استمع إلى المقال

خلال وقت سابق من هذا العام ظهرت العديد من التقارير التي تفيد بأن “سامسونج” تفكر بالتخلي عن محرك البحث “جوجل” والاتجاه نحو “بينغ” من “مايكروسوفت”، مما تسبب بضجة في مجتمع التكنولوجيا.

موظفو “جوجل” صُدموا عندما علموا أن “سامسونج” كانت تفكر في التحول إلى “بينغ”، مما يعرض 3 مليارات دولار من العائدات السنوية التي تحققها عملاقة البحث من الصفقة للخطر.

لكن يبدو أن الشركة الكورية الجنوبية اختارت مواصلة شراكتها مع عملاقة البحث، وفضلت عدم استبدال محرك البحث الافتراضي لأجهزتها المحمولة، حيث علقت المراجعة الداخلية لهذا التغيير الجوهري.

“سامسونج” لن تتخلى عن “جوجل”

في الأسابيع الأخيرة، انتشرت التكهنات بأن “سامسونج” كانت تفكر في تبديل محرك البحث لتطبيقها لتصفح الإنترنت المثبت مسبقا عبر جميع هواتفها الذكية.

هذا التغيير كان يهدد بإزالة “جوجل” كمحرك البحث الأساسي، واستبداله بمحرك البحث “بينغ” من “مايكروسوفت”.

مع ذلك، يبدو الآن أن أي تغيير وشيك قد تم تأجيله، مما أدى إلى تجنيب “جوجل” لضربة كبيرة وحرمان “بينغ” من الفوز المنشود في مساحة محرك البحث. 

“سامسونج” لن تستبدل محرك البحث الافتراضي عبر هواتفها الذكية في أي وقت قريب، حيث أوقف أكبر صانع للهواتف الذكية في العالم المراجعة الداخلية لاستكشاف إمكانية الاستبدال عبر أجهزته المحمولة.

التبديل المحتمل كان يعني استبدال “جوجل” كمحرك بحث عبر متصفح الويب “Internet” من “سامسونج”، الذي يأتي مثبتا مسبقا عبر الهواتف الذكية للشركة الكورية الجنوبية.

من شأن هذا الاستبدال الذي كان وشيكا أن يمنح “بينغ” نصرا مرغوبا فيه في مساحة محرك البحث التي طالما سيطرت عليها “جوجل”. 

هذا العام، اكتسب “بينغ” بعض الزخم الجديد حيث تبنى ميزات “ChatGPT”، روبوت الدردشة الذي ازدادت شعبيته وتديره شركة “OpenAI” المدعومة من “مايكروسوفت”.

في البداية، فكرت عملاقة التكنولوجيا الكورية الجنوبية باستبدال محرك البحث، معتقدة أن هذا الأمر لن يغير بشكل كبير الوضع الراهن، وذلك لأن غالبية مستخدمي هواتفها الذكية لا يستخدمون متصفّحها للويب “Internet”، بل يختارون المتصفحات الأخرى، بما في ذلك “جوجل كروم”، الذي يأتي أيضا مثبتا مسبقا عبر هواتف “سامسونج”.

"سامسونج" تتخلى عن محرك بحث "جوجل"؟

الآن، قررت “سامسونج” أنها لن تناقش المسألة داخليا في هذا الوقت، نظرا للمخاوف بشأن الكيفية التي يمكن أن ينظر بها السوق إلى التبديل، فضلا عن أثر ذلك بعلاقاتها التجارية الواسعة النطاق مع “جوجل”.

مع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن الشركة التي يقع مقرها في كوريا الجنوبية لن تغلق الباب بشكل دائم أمام “بينغ” كخيار مستقبلي.

الشراكة الطويلة الأمد

في العام الماضي، شحنت “سامسونج” نحو 260 مليون هاتف ذكي، وهو ما يمثل ما يقرب من خُمس الإجمالي العالمي. 

منذ إطلاق نموذجها الأول من فئة “جالكسي إس” في عام 2010، كانت “جوجل” بمثابة محرك البحث الافتراضي عبر هواتف “سامسونج” الذكية.

لكن قسم الهواتف الذكية في “سامسونج” لطالما اعتبر اعتماده الكبير على برامج “جوجل” مصدرا للقلق.

استكشاف التحول إلى “بينغ” كان جزءا من جهود “سامسونج” المستمرة لإيجاد طرق لتنويع برامج هواتفها الذكية والنظر في العروض الجديدة.

وفقًا لآخر بيانات التتبع من شركة تحليل حركة مرور الويب “StatCounter”، فإن محرك بحث “جوجل”، وهو موقع الويب الأكثر زيارة في العالم، يمثل حاليا نحو 93 بالمئة من عمليات البحث عبر الحواسيب والأجهزة المحمولة، في حين أن “بينغ” يمثل نحو 3 بالمئة.

“جوجل” لديها عقود مربحة مع “سامسونج” و”أبل” للتأكد من أن تطبيقاتها أو خدماتها هي الخيارات الافتراضية عبر الأجهزة التي تبيعها أكبر شركتين لتصنيع الهواتف الذكية في العالم.

وفقًا للتقديرات التي كشفتها قضية وزارة العدل الأميركية لعام 2020 التي تتحدى ممارسات “جوجل” المانعة للمنافسة، فإن عملاقة البحث تدفع لشركة “أبل” ما بين 8 و 12 مليار دولار سنويا.

من المعروف أن “جوجل” لديها نوع مماثل من صفقة البحث مع “سامسونج”، لكن يُقدر المبلغ بأنه أصغر بكثير.

المشهد التنافسي

شركتا “جوجل” و”سامسونج” تتنافسان في فئات منتجات معينة، لكن تحافظان على علاقة عمل وثيقة ومعقدة، حيث أنهما عملاء لخدمات بعضهما البعض في العديد من المجالات.

تقريبا، تعتمد جميع هواتف “سامسونج” على نظام تشغيل “أندرويد” من “جوجل”، مع تخصيص “جوجل” لتطبيقاتها للعمل عبر هواتف “سامسونج” الذكية ذات الشاشة القابلة للطي.

إلى جانب ذلك، فإن “جوجل” تشتري شرائح الذاكرة من “سامسونج”، كما أنها أحد عملاء الشركة الكورية الجنوبية فيما يتعلق بالتصنيع التعاقدي للرقائق.

في الوقت نفسه، تتنافس هواتف “سامسونج” ضد هواتف “بيكسل” من “جوجل” في مساحة “أندرويد. 

كما تتنافسان أيضا في مجالات تشمل الأجهزة اللوحية والحواسيب المحمولة والأجهزة القابلة للارتداء، فضلا عن الأجهزة والحلول المنزلية الذكية.

“جوجل” تحاول اللحاق بالمنافسين

من غير المعروف سبب رغبة “سامسونج” في التبديل إلى “بينغ” في المقام الأول، لكن من المحتمل أن يكون توسع “مايكروسوفت” السريع في الذكاء الاصطناعي قد لعب دورا. 

مع ذلك، في الأسابيع الأخيرة، كثّفت “جوجل” جهودها لوضع ميزات مدعومة بالذكاء الاصطناعي في محركها للبحث وجعلت روبوت الدردشة “Bard” متعدد الوسائط متاحا للأشخاص في أكثر من 180 دولة ومنطقة.

خلال مؤتمر المطوّرين السنوي للشركة “Google I/O 2023″، كان عدد من الإعلانات، ومن أهمها إطلاق ميزة جديدة تسمى “البحث المتعدد”، الذي يسمح للمستخدمين بالبحث عن المعلومات من خلال الجمع بين النص والصور. 

إلى جانب ذلك، أعلنت الشركة أيضا عن عدد من التحسينات لنتائج بحثها، بما في ذلك استخدام الذكاء الاصطناعي لعرض نتائج أكثر صلة بطلبات البحث المعقدة.

من أجل تخصيص نتائج البحث بناء على اهتماماتك وسجل البحث، فإن عملاقة البحث تلجأ إلى الذكاء الاصطناعي.

كما حصل شريط البحث على إضافات جديدة، حيث يمكن الآن استخدامه لطرح الأسئلة والحصول على الاتجاهات وترجمة اللغات.

"سامسونج" تتخلى عن محرك بحث "جوجل"؟

بالإضافة إلى ذلك، هناك مبادرة جديدة تركز على استخدام الذكاء الاصطناعي لجعل البحث أكثر إفادة وشمولية، حيث تريد الشركة إيجاد طرق لجعل البحث أكثر سهولة للأشخاص ذوي الإعاقة عن طريق تطوير ميزات جديدة تسمح للأشخاص بالبحث باستخدام الأصوات أو الإيماءات. 

من أجل تعزيز محركها للبحث، فإنها تحاول جعل البحث أكثر شمولاً عبر عرض نتائج أكثر تنوعا لطلبات البحث المتعلقة بالعرق والجنس، إلى جانب توفير طرق تجعل البحث أكثر سهولة للأشخاص الذين يتحدثون لغات مختلفة.

بالتزامن مع ذلك، عرضت الشركة نسخة جديدة من محركها للبحث تسمى تجربة البحث التوليدي، بحيث أن هذه النسخة قادرة على صياغة الردود على الاستعلامات المفتوحة مع الاحتفاظ بقائمة الروابط المميزة للويب.

من خلال البحث المحسّن المسمى “تجربة البحث التوليدي”، لا تزال صفحة بحث “جوجل” الرئيسية تبدو وتعمل مثل شريط البحث المألوف، لكن الاختلاف يكمن في الإجابات، بحيث إذا اكتشفت تجربة البحث التوليدي أنه يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي للإجابة على استعلام، فإن الجزء العلوي من صفحة النتائج يعرض الاستجابة التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي، بينما تبقى الروابط التقليدية للويب تظهر أدناه.

بشكل عام، تُظهر إعلانات “جوجل” في مؤتمرها للمطورين السنوي “Google I/O 2023” أنها ملتزمة بجعل البحث أكثر قوة وفائدة. من المؤكد أن هذه الميزات والتحسينات الجديدة تجعل البحث أداة أكثر قيمة للجميع.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات