عبر محركها للبحث.. “جوجل” تركز على الباحثين الأصغر سنا؟

عبر محركها للبحث.. “جوجل” تركز على الباحثين الأصغر سنا؟
استمع إلى المقال

لطالما كانت “جوجل” مرادفا لعمليات البحث عبر الإنترنت، ولكن بعد ظهور المنافسين والتهديد الذي يطال عرشها، هل باتت الشركة تركز على المستخدمين الأصغر سنا، وما الهدف من ذلك.

حتى وقت قريب جدا، كان محرك بحثها هو الفيصل فيما يتعلق بمجال البحث، حيث سيطر ولا يزال يهيمن على هذا القطاع، إلا أن الأمور بدأت تتغير مؤخرا، وأصبحت “جوجل” تطارد الآن محركات البحث الأخرى، خاصة عندما يتعلق الأمر بتكامل الميزات الجديدة التي يمكن أن تغري المستخدمين بالانتقال بين محركات البحث.

في الجزء الأكبر من 15 عاما الماضية، بدت “جوجل” كقوة لا يمكن إيقافها، مدعومة بمحرك بحثها، ولكنه يبدو الآن ضعيفا، وللمرة الأولى منذ فترة طويلة، أصبحت هيمنة بحث “جوجل” مهددة من قبل العديد من الشركات والتطورات في وقت واحد، حيث تأتي هذه الهجمات عبر جبهات مختلفة، واحدة من الذكاء الصنعي التوليدي، والثانية من التطبيقات.

قد يهمك: تتحدى “إنفيديا”.. هل تنجح “جوجل” بمجال شرائح الذكاء الصنعي؟

“جوجل” تستنفر للرد

عملاقة البحث تخطط لتغيير طريقة عرض نتائج البحث في سبيل تضمين الذكاء الصنعي، إلى جانب توفير المزيد من مقاطع الفيديو القصيرة ومنشورات التواصل الاجتماعي، الأمر الذي يمثل خروجا عن الروابط الزرقاء الـ 10، وهو الشكل التقليدي لقوائم مواقع الويب في نتائج البحث، التي جعلت منه محرك البحث المهيمن لعقود من الزمان.

التغييرات تأتي ردا على التحولات الكبيرة في طريقة وصول الأشخاص إلى المعلومات عبر الإنترنت، بما في ذلك ظهور روبوتات الذكاء الصنعي، مثل “ChatGPT”. في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، تلقى محرك بحث “جوجل” أكثر من 86 مليار زيارة، مقارنة بأقل من 300 مليون زيارة لروبوت “ChatGPT”.

من المفترض أن يصبح محرك البحث بصريا وشخصيا وبشريا ومصمما للعمل بطريقة مختصرة وسهلة، مع التركيز على جذب المزيد من الباحثين الأصغر سنا على مستوى العالم، وذلك عبر دمج المزيد من الأصوات البشرية كجزء من التحول، ودعم صناع المحتوى بالطريقة نفسها التي اتبعتها تاريخيا مع مواقع الويب.

في الأسبوع المقبل، تعقد “جوجل” مؤتمرها السنوي للمطورين، ومن المتوقع أن تطلق الشركة ميزات جديدة تسمح للمستخدمين بإجراء محادثات مع برنامج ذكاء صنعي، وهو مشروع يحمل اسم “Magi”.

على مدار سنوات، أجرت الشركة الحد الأدنى من التعديلات على شكل ومضمون البحث، بما يدعم النشاط التجاري للإعلان، الذي حقق عائدا يزيد عن 162 مليار دولار في العام الماضي، لكن الأمور تغيرت مع الصعود السريع لروبوتات الدردشة بالذكاء الصنعي وتطبيقات الفيديو القصير، حيث استحوذ كلاهما على انتباه المستخدمين الأصغر سنا.

بشكل عام، تخطط “جوجل” للتركيز بشكل أكبر على الرد على الاستفسارات التي لا يمكن الإجابة عليها بسهولة من خلال نتائج الويب التقليدية، حيث قد يُطلب من زوار محرك البحث طرح أسئلة متابعة أو التمرير عبر العناصر المرئية مثل مقاطع الفيديو للرد على الاستفسارات.

في حين دمجت الشركة بعض المنشورات ومقاطع الفيديو القصيرة في نتائج البحث، إلا أنها تخطط للتأكيد على هذه المواد بشكل أكبر في المستقبل.

قد يهمك: صناع المحتوى يبتعدون عن “تيك توك”.. الأسباب والوجهَة

محاولات الحفاظ على الصدارة

خلال السنوات الأخيرة، تراجع عدد المواقع النشطة، وذلك لأن مستخدمي الإنترنت يتجهون إلى تطبيقات أخرى للعثور على معلومات حول كل شيء، بدءا من المطاعم المحلية الشهيرة وحتى النصائح حول كيفية زيادة الإنتاجية. 

“جوجل” تريد من محركها للبحث مساعدة المستخدمين عندما لا تكون هناك إجابة صحيحة على استفسار البحث، أكثر من مجرد كونه موفرا للإجابات فقط.

وفقا للبيانات، عالج محرك بحث “جوجل”، وهو أكثر مواقع الويب من حيث عدد الزيارات في العالم، أكثر من 90 بالمئة من عمليات البحث عبر الحواسيب والأجهزة المحمولة.

في عام 2020، رفعت وزارة العدل دعوى قضائية ضد الشركة بسبب هيمنتها في سوق البحث، وهي الدعوى الأكثر أهمية لمكافحة الاحتكار في الولايات المتحدة منذ أن تحدت الحكومة موقع “مايكروسوفت” في سوق برامج الحاسب في التسعينيات.

منذ ذلك الحين، انتشرت شعبية العديد من التطبيقات الجديدة العاملة بالذكاء الصنعي، مما أدى إلى ظهور تحديات جديدة لقوة “جوجل” كمدخل إلى الإنترنت. في الآونة الأخيرة، أثار روبوت “ChatGPT” إنذارات داخل “جوجل”، مما دفع القيادة لتسريع العمل على منتجات مماثلة.

خلال وقت سابق من هذا العام، دمجت “مايكروسوفت” التقنية الكامنة وراء “ChatGPT” في محركها للبحث “Bing”، هذا الأمر أدى إلى ظهور إصدار جديد من محرك البحث قادر على إجراء محادثات موسعة مع المستخدمين. 

على أمل كسب المستخدمين من خلال التحرك بشكل أسرع من “جوجل”، تسابقت محركات البحث الأصغر أيضا لدمج ميزات محادثة الذكاء الصنعي.

الملايين من الأشخاص يستخدمون محرك بحث “جوجل”، كما تعتمد مواقع الويب، مثل المنافذ الإخبارية، عليه للحصول على الزوار. هذه العوامل، إلى جانب مقدار الإيرادات الكبير المرتبط بالمنتج، جعلت من الصعب تنفيذ تغييرات كبيرة في البحث.

قد يهمك: ما وراء سعي “جوجل” لتطوير محرك بحث جديد يعمل بالذكاء الصنعي؟

الذكاء الصنعي يختلق المعلومات

روبوتات الدردشة مثل “ChatGPT” تميل إلى اختلاق المعلومات وحتى المصادر بثقة، حيث وجدت دراسة حديثة أجراها باحثو جامعة ستانفورد لمحركات البحث التي تستخدم تقنية الذكاء الصنعي للمحادثة أن 51.5 بالمئة من الجمل تضمنت اقتباسات مناسبة، وأن أكثر من ربع الاستشهادات لم تدعم محتوى الجمل المرتبطة بها.

في وقت سابق من هذا العام، نتج عن إصدار من “Bing” يستخدم التكنولوجيا وراء “ChatGPT” أخطاء واستجابات مزعجة لبعض المستخدمين، مما دفع الشركة إلى وصف المنتج بأنه عمل قيد التطوير مع إجراء العديد من التعديلات على تقنيته.

حصة “Bing” في سوق البحث ظلت أقل من 3 بالمئة منذ أن قدمت “مايكروسوفت” الميزات في شهر شباط/فبراير الماضي.

كما أن دمج المزيد من المحتوى الذي ينشئه المستخدمون في نتائج البحث يثير مجموعة من المشكلات الشائكة، حيث يمكن أن تكون المنصات نواقل قوية للمعلومات الخطأ والمضللة لأن الناس يميلون إلى الوثوق بالمتحدثين الآخرين.

بالرغم من أن الشركة لديها قدرات مماثلة لروبوت “ChatGPT”، إلا أنها لم تلتزم بعد بتقديم استجابات بحث تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الصنعي، وذلك بسبب مخاطر تقديم معلومات غير دقيقة، التي قد تكون ضارة بالشركة على المدى الطويل.

لكن هذا التحول يجبر “جوجل” على تحسين تعريفها للمحتوى الموثوق به، خاصة عندما لا توجد إجابة واحدة صحيحة، حيث تلجأ الشركة إلى أدوات الإسناد والمعرفة لجعل الاستفادة من المحتوى موثوقة.

المسؤولون التنفيذيون في “جوجل” شدّدوا على أن منتجات البحث يجب أن ترضي مالكي مواقع الويب، وذلك عن طريق تضمين روابط المصدر، حيث تضمن “Bard” بعض الروابط لمصادر خارجية عندما تم إصداره في شهر آذار/مارس الماضي، لكن “جوجل” توقفت عن دمجه مباشرة في البحث.

مؤخرا، دعت الشركة مجموعة كبيرة من الموظفين لاختبار المشروع المسمى “Magi” قبل تقديم الميزات في مؤتمرها السنوي للمطورين في 10 أيار/مايو الحالي، وتسمح إحدى ميزات البحث الجديدة المحتملة للمستخدمين بطرح أسئلة متابعة على الاستفسارات الأصلية.

من أجل مواكبة المنافسين، خصصت الشركة فريقا مكونا من أكثر من 160 من موظفيها يعملون بدوام كامل على إضافة الميزات الجديدة إلى محرك بحثها الحالي.

وفقا للتقارير، يسمح “Magi” للباحثين بإتمام المعاملات، مثل شراء الأحذية أو حجز الرحلات الجوية، مما يتيح للباحثين إكمال المعاملات المالية، مع الاستمرار في دمج الإعلانات الموجودة عبر شبكة بحث “جوجل”. 

بشكل عام، لدى “جوجل” الفرصة لقيادة التغيير في سلوك المستهلك فيما يتعلق بالبحث عبر الإنترنت، ولكن يجب على الشركة التحرك لتلافي فقدان المستخدمين، الذين قد ينتقلون إلى الخدمات الأخرى إذا لم تتحرك “جوجل” بالسرعة الكافية.

ختاما، لطالما كان البحث قطاعا ديناميكيا سريع التطور، وقد ركزت الشركة على النهج الطويل الأجل لتغيير الخدمة، بما في ذلك تضمين الميزات المرئية والذكاء الصنعي، ومع تطور البحث، فإن “جوجل” تسعى لتقديم المعلومات العالية الجودة ودعم شبكة الويب المفتوحة والصحية.

قد يهمك: هاتف “جوجل” القابل للطي.. هل ينافس هواتف “سامسونج”؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات