نهاية عصر الألعاب الحصرية.. قوانين تجبر “سوني” على كشف عن أسرارها

نهاية عصر الألعاب الحصرية.. قوانين تجبر “سوني” على كشف عن أسرارها
استمع إلى المقال

الألعاب الحصرية هي واحدة من أشهر طرق التسويق والتشجيع على شراء منصات بعينها دون منصات أخرى، وتقوم الشركة في هذا الصدد بجعل لعبة ما حصرية لمنصاتها الخاصة إما عبر تطوير اللعبة من البداية لتناسب هذه المنصة فقط أو عبر شراء حقوق لعبة ومنعها من الصدور على المنصات الأخرى. 

الشركات المصنعة لمنصات الألعاب المختلفة جميعا تستخدم هذا الأسلوب منذ قديم الأزل، إذ يظهر بوضوح في الألعاب التي طورت حصريا للجيل الأول من المنصات مثل “بلاي ستيشن 1” أو “إكس بوكس” إلى جانب منصات “نينتندو” الأثرية مثل أجهزة “NES” و”GameBoy”، ومع تصاعد وتيرة حرب المنصات بين الشركات، تزايد الاعتماد على هذا الأسلوب، ولكن القوانين الجديدة تنذر بنهاية هذا العصر أو على الأقل تقويضه وجعله أقل من السابق، كيف ذلك. 

لماذا الألعاب الحصرية منذ البداية؟ 

الظهور الأول للألعاب الحصرية كان مع المنصات الأثرية مثل “NES” وأجهزة “سيجا” المختلفة، إذ كانت هذه الأجهزة تمتلك ألعابا حصرية لها، لذلك عندما بدأت المنصات التي نعرفها اليوم مثل “بلاي ستيشن” أو “إكس بوكس” بالظهور كان عليهم مواكبة التحدي وإطلاق ألعاب حصرية لهم أيضا. 

قد يهمك أيضا: التكلفة الحقيقية لألعاب سوني المجانيّة عبر بلاي ستيشن

حالة الألعاب الحصرية في الماضي كانت أكثر شراسة مما نعرفه اليوم، إذ كانت هناك سلاسل ألعاب كاملة لا تصدر إلا لمنصات بعينها، وذلك مثل سلسلة “Crash” التي كانت حصرية لمنصات “بلاي ستيشن” أو سلسلة “Halo” التي كانت حصرية لأجهزة “إكس بوكس” فقط، لذلك لم يكن أمامك إلا أن تقتني المنصة من أجل الاستمتاع بهذه اللعبة أو السلسلة، وكان عليك في وقتها الاختيار بين المنصات بناء على هذه الألعاب إلى جانب المزايا الأخرى. 

سلسلة “The Legend of Zelda” أشهر حصرية لدى “نينتندو”

الألعاب الحصرية كانت في وقتها السبب الرئيسي الذي يجعل شخصا ما يقرر الاستثمار في منصة وشرائها، ولأن منصات الألعاب ظلت في الأجيال الأولى أجهزة ترفيهية مُكلفة، لم يكن من السهل شراء أو اقتناء أكثر من منصة حتى تتمكن من الاستمتاع بجميع الألعاب التي تصدر في المطلق، وكانت الشركات تعرف ذلك جيدا، وبالتالي كانت تهتم كثيرا بتطوير ألعاب حصرية لمنصاتها. 

تكلفة تطوير الألعاب لم تكن مرتفعة أيضا، إذ كانت مواصفات اللعبة والتصميم الرسومي وأسلوب اللعب بسيطا للغاية لا يتطلب الكثير من المجهود والوقت في التطوير، لذلك كانت شركات تطوير الألعاب ونشرها مكتفية بالأرباح التي تحصل عليها جراء بيع اللعبة على منصة واحدة فقط، ولكن لم يعد الأمر كذلك. 

البحث عن طرق ربح جديدة 

تكلفة صناعة الألعاب ارتفعت كثيرا في السنوات الأخيرة بسبب ارتفاع متطلبات الألعاب والمستوى المقدم فيها، وأصبحت الآن عملية صناعة لعبة رائدة “AAA” تكلف مثل تصوير عدة أفلام مجتمعة، لذلك كان يجب على المطورين والناشرين البحث عن مصادر دخل جديدة تزيد من أرباحهم. 

قد يهمك أيضا: ألعاب العالم المفتوح.. ما مدى الحاجة إليها؟

إعادة بيع اللعبة على أكثر من منصة هي إحدى الطرق التي قرر المطورون والناشرون التوجه إليها، وبدلا من أن تبيع لعبتك إلى 30 مليون مستخدم يمتلكون أجهزة “بلاي ستيشن” فقط، لماذا لا تبيعها إلى 100 مليون مستخدم يمتلكون جميع المنصات، ومن هنا بدأت الألعاب متعددة المنصات تظهر، ورغم صعوبة تطويرها، إلا أن هذا الأسلوب ساعد الشركات في تحقيق الأرباح والمبيعات التي ترغب بها، وقد أثبتت هذه الطريقة نجاحها أكثر من إضافة المشتريات الإضافية في اللعبة. 

الشركات جميعا بدأت في اتباع هذا التوجه بشكل أو آخر، وحتى “سوني” التي تمتلك تشكيلة واسعة من الألعاب الحصرية بدأت بإطلاقها لمنصات أخرى مثل “الحاسب الشخصي”، ورأينا ذلك مع إطلاق مجموعة ألعاب مثل “Uncharted” أو “The Last of us” و “God of War” مؤخرا على الحاسب الشخصي. 

بداية الأزمة 

حالة الألعاب الحصرية أصبحت من الأمور المتفق عليها وأساسيات عالم الألعاب في السنوات الأخيرة الماضية، ولم تتغير هذه الحالة إلا عندما ترغب شركة ما في زيادة أرباحها، وظل الأمر هكذا حتى قررت “مايكروسوفت” الاستحواذ على شركة “أكتيفيجن-بليزارد” ومعها أشهر سلسلة ألعاب تصويب جماعية في العالم “Call of Duty”. 

“سوني” لم تترك الصفقة تمر مرار الكرام، إذ حاولت مرارا وتكرارا إيقافها عبر تقديم شكاوى قانونية ضد الصفقة قائلة بأنها ستؤثر على عالم الألعاب وتشجع على الاحتكار وتجعل “مايكروسوفت” في موضع قوة أكثر من منافسيها لامتلاكها هذه اللعبة. 

قد يهمك أيضا: صناديق “Loot boxes” في الألعاب.. عندما يصبح القمار مشروعاً

“مايكروسوفت” تمكنت من تبرئة ذاتها من هذه التهمة وأثبتت العكس في مجموعة من المحاكم الدولية وأمام الهيئات المختلفة مثل “FTC” وهيئة مقاومة الاحتكار في بريطانيا أيضا، لذلك وافقوا على الصفقة وقالوا بأنه لا توجد شبهة احتكار، ولكن يبدو أن دعاوى “سوني” القضائية وجهت أنظار القضاء لما تقوم به الأخيرة في ألعابها، وشكلّت لحظة بداية الأزمة للشركة. 

قوانين تجبر “سوني” على كشف أسرارها 

“سوني” تعامل ألعابها كأنها أسرار حربية عسكرية لا يمكن الكشف عنها، لذلك تبقي خططها لتطوير الألعاب أو شراء الألعاب ومنع صدورها عن المنصات الأخرى سرا لا يطّلع عليه العالم إلا عند الإعلان عنه، ولكن يبدو أن هذا الأسلوب قارب على الإنتهاء. 

النائب كيفن كريمر

النائب الأميركي كيفن كريمر أقترح إصدار قانون يجبر “سوني” أن تكشف عن ألعابها الحصرية المستقبلية وخططها لمنع الألعاب من الصدور على المنصات الأخرى قبل القيام بذلك، والتقدم للحصول على الموافقات اللازمة للقيام بهذا الأمر، وذلك لأن مثل هذه التصرفات تشجع على الاحتكار وساعدت “سوني” في احتكار الألعاب اليابانية كما وصفها النائب. 

استجابة “سوني” لمثل هذا القانون سيضعها في موقف سيء للغاية، خاصة وأن الشركة منعت عدة ألعاب من أن تصدر على منصات “مايكروسوفت” مقابل صفقات مالية ضخمة، وذلك إلى جانب الألعاب التي تطورها لذاتها. 

حالة الألعاب الحصرية تساعد في تغذية حروب المنصات، وبناء قاعدة من المتعصبين لكل منصة، ورغم أنها قد تكون مربحة لبعض الشركات، إلا أنها مؤذية للاعبين في النهاية، لذلك إن تمكنت القوانين من القضاء على هذه الحالة تماما، فإن عالم الألعاب سيصبح أكثر متعة مما سبق. 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات