استمع إلى المقال

سوق السيارات الكهربائية هو واحد من أسرع الأسواق نمواً وتطوراً في العالم. فالسيارات الكهربائية ليست فقط وسيلة نقل صديقة للبيئة، بل أيضاً تمثل ثورة تكنولوجية تغير شكل ومستقبل صناعة السيارات. في هذا السياق، تشهد الشركات المصنعة للسيارات الكهربائية تنافساً شرساً لتقديم المزيد من التقنيات والميزات التي تجذب العملاء، وتحقق التفوق في عالم السيارات الكهربائية.

عالم سيارات الكهرباء هو عالم مليء بالتحديات والفرص، ويجذب العديد من الشركات المصنعة التي ترغب في الانضمام إلى هذا المجال المستقبلي. في الآونة الأخيرة، شهدنا ظهور الكثير من الأسماء التي تسعى إلى تحقيق مكانة في سوق السيارات الكهربائية، سواء كانت شركات جديدة متخصصة في هذا المجال، مثل “تسلا”، أو شركات قديمة تحولت من إنتاج السيارات التقليدية إلى السيارات الكهربائية، مثل “فولكس فاغن” و”تويوتا” و”جنرال موتورز”.

عالم واعد

هذه الشركات تواجه منافسة شديدة في سوق السيارات الكهربائية، وتحاول تقديم نماذج متميزة ومبتكرة تلبي رغبات واحتياجات العملاء، وهناك العديد من العوامل التي تؤثر في دخول وخروج الشركات من عالم سيارات الكهرباء، والتي فرضت الكثير من الإجراءات الخطوات على الشركات لتتغلب على التحديات، وتستفيد من الفرص في هذا المجال.

شركة “تويوتا” بدأت فعليا في التوجه إلى عالم السيارات الكهربائية منذ عام 1997، عندما أطلقت أول سيارة هجينة، وهي “تويوتا بريوس”؛ ومنذ ذلك الحين، واصلت الشركة تطوير وتحسين سياراتها الهجينة والكهربائية، وأصبحت من أكبر الشركات المصنعة لهذا النوع من السيارات.

“تويوتا” تخطط لإطلاق 15 نموذجا جديدا من السيارات الكهربائية بحلول عام 2025، وتهدف إلى تحقيق مبيعات سنوية تصل إلى 5.5 مليون سيارة هجينة أو كهربائية بحلول عام 2030.

نظرة “تويوتا” المستقبلية

شركة “تويوتا موتورز” أعلنت عن خططها لتنفيذ بطاريات صلبة متقدمة وتقنيات أخرى في مركباتها الكهربائية، تهدف الشركة إلى تعزيز المدى والأداء وفعالية التكلفة لمركباتها الكهربائية، كما تعتزم إطلاق البطاريات من الجيل التالي بحلول عام 2026، بهدف جذب المستهلكين بمدى أطول للقيادة وقدرات شحن أسرع.

كما كشفت “تويوتا” أيضا عن جهودها المستمرة لتطوير تقنية إنتاج كتلة من البطاريات الصلبة، بهدف توفيرها تجاريا بحلول عام 2027-2028، وتقدم هذه الإعلانات، التي تمت قبل يوم من اجتماع المساهمين السنوي لـ “تويوتا”، نظرة شاملة على استراتيجية الشركة للتنافس في سوق المركبات الكهربائية المتنامية بسرعة، حيث واجهت منافسة قوية من شركات تصنيع السيارات الأخرى؛ وبعد الأخبار، شهدت أسهم “تويوتا” ارتفاعا بنسبة 4.45 بالمئة، وبلغت 150 دولارا تقريبا.

سيارات تويوتا الكهربائية

“تويوتا” أعلنت عن خططها لتصنيع مركبة كهربائية مجهزة ببطارية “ليثيوم أيون” عالية الكفاءة تتميز بمدى مذهل تبلغ 1000 كيلومتر (621 ميلا)، ووفقا لمعايير الاختبار الأميركية، يحقق طراز “تسلا” نموذج “Y” طويل المدى، والذي هو حاليا أكثر سيارات الكهربائية شهرة عالميا، نحو 530 كيلومترا.

لم تقدم الشركة اليابانية تفاصيل محددة بشأن موقع التصنيع المتوقع أو التكاليف المرتبطة بالسيارة الكهربائية طويلة المدى الجديدة؛ علاوة على ذلك، لم يتم ذكر موقع الإنتاج لبطاريات الجيل التالي الصلبة التي أشارت “تويوتا” إلى أنها قيد التطوير، ولم تكشف أي معلومات حول الاستثمار المطلوب.

خطوات كبيرة

رئيس وحدة “تويوتا” الجديدة للمركبات الكهربائية في مصنع “BEV”، تاكيرو كاتو، أعلن أن الشركة تعتزم إطلاق سيارات البطاريات الكهربائية من الجيل التالي عالميا كتشكيلة كاملة ابتدأ من عام 2026؛ زيادة على ذلك، كشفت الشركة عن خططها لتنفيذ تقنيات مختلفة تهدف إلى تقليل التكاليف لكل من سيارات البطاريات الكهربائية والبطاريات.

لتحقيق تقليل التكاليف، التزمت “تويوتا” بتوظيف خط تجميع “ذاتية الدفع” واعتماد تقنية.

 “Giga casting“، وهي ابتكار إنتاج شهير تم تجميعه بواسطة “تسلا”، الشركة الرائدة في صناعة المركبات الكهربائية في الولايات المتحدة.

وفقا لكاتو، فإن معمل “BEV”، الذي تأسس في أيار/مايو 2021، وضع هدفا لتصنيع حوالي 1.7 مليون مركبة بحلول عام، يمثل هذا العدد حوالي نصف عدد السيارات الكهربائية التي تعتزم “تويوتا” بيعها سنويا بحلول ذلك العام، والبالغ عددها 3.5 مليون سيارة.

“تويوتا” باعت 8584 سيارة كهربائية عالميا في نيسان/أبريل الماضي، مما يشكل إنجازا مهما بما في ذلك تلك التي تم بيعها تحت علامة لكزس، للمرة الأولى على الإطلاق، تجاوزت مبيعات السيارات الكهربائية نسبة 1 بالمئة من إجمالي مبيعات الشركة العالمية.

أخيرا، توضح الإعلانات الحديثة من شركة “تويوتا” رؤيتها القوية وتفانيها في تطوير تكنولوجيا المركبات الكهربائية، من خلال التركيز على البطاريات الصلبة وتقنيات الإنتاج المبتكرة، وتسعى الشركة لتحسين أداء ومدى المركبات الكهربائية وتوفيرها بتكلفة أكثر فعالية. هذه الجهود تعكس التزامها بقيادة صناعة السيارات الكهربائية وتلبية تطلعات المستهلكين المتزايدة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات