استمع إلى المقال

بشكل سنوي تكشف “أبل” في شهر أيلول/ سبتمبر من كل عام عن الجيل الجديد من هواتف “آيفون” الخاصة بها، وعادة ما تكون التحديثات في هذه الهواتف قليلة مقارنة بالأجيال السابقة، ولكن في الجيل الخامس عشر الذي كشفت عنه الشركة مؤخرا، كان الانتقال الأكبر في تاريخ هواتف “آيفون”، إذ قررت “أبل” استخدام منفذ “Type-C” ليكون منفذ الشحن مع الهواتف بعد ما كانت تستخدم منفذا خاصا بها منذ “آيفون 5” أي منذ أكثر من 10 أعوام. 

هذا الانتقال المفاجئ، جعل الجميع يقفزون لاقتناء هواتف “آيفون 15” بمختلف فئاتها، لأنها الآن أصبحت مختلفة حقا عن الأجيال السابقة، ولكن هل كان هذا الاختلاف حقيقيا؟ أم مجرد خدعة تسويقية استخدمتها “أبل” لتؤجل الاختلاف الحقيقي؟ وكيف استقبل المستخدمون هذه الهواتف؟ 

استقبال أفضل من “آيفون 14”

عمليا، تظهر الاختلافات بين هواتف “آيفون 14 برو” والأجيال السابقة أكثر من “آيفون 15″، وهذا لأن “آيفون 14 برو” استخدم أسلوب جديد في الكاميرا والشاشة معا، وشهد تقديم الجيل الجديد من نتوء الشاشة الأيقوني لهواتف “أبل”. 

ولكن يبدو أن الانتقال إلى منفذ شحن “Type-C” لاقى نجاحا جماهيريا أكبر من التغييرات على شاشة الهاتف، إذ صرح تيم كوك المدير التنفيذي للشركة أثناء مقابلة مع صحيفة “CNBC” في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي أن الإقبال على هواتف “آيفون 15” أقوى من الجيل السابق وذلك رغم وجود مشاكل في سلاسل التوريد لأجهزة “برو” و”برو ماكس”. 

حاليا، لا توجد أرقام مبيعات محددة عن الجيل الأخير من هواتف “آيفون”، وذلك لأنه لم يمض على إطلاقها إلا شهرين تقريبا في مختلف الأسواق العالمية، ولكن من المتوقع أن تتجاوز مبيعات هواتف “آيفون 15” بمختلف إصداراته ما حققته هواتف “آيفون 14” بشكل عام. 

الاستقبال الجيد الذي حظيت به هواتف “آيفون 15” جاء رغم وجود العديد من المشاكل التقنية في النسخ الأولية، وذلك بدءا من سهولة كسر الشاشة وانتفاخ الهاتف وتلف البطاريات وحتى وجود أخطاء تصنيعية في الهاتف مثل ذرات من التراب أسفل الشاشة، ولكن هذا لم يثن المستخدمين عن اقتناء الأجهزة الجديدة أولا بأول. 

تركيبة ناجحة 

نسب نجاح هواتف “آيفون 15” إلى وجود منفذ شحن جديد فقط هو أمر مجحف أمام المزايا الأخرى التي تقدمها الهواتف، وفي مقدمتها نتوء الشاشة الجديد الذي وصل إلى الهواتف الاقتصادية مع مجموعة من مزايا الكاميرا التي كانت موجودة في الهواتف الرائدة وحصرية لها مثل ميزة “بورتريه” المميزة التي يعتمد عليها الكثيرون في التصوير. 

التوفيق بين منفذ الشحن الجديد مع نتوء الشاشة المبتكر ومزايا الكاميرا الجديدة أيضا ساهم بشكل كبير في جعل الهاتف محبوبا من المستخدمين وجعل الكثيرين يتجهون لاقتناء النسخ الاقتصادية من الهواتف “آيفون 15″ و”آيفون 15 بلس” التي يتوقع أن تكون الأقوى مبيعا بين هواتف “آيفون 15 “بشكل عام. 

النسخ الاحترافية تقدم مزايا جديدة، ولكنها غير محسوسة لمالكي الجيل السابق “آيفون 14 برو” و”برو ماكس”، لأنهم في النهاية يمتلكون مزايا الكاميرا والنتوء بالفعل، ولا يجدون اختلافا يذكر إلا في منفذ الشحن والاعتماد على منفذ “Type-C” بدلا من منفذ “Lightning”، وهو الأمر الذي لا يشكل تحديا كبيرا لهم كونهم يمتلكون ملحقات تستخدم منفذ “Lightning” بالفعل. 

لذلك يمكن القول بأن هاتف “آيفون 15” هو الورقة الناجحة والمعادلة الرابحة في تركيبة هواتف “آيفون” هذا العام، وهو الهاتف الذي يمتلك التحسينات الأكبر والأهم بين جميع الهواتف الأخرى، وعندما ترفق هذا الاختلاف مع السعر الاقتصادي للهاتف، تجده جاذبا للكثير من المستخدمين. 

هل يستحق “آيفون 15” الاقتناء؟ 

الإجابة على مثل هذه الأسئلة ليست بوضوح نعم أو لا، وهذا لأنها تعتمد في النهاية على الهاتف الذي يملكه المستخدم حاليا، ولكن بشكل عام، فإن كان المستخدم يمتلك أي جيل سابق من هواتف “آيفون”، فإن الانتقال إلى “آيفون 15” أو “آيفون 15 بلس” هو الاختيار المثالي له، وذلك إن كان راغبا بالتضحية بميزة “Pro Motion” التي تقدم معدل تحديث شاشة يصل إلى 120 هرتز. 

وكذلك الأمر مع القادمين حديثا إلى عالم “أبل” والمنتقلين من أجهزة “الأندرويد”، لأن هاتف “آيفون 15” يقدم جميع المزايا الجديدة التي تمتلكها هواتف “آبل”، كما أنهم لن يحتاجوا لاقتناء أسلاك شحن جديدة وكابلات لأنهم بالفعل يمتلكون ملحقات تعمل مع منفذ “Type-C”، ويظل الاختيار بين “آيفون 15” ونسخ “برو” متعلقا بالحاجة إلى مزايا الكاميرا الأكثر احترافية أو معدل تحديث الشاشة الجديد. 

هناك منافس آخر يعمل في الخفاء ويمكن أن يقوض من نجاح “آيفون 15″، وهو أجهزة “آيفون 14 برو” و”برو ماكس”، إذ تقدم الأخيرة مزايا نتوء الشاشة الجديد ومعدل التحديث المرتفع 120 هرتز ومزايا الكاميرا الجديدة دون وجود منفذ “Type-c”، وبينما يعد الانتقال إلى المنفذ خطوة كبيرة تجاريا للشركة، إلا أنه مازال خطوة صغيرة وغير مؤثرة للمستخدمين، وذلك بسبب وجود الكثير من الملحقات الأصلية التي تستخدم منفذ “Lightning” القديم، ولن يشعر المستخدم بعناء الانتقال بين المنفذين إلا بعد 5 أو 6 أجيال قادمة، عندما تصبح ملحقات “Lightning” شحيحة مثل ملحقات “Micro-USB”. 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات