لماذا توقفت الشركات عن اصدار الألعاب الاستراتيجية ؟

لماذا توقفت الشركات عن اصدار الألعاب الاستراتيجية ؟
استمع إلى المقال

لفترة طويلة، شكلت الألعاب الاستراتيجية، أو كما تعرف اختصارا “RTS” ذروة التطور في عالم الألعاب وفئة الألعاب التي يركض إليها الجميع، وكانت في وقتها، الميزة الرئيسية التي تفصل بين لاعبي الحواسيب الشخصية ومنصات الألعاب المنزلية مثل “إكس بوكس”، إذ لم تكن الأخيرة قادرة على تشغيلها بشكل كامل. 

ورغم هذا النجاح الكبير الذي تمكنت فئة ألعاب “RTS” من تحقيقه، إلا أنها اندثرت بين ليلة وضحاها، ولم يعد لها وجود بين عناوين الألعاب العملاقة التي تتصدر قوائم أفضل الألعاب مبيعًا بشكل مستمر، وهذا يدفعنا إلى التساؤل، لماذا توقف الشركات عن اصدار مثل هذه الألعاب، وهل يمكن أن نراها مجددا. 

نجاح سحاق وطلب واسع

كانت فئة الألعاب الاستراتيجية في وقت من الأوقات جزءا أساسيا من مكتبة أي لاعب، وذلك عبر مجموعة كبيرة من العناوين التي ظهرت في مطلع القرن الحالي وتمكنت من أسر محبي الألعاب من مختلف الفئات العمرية، وربما كانت ألعاب مثل “Red Alert 2″ و”Age of empires” إلى جانب ألعاب “Star-trek” إحدى أبرز هذه العناوين التي قادت حقبة ازدهار الألعاب الاستراتيجية. 

بيانات المبيعات المسجلة عبر مواقع الإنترنت لا يمكنها العودة إلى تلك الحقبة، لذلك لا يمكن بسهولة تحديد مدى نجاح هذه الألعاب بالأرقام في فترة ازدهارها، ولكن يكفي القول بأن شركة مثل “Activision” صنعت نجاحها وإمبراطوريتها بالكامل على أكتاف “Star Trek: Armada” التي صدرت عام 2000. 

كذلك كانت لعبة “Age Of empires” كفيلة لبناء شركة كاملة وهي “Ensemble Studios” التي تمكنت من النجاح حتى وصلت إلى عام 2009، واندثرت مع اندثار فئة ألعاب الاستراتيجية، وعند النظر إلى قوائم الألعاب الناجحة في ذلك الوقت، فإنك تجد جميع الشركات كانت تطور نسخة من هذه الألعاب وتعتمد عليها بشكل رئيسي. 

بداية الاندثار 

في عام 2010، بدأت الألعاب الجماعية عبر الإنترنت بالظهور، وذلك مع ألعاب مثل “Silkroad” و”Dota” وغيرها من عناوين “MMORPG” التي قدرت تجربة ساحرة حاكت العوالم المميزة التي كانت موجودة في ألعاب “RTS” ولكن بشكل أسرع وأكثر إثارة، ولذلك بدأت هذه الألعاب بأخذ المكان الذي سادته ألعاب “RTS” لفترة طويلة. 

بالطبع، ظل الطلب متواجدا على الألعاب الاستراتيجية، ولكن هذا لم يكن كافيا من أجل إقناع شركات تطوير الألعاب الكبرى بالاستثمار فيها، وقررت الكثير من الشركات الابتعاد عن هذه الفئة تماما والتوجه إلى تطوير الألعاب السريعة التي يمكن بيع الإضافات بداخلها من أجل تحقيق ربح إضافي.

ربما كان هذا هو السبب الرئيسي لغياب ألعاب “RTS”، إذ لا يوجد مكان داخل هذه الألعاب للقطع التجميلية والإضافات الصغيرة التي تجبر اللاعبين على شرائها مثل الأسلحة الجديدة أو الأبطال الجدد ومثل هذه الأمور. 

لهذا قررت الشركات العملاقة في عالم تطوير الألعاب الابتعاد عن هذا النوع من الألعاب بشكل عام والتوجه إلى الألعاب الأكثر سرعة والتي يمكن تحويلها إلى آلة توليد أرباح مستمرة، ويبدو أن هذا التوجه قد يقضي على أكثر من ألعاب “RTS”، إذ بدأت ألعاب القصة الفردية بالاندثار أيضا للسبب ذاته. 

هناك جانب آخر يجب النظر إليه، وهو صعود منصات الألعاب وتحولها إلى الجهاز الرئيسي للألعاب بعكس مطلع القرن الحالي، إذ ارتفعت مبيعات أجهزة “بلاي ستيشن” و”إكس بوكس” كثيرا، وتحولت إلى المنصة الرئيسية التي يتجه إليها الجميع للألعاب مفضلين إياها على الحواسيب الشخصية، وبالطبع ألعاب “RTS” لم تكن مناسبة للاستخدام مع منصات الألعاب المنزلية. 

بعض العناوين الصامدة

ابتعاد المطورين الكبار عن هذه الفئة من الألعاب لا يعني ابتعاد جميع المطورين عنها، إذ توجد بعض الاستوديوهات الصغيرة التي تحاول تقديم عناوين مميزة سواء كان عبر الدعم الجماهيري والتمويل الجماعي أو غيره من الطرق. 

في مقدمة هذه العناوين تأتي ألعاب مثل “sid meier’s civilization vi” التي تمتع بأكثر من 49 ألف لاعب حاليا، وهناك النسخة المحسنة من لعبة “Age of empires” التي أطلقتها “مايكروسوفت” مؤخرًا وتمتع بعدد لاعبين وصل إلى 73 ألف لاعب متصل

هذه المحاولات الصغيرة تحافظ على الألعاب الاستراتيجية على قيد الحياة، وتقدم تجربة مناسبة لمحبي هذا النوع من الألعاب، ولكنها تظل محدودة في الإمكانيات والمزايا بسبب ضعف الإقبال على مثل هذه الفئة، ولهذا لن تهتم بها الشركات حتى يتغير سلوك اللاعبين تجاهها. 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات