كيف تنقذ نظارة “أبل” عالم ألعاب الواقع الافتراضي؟

كيف تنقذ نظارة “أبل” عالم ألعاب الواقع الافتراضي؟
استمع إلى المقال

“أبل” كشفت مؤخرا عن نموذج نظارتها للعالم الافتراضي في أعقاب مؤتمر “WWDC”، واستعرضت خلال هذا الحدث مجموعة كبيرة من الاستخدامات المختلفة لهذه النظارة والتقنيات المستخدمة فيها والتي أطلقت عليها “VIsionOS” ليكون نظام تشغيل النظارة الافتراضية. 

تركيز “أبل” في الحدث كان على الاستخدام في الوظائف المكتبية ومشاهدة الأفلام والمقاطع السينمائية، ووسط كل هذه الاستخدامات، أظهرت الشركة استخداما صغيرا لعدة ثوان قبل أن يختفي، وهو استخدام نظارة “Vision Pro” مع ألعاب الواقع الإفتراضي، ولكن هل تستطيع نظارة “أبل” القيام بما فشلت فيه شركات عديدة.

مزايا “Vision Pro” العديدة 

الاختلاف الأوضح الذي يظهر عند النظر إلى ما تقدمه “أبل” هو اختلاف السعر الرئيسي، إذ تأتي نظارتها بأكثر من 6 أضعاف أسعار نظارات الواقع الافتراضي الأخرى، وبينما هذا السعر المرتفع يأتي لأن المنتج من “أبل”، إلا أنها تأتي مع مجموعة مزايا أخرى تبرر التسعير المرتفع، وفي مقدمة هذه المزايا، يأتي معالج النظارة. 

النظارة تعتمد على معالج “M2” الأحدث من “أبل”، وهو المعالج ذاته الذي تستخدمه الشركة في العديد من حواسيبها المحمولة والمكتبية بدايةً من أجهزة “ماك بوك آير” وحتى الحواسيب المكتبية “iMac”، لذلك فهو معالج قوي وقادر على تلبية المتطلبات المرتفعة للألعاب وبرامج المونتاج المختلفة. 

ثم تأتي المستشعرات، وهي نقطة القوة الأعظم التي تقدمها “أبل” في نظارتها الافتراضية، إذ تأتي مع أكثر من 14 عدسة كاميرا لالتقاط وتسجيل حركة الوجه واليدين مع 5 مستشعرات منفصلة لقراءة البيئة المحيطة وعرض التطبيقات والمقاطع بشكل احترافي ودون أي عناء. 

بالطبع تأتي النظارة مع جودة الصنع المعروفة عن “أبل” في منتجاتها المختلفة، ولكن هذا ليس السبب الرئيسي لوضع السعر، وهي تتوافق أيضا مع جميع أنظمة “أبل” المختلفة التي تشمل خدمة “Apple Arcade ” التي تضم تشكيلة واسعة من ألعاب الهواتف المحمولة المتاحة مجانا ضمنها. 

لماذا هي الاختيار الأمثل؟ 

النظر إلى بقية المنافسين في مجال نظارات الواقع الافتراضي يؤكد بأن نظارة “أبل” للواقع الافتراضي هي الاختيار الأنسب لعالم الألعاب، وذلك بسبب قوتها الحوسبية المرتفعة التي يقدمها المعالج المنفصل. 

نظارة “Vision Pro” هي الوحيدة – بناءً على بحثي- التي تمتلك معالجا قويا مبنيا بداخلها، وذلك بعكس بقية نظارات الواقع الافتراضي التي تعتمد على معالج الحاسوب حتى تتمكن من توليد الصور ثلاثية الأبعاد، ورغم أن هذا قد يبدو عيبا يمنع بعض المستخدمين من الوصول إلى النتائج المميزة التي يرغبون بها، إلا أنه في الحقيقة الاختيار الأمثل لتطوير الألعاب، إذ إن المطورين لن يحتاجو إلى إعادة تطوير اللعبة وتطويعها على كل نظام وكل معالج منفصل، وبالتالي يصبح التطوير أسهل كثيرًا من غيره ويمكن التحكم فيه ليخرج اللعبة بشكل ثابت. 

قوة المعالج تفتح أبوابا لا نهائية لنظارة “أبل” للواقع الافتراضي، ولكنها أيضا العيب الأكبر فيه، إذ إن معالجات “أبل” الخاصة لا تستطيع التعامل مع الواجهات البرمجية المعتادة التي تطور بها ألعاب “AAA”، وتعتمد بدلا من ذلك على واجهة “Metal” الخاصة بها. 

“أبل” تحاول جاهدة تغيير هذا الوضع، إذ تحاول تسهيل نقل الألعاب من الواجهات البرمجية المعتادة إلى واجهتها الخاصة، وقد استطاعت بعض الشركات القيام بذلك، ولكن حتى الآن ظل الأمر مقصورا على ألعاب قليلة. 

حال تمكن المطورون بالتعاون مع “أبل” من تخطي عقبة دعم الواجهة البرمجية، فإننا سنشهد دعما واسعا من مختلف الألعاب لنظارة “أبل” وأنظمتها المختلفة، وهو ما قد يتيح للشركة الاستفادة من قطاع كبير من المستخدمين فشل الآخرون في الاستفادة منه. 

مستشعرات لتجربة واقع افتراضي بحق 

إحدى نقاط القوة التي تتمتع بها نظارة “أبل” هي المستشعرات وطريقة التحكم في النظارة نفسها، وذلك عبر تحريك العين وتحريك الأصابع بدلا من استخدام المتحكمات الخارجية، وهذا يمثل فرصة حقيقية لتقديم تجربة واقع افتراضي متكاملة. 

تجربة التحكم في النظارة تختلف كثيرا عن غيرها من النظارات، وتسهل على المستخدم التحكم بأدوات اللعبة، لذا إن كان البطل يمسك سيفا، فإن المستخدم قادر على إمساك أي عصا في منزله أو حتى تشكيل قبضته كأنه يمسك سيفا ليتمكن من التحكم في سيف اللعبة، وهكذا. 

استخدام المستشعرات في التحكم بالألعاب لا نهائية ولا يمكن حدّها، وتقف فقط عند مخيلة المطور الذي يستطيع تسخير كل قوة هذه المستشعرات من أجل تقديم تجربة لعبة افتراضية بحق. 

قبلة الحياة التي يحتاجها القطاع 

قطاع ألعاب العالم الافتراضي ليس منتعشًا مثل بقيّة قطاعات الألعاب المختلفة، ورغم تزايد الطلب عليه ونموه، إلا أنه ما زال ضعيفا غير قادر على الوصول إلى كامل إمكاناته، ولكن دخول “أبل” إلى هذا القطاع وإتقان التقنية وإيصالها إلى طور النضوج اللازم لتصبح تقنية شائعة بين المستخدمين. 

“مايكروسوفت” إلى جانب بقية شركات الألعاب لا تهتم بهذا القطاع، وقد صرح فريق المطورين لدى “إكس بوكس” بأن قطاع ألعاب العالم الافتراضي ليس كبيرا بما يكفي للاستثمار فيه، و”ميتا” على الجانب الآخر التي تحاول ترويج نفسها كأنها رائدة هذا القطاع تحاول جاهدة إطلاق ألعاب مناسبة للعالم الافتراضي، ولكنها جميعا مخيبة للأمال كونها تفتقر إلى الخبرة اللازمة.

دخول “أبل” إلى هذا العالم يثبت للمستثمرين والمطورين على حد سواء أن القطاع يستطيع دعم الاستثمارات الكبيرة وقادر على تحقيق دخل حقيقي إذا ما تم تطوير الألعاب وتطويعها بشكل يناسب نظارة “أبل” وبرمجياتها. 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات