدارة منصة تويتر، بدأ عدد الأشخاص الذين تخلوا عن المنصة بالارتفاع، مقابل توجههم إلى منصات اجتماعية أخرى معروفة، كمنصة ماستدون “Mastodon”، وهي منصة تواصل اجتماعي تم إطلاقها في عام 2016. وعلى الرغم من قلة عدد مستخدمي تلك المنصة عند مقارنته بمستخدمي تويتر، لكن لا يمكن الاستهانة بهذا الرقم.

في يوم الإعلان عن استلام ماسك لإدارة تويتر، انضم 70 ألف مستخدم إلى منصة ماستدون، وحسب يوجين روشكو، مؤسس ماستدون والمطور الرئيسي لها، فقد اكتسبت المنصة 230 ألف مستخدم في الأسبوع الأول من سيطرة إيلون ماسك على تويتر، وأصبح هناك 655 ألف مستخدم نشط شهريًا على المنصة.

أسباب الهجرة

هناك العديد من الأسباب التي أجبرت المستخدمين على هجرة منصة تويتر، وحثهم على البحث عن ملاذ جديد لأفكارهم وآرائهم، ومن أهم هذه الأسباب:

  • الخوف من الاضطرابات الحاصلة؛ بسبب الخطة الجديدة التي تم على إثرها تسريح ما يقارب 50 % من الموظفين في تويتر.
  • زيادة سعر خدمة اشتراك “تويتر Blue” من 4.99 إلى 8 دولارات أمريكية في الشهر.
  • التغيير الذي حصل لآلية توثيق الحسابات، والحصول على العلامة الزرقاء، لتصبح حصرًا من ميزات خدمة اشتراك تويتر المدفوعة.
  • مخاوف مستخدمي تويتر من محاولات انتحال شخصيات الصحفيين أو السياسيين ونشر المعلومات المضللة على المنصة.
  • زيادة الصرامة في مراقبة المحتوى على منصة تويتر، بعد الإجراءات التي تم اتخاذها حديثًا بشكل يكبح حرية الرأي على المنصة.
  • عدم وجود بيئة مستقرة لوكالات الإعلانات، بعد استلام ماسك الإدارة، وبالأخص بعد عمليات التسريح التي حصلت بحق الفرق المسؤولة عن الإعلان والتسويق على تويتر.

البدائل المتوفرة

يمكن اعتبار منصة ماستدون البديل الأكثر شعبية لتويتر في الوقت الراهن، وتتميز هذه المنصة بأنها شبكة اجتماعية لامركزية، ما يعني أنه لا يمكن السيطرة عليها من قبل شركة واحدة أو شخص واحد، مما يسمح لتجربة أفضل وأكثر شفافية للمستخدمين، كما أن المنصة خالية من الإعلانات، وتسمح لمستخدميها بإنشاء رموز تعبيرية خاصة بهم.

تتكون منصة ماستدون من مجتمعات مختلفة، وتركّز على خصوصية وسلامة مستخدميها، مما يسمح لهم بتحديد وتخصيص القادرين على الاطلاع على منشوراتهم، وتعيين تحذيرات خاصة بشأن محتواهم. وعلاوة على هذه الميزات، الكود البرمجي لماستدون مفتوح المصدر، وهذا يضيف طبقة أخرى من الشفافية بين المنصة ومستخدميها.

مقارنة عدد المستخدمين ونشاطهم بين العام 2021 و2022:

 عام 2021عام 2022
عدد المستخدمين2.7 مليون6.1 مليون
عدد المستخدمين النشطين في الشهر244 ألفاً1 مليون

شركة أخرى تأمل من الاستفادة من الاضطرابات الحاصلة في منصة تويتر، وهي منصة للنشرات الإخبارية، تم إطلاقها في شهر أكتوبر/تشرين الثاني عام 2017، وعلى عكس العديد من المنصات فقد استهدفت الشركة علنًا قاعدة مستخدمي تويتر خلال الأيام الماضية، ملعنًة نفسها كمنافس لتويتر بشكل مباشر.

هذا التحدي لم يأت من عدم، إذ إن المنصة أطلقت ميزة جديدة تدعى “Substack Chat”، التي تسمح للمستخدمين الكُتاب على المنصة بالتواصل مباشرة مع قرائهم من خلال تطبيق سوبستاك. هذه الميزة ليست مجرد منافس لميزة الثريد الموجودة لدى تويتر، بل إنها طريقة أفضل وأكثر تنظيمًا لسرد مجموعة من النقاشات في المكان نفسه، مع وجود ميزة الدردشة، ومع إمكانية إيقاف وتشغيل هذه الميزة، حتى إن هذه الميزة تنافس العديد من الشبكات الاجتماعية الأخرى التي يستخدمها الكُتاب ومنشئو المحتوى عادًة مثل ديسكورد أو تليجرام.

نمو منصة سوبستاك بين عام 2021 و2022:

 عام 2021:عام 2022:
عدد الزيارات في الشهر18 مليوناً69 مليوناً
عدد المشتركين500 ألف1 مليون
إيرادات منشئي المحتوى15 مليون دولار أمريكي بالسنة20 مليون دولار أمريكي بالسنة

العلامة الزرقاء ورهان إيلون ماسك

قبل إيلون ماسك، كانت منصة تويتر تمنح العلامات الزرقاء للسياسيين والمشاهير والإعلاميين والشخصيات البارزة بعد التحقق من تلك الحسابات.

لم يستغرق ماسك وقتًا طويلاً لتحويل لعبته الجديدة إلى صراف آلي. وذلك عبر منح العلامة الزرقاء لأي شخص يريد دفع ثمنها وسحبها من الأشخاص الذين لا يريدون ذلك. وكل ذلك تحت شعارات رنانة كإصلاح نظام المنصة.

هذه الخطوة كانت من أكثر الخطوات التي أثارت الجدل، وطرحت الكثير من الأسئلة حول مدى أحقية الحصول على العلامة الزرقاء لبعض الحسابات غير المؤهلة، ناهيك عن نوعية المحتوى المقدَّم مقابل بعض الدولارات شهريًا.

في هذا السياق عبّرت الإعلامية والكاتبة وجد بوعبدالله من تونس، وهي ناشطة على منصة تويتر وحسابها الرسمي موثق منذ زمن طويل، بحديث خاص بموقع إكسڤار عن مدى رفضها الدفع لإدارة تويتر الجديدة مقابل توثيق تم قبل استحواذ ماسك على المنصة. تقول الإعلامية “التوثيق لم يكن بمقابل مادي، ولا يوجد أي اتفاق مبرم بيني وبين تويتر على الدفع، لهذا أرى إجباري على دفع رسوم شهرية مقابل احتفاظي بالعلامة الزرقاء غير مناسب. ووجود حسابات صحفيين موثقة على تويتر يمنح مصداقية أكثر لهذه المنصة، فلماذا أدفع له؟”.

أكدت بوعبدالله، أن أكثر ما يثير قلقها، هو أن يصبح المال هو المعيار الوحيد الذي يهم تويتر، فمقابل 8 دولارات يمكن توثيق أي حساب مهما كان نوع محتواه، ما يجعل من فلسفة تويتر الأصلية تضمحل.

تقول الإعلامية: “مع استحواذ ماسك على تويتر، وتغريده المستمر عن الدفع، تحولت المنصة إلى مجرد واجهة فارغة باعتقادي وهذا مؤسف. فالتوحش الآن يتجسد في تغريدات ماسك التي تلتهم منصات التعبير القليلة المتاحة خارج دائرة الإعلام التقليدي. والاتفاق على إعادة حساب ترامب، هو مؤشر على وزن المال أمام خطاب الكراهية”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.