استمع إلى المقال

برنامج الدردشة الآلية “ChatGPT”، حقق في الأشهر الأخيرة نجاحا كبيرا بين أوساط مستخدمي الإنترنت، واستطاع البرنامج في غضون بضعة أيام فقط أن يجذب ملايين المستخدمين، وهو ما تحتاج إليه المنصات الأخرى عدة سنوات لتحقيقه، كما أصبح البرنامج الحديث الشاغل لآلاف المواقع عبر الإنترنت في مختلف أنحاء العالم.

النجاح الكبير الذي حققه برنامج الدردشة الآلية “ChatGPT” لم يكن مجرد صدفة، وكالعادة، فإن كل فكرة أو تقنية أو إنجاز، هناك شخصيات عظيمة تعمل خلف الكواليس لطرح وإنجاح هذه الأفكار والإنجازات وجعلها ممكنة.

اليوم سنتحدث عن العقل المدبر لبرنامج الدردشة الآلية “ChatGPT”، وهي ميرا موراتي، الفتاة البالغة من العمر 35 عاما، إذ بذلت جهودا جبارة على مدار السنوات الماضية لتحقيق هذا الإنجاز الرائع.

بفضل جهود ميرا موراتي وفريق عملها، تمكن برنامج الدردشة الآلية “ChatGPT” من تحقيق نتائج رائعة في عالم التكنولوجيا، وأصبح محط اهتمام الكثير من الأشخاص، حتى أن الشركات العالمية باتت تتهافت على ضمه ضمن برامجها وتقنياتها.

مَن هي ميرا موراتي، وما هي المسؤوليات التي تشغلها في برنامج الدردشة الآلية “ChatGPT”، وما الإنجازات التي حققتها في مجال التكنولوجيا، والخطط المستقبلية لها ولفريقها في تطوير برنامج الدردشة الآلية “ChatGPT”، وهل تشعر بالرضا عن الإنجازات التي حققتها في مجال التكنولوجيا.

قد يهمك: روبوت الدردشة الذكي “ChatGPT”.. ما السبب وراء هوس العالم به؟

لمحة عن حياة موراتي

موراتي خرجت من دائرة الغموض، وتم وصفها من قبل مجلة “Fast Company” الاقتصادية، بالمرأة الأكثر إثارة للاهتمام في مجال التكنولوجيا، ويبدو أن الاسم -موراتي- قد تم الترويج له كونه هندي الأصل من قبل وسائل الإعلام الهندية، ولكن الفتاة في الحقيقة من أصل ألباني.

موراتي وُلدت في سان فرانسيسكو لوالدين يعملان كمعلمين في المدرسة العليا، وتخرجت من كلية دارتموث بدرجة البكالوريوس في الهندسة الميكانيكية، عملت كمحللة في مؤسسة

 “Goldman Sachs” المالية الاستثمارية الأميركية، ومن ثم كمهندسة مفاهيم متقدمة في شركة الطيران الفرنسية “Zodiac Aerospace”.

بعد ذلك، تم تعيينها كمديرة منتجات أولى في شركة “تسلا” لمركباتهم من طراز”X”، ولذا فإنه من الواضح أن خبرة موراتي في الأعمال والهندسة كانت غنية جدا.

تسلسل الوظائف

موراتي تمتلك خبرة واسعة في مجال الهندسة والبرمجيات، حيث قضت فترة عامين كنائبة رئيس المنتج والهندسة في شركة “Leap Motion” التي تصنع وحدات تحكم تسمح للمستخدمين بالتلاعب بالأشياء الرقمية بحركات أيديهم. وكان لها دور في إطلاق برنامج جديد للتتبع اليدوي في الواقع الافتراضي.

في عام 2018، انتقلت موراتي إلى شركة “OpenAI” لتصبح نائبة الرئيس للذكاء الصنعي والشراكات التطبيقية، كانت “OpenAI” تعمل بالفعل على البحث العلمي، وكانت تواجه صعوبات مالية كبيرة حينئذ، في عام 2019 تحولت الشركة من منظمة غير ربحية إلى كيان ربحي.

منذ تعيينها كمدير تكنولوجيا للشركة، صدرت من “OpenAI” بعض تقنيات الذكاء الصنعي البارزة مثل مشروع “ChatGPT” و”DALL.E 2″ الذي يمكّن المستخدمين من إنشاء فن واقعي من النصوص.

على الرغم من أن موراتي قضت معظم وقتها خلف الأبواب المغلقة، إلا أنها بدأت تظهر أكثر أمام الجمهور في الوقت الحالي، إذ شاركت في برنامج تريفور نوح “The Daily Show” لمناقشة آثار الذكاء الصنعي على المجتمع.

قد يهمك: الجانب المظلم من “ChatGPT”.. هل يسهل عمل مجرمي الإنترنت؟

نظرة موراتي للذكاء الصنعي

خلال مقابلتها مع مجلة “تايم“، عبّرت ميرا موراتي عن رأيها في تجربة تحسين “ChatGPT” بقولها، “لم نتوقع هذا المستوى من الإثارة عندما قمنا بإطلاق برنامجنا في العالم، وكنا في الحقيقة نشعر ببعض الخوف من إتاحة هذا البرنامج للجمهور، ومن الجدير بالذكر أنني أشعر بالفضول لمعرفة النتائج الإيجابية التي سيسفر عنها هذا البرنامج لصالح الناس، وليس فقط لأسباب تتعلق بالابتكار”.

فيما يتعلق بقدرات روبوت الدردشة الحالية، صرحت ميرا قائلة، “في الوقت الحالي، تمر هذه الروبوتات بمرحلة مراجعة البحث، ولذلك لا أريد التحدث بثقة عالية حول المشاكل التي يمكن أن تحلها، ولكن بشكل عام، أعتقد أنها قادرة على إحداث ثورة في طريقتنا بالتعلم، فالناس في الفصول الدراسية عادة ما يكون عددهم 30 شخصا، ولكل منهم خلفية وطريقة تعلم مختلفة، ومع ذلك يحصلون جميعا على نفس المنهج الدراسي، ومن خلال استخدام أدوات مثل “ChatGPT”، يمكن للطلاب التحدث بشكل غير محدود مع نموذج لفهم المفاهيم بطريقة تتناسب مع مستوى فهمهم الفردي، وبالتالي فإن هذه التقنية لديها إمكانات هائلة للمساعدة في التعليم الشخصي”.

فيما يتعلق بسوء استخدام الذكاء الصنعي، أوضحت موراتي أن هناك خطرا في أن يتم استخدام هذه التقنية من قبل أطراف سيئة النية، ولذلك يجب طرح أسئلة حول كيفية ضمان استخدام هذه التقنية وفقا للقيم الإنسانية على مستوى عالمي.

موراتي أكدت أن شركات مثل شركتها “OpenAI” يجب أن تسعى جاهدة لتعزيز الوعي بضرورة المسؤولية والرقابة في استخدام الذكاء الصنعي، ومع ذلك، فهي تعترف بأنهم مجموعة صغيرة من الناس، وأنها بحاجة إلى مزيد من المدخلات في هذا النظام، وهناك حاجة ملحة إلى تشارك المنظمين والحكومات وجميع الأطراف الأخرى في هذا الجهد. 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.