الرقصة الأخيرة لأكبر صفقة بتاريخ الألعاب.. استحواذ “مايكروسوفت وأكتيفجن” يقترب من النهاية؟

الرقصة الأخيرة لأكبر صفقة بتاريخ الألعاب.. استحواذ “مايكروسوفت وأكتيفجن” يقترب من النهاية؟
استمع إلى المقال

الضجة التي تسببت فيها صفقة “مايكروسوفت” للاستحواذ على شركة تطوير ونشر الألعاب “أكتيفيجن-بليزارد” جعلتها حديث الساعة في مختلف القطاعات، أضف إلى ذلك أن قيمة صفقة الاستحواذ تعد الأكبر في تاريخ صناعة الألعاب على الإطلاق بقيمة تتجاوز 68 مليون دولار. 

الصفقة واجهت معارضة شديدة من غريمة “مايكروسوفت” الأبدية والمنافس الأكبر لها في قطاع الألعاب ومنصات الألعاب المنزلية “سوني”، وذلك لأن الأخيرة ترى ضررا كبيرا لها إذا ما تمت الصفقة التي تضمن إحدى أشهر ألعاب التصويب والحروب في عالم الألعاب وهي سلسلة “Call of Duty”. 

معارضة “سوني” للصفقة لم تهدأ على الإطلاق، ولكن الحكومات والهيئات الدولية اقتربت من الموافقة بشكل كبير، ولم يعد هناك معارض في الساحة سوى “سوني”، فهل تكتمل الصفقة أخيرا. 

تذليل العقبة الأكبر 

قد يهمك أيضا: هل تستمر سيطرة “نينتندو” على عالم الألعاب المحمولة؟

المملكة المتحدة شكلّت العقبة الأكبر أمام إتمام صفقة “مايكروسوفت” وذلك لأنها استجابت لمطالب “سوني” وكانت ترى بأن الصفقة قد تضر المنافسة في عالم الألعاب وتقرب “مايكروسوفت” من احتكاره لصالحها، لذلك اختارت هيئة المنافسة والأسواق أن ترفض الصفقة بشكل كبير. 

التصريحات الأولية من الهيئة كانت تقترب من رفض الصفقة، وهو أمر إن تم، يهدد الصفقة بشكل كبير وقد يوقفها تماما، ولكن بعد مراجعة المستندات المختلفة التي قدمتها “مايكروسوفت” والطريقة التي وضحت بها خطتها في استخدام ألعاب “أكتيفيجن-بليزارد” كانت كفيلة بجعل الهيئة تغير رأيها. 

“مايكروسوفت” أقنعت المنظمين بأن إزالة ألعاب “أكتيفيجن-بليزارد” من المنصات الأخرى وتحديدا لعبة “Call Of Duty” سيكون مضرا ماديا للغاية، خاصة وأن “بلاي ستيشن 5” وبقية المنصات المنافسة تمتع بحصة سوقية تفوق حصة “إكس بوكس”، لذلك من مصلحة “مايكروسوفت” أن تظل هذه اللعبة متاحة على جميع المنصات. 

Embed from Getty Images

موافقة المملكة المتحدة على إتمام صفقة الاستحواذ كانت مفاجئة للجميع بما فيهم إدارة “سوني” التي وضعت آخر آمالها في حكومة المملكة المتحدة لرفض الصفقة تماما، إذ أن بقية الدول وافقت على الصفقة مسبقا بما فيها اليابان التي تعد المنطقة الأقوى لنفوذ “سوني” في عالم الألعاب. 

قد يهمك أيضا: صناديق “Loot boxes” في الألعاب.. عندما يصبح القمار مشروعاً

هيئة “FTC” الأميركية ما زال لديها بعض التحفظات على الصفقة، ولكن “مايكروسوفت” تحاول حلها جاهدة عبر التعاون مع ممثلي الهيئة، لذلك يرى أغلب المحللون أن الصفقة ستتم ولن تعترض عليها الهيئة بشكل تام. 

الاعتراض على الصفقة لم يكن من الحكومات الدولية فقط، بل كان هناك بعض الاعتراضات من اللاعبين حول العالم، إذ قام بعض اللاعبين برفع قضية لرفض الاستحواذ خوفا من تحول لعبة “Call Of Duty” إلى لعبة حصرية، ولكن لم تكتمل هذه القضايا على الإطلاق، إذ كان القضاة يرفضونها مباشرة

أسباب غير منطقية 

موافقة المملكة المتحدة ومعظم الدول على إتمام الصفقة لم يثنِ “سوني” عن مساعيها في منع الصفقة، ولكن دفع الشركة إلى اتخاذ خطوات غير منطقية ومحاولة قلب الرأي العام على الشركة ومنعها من إتمام الصفقة، وكان أغرب هذه التصريحات هو قلق “سوني” على مراجعات أجهزتها من ناحية أداء لعبة “Call Of duty” إذ قد تجعل “مايكروسوفت” لعبتها أسوأ على منصات “بلايستيشن”. 

مخاوف “سوني” من الصفقة لم تتوقف عند أداء اللعبة، إذ قالت بأن “مايكروسوفت” قد تتعمد قتل اللعبة من أجل إطلاق لعبة جديدة تتفوق عليها، أو ربما جعل خوادم لاعبيّ “بلايستيشن” أسوأ من تلك الخاصة بأجهزة “مايكروسوفت” المختلفة. 

Embed from Getty Images

مهما كانت الأسباب التي تعلنها  “سوني”، فإن السبب الحقيقي وراء الخوف من إتمام هذه الصفقة هو تحول “مايكروسوفت” إلى وحش كاسر في عالم الألعاب يصعب منافسته، خاصةً وأن “سوني” استحوذت لفترة كبيرة على أفضل العناوين المطورة خصيصا لمنصاتها المختلفة. 

جهود “مايكروسوفت” لإتمام الصفقة 

“مايكروسوفت” لا تنظر إلى صفقة “أكتيفيجن-بليزارد” على أنها أداة تساعدها في تسويق منصة “إكس بوكس” فقط، بل هي تنظر إليها بعين تجارية بحتة، إذ إن ألعاب “أكتيفيجن-بليزارد” الجماعية هي الأفضل والأكبر جمهورا بين الألعاب الجماعية سواء كانت “Call Of Duty” أو “Diablo” أو “Overwatch” أو حتى “World of warcraft”، لذلك لن تحاول “مايكروسوفت” إبقاء هذه الألعاب حكرا عليها. 

الألعاب الأقل أهمية قد تصبح حصرية لمنصات “مايكروسوفت” ولكن مثل هذا الأمر لن يؤثر كثيرا على “سوني” والشركات المنافسة، وهو ما رأيناه يحدث مع استحواذ “Arkane” الذي لم ترفضه “سوني” أو أي شركة أخرى. 

العروض التي قدمتها “مايكروسوفت” للشركات الأخرى حتى تتمكن من إتمام الصفقة كفيلة بطمأنة المنافسين مهما كانوا، إذ قدمت الأخيرة صفقات لبقاء اللعبة على جميع المنصات لمدة تزيد عن 10 أعوام قابلة للتجديد، وقد قدمت “مايكروسوفت” عرضها الخامس من هذا النوع في الأيام الماضية. 

Embed from Getty Images

“نينتندو” كانت واحدة من الشركات التي قبلت العرض، لذلك إن تمت الصفقة سنرى “Call of duty” على أجهزة “سويتش”، كما أن الكثير من خدمات بث الألعاب وافقت على الصفقة أيضا وقبلت بها. 

لماذا تصمم “مايكروسوفت” على إتمام الصفقة؟ 

هنالك جوانب كثيرة لرغبة “مايكروسوفت” في إتمام صفقة الاستحواذ هذه رغم التكلفة العالية لها، وبينما تشكّل مساعي الشركة لزيادة عدد الألعاب الحصرية لمنصات “إكس بوكس” جانبا منها، إلا أن الحقيقة قد تكون أبعد من ذلك كثيرا. 

أحد جوانب اهتمام “مايكروسوفت” بالصفقة هي الحالة التي كان يعيشها استوديو “أكتيفيجن-بليزارد” إذ لم تكن في أفضل حالتها في ذلك الوقت بسبب مبيعات الألعاب الضعيفة والمشاكل العماليّة داخل الشركة، وهو ما أدى إلى إنخفاض سعر أسهم الشركة إلى مستوى قياسي قبل أن تعرض عليها “مايكروسوفت” الاستحواذ. 

قد يهمك أيضا: <strong>ألعاب الفيديو: أداة القوة الناعمة الجديدة للقوى الإقليمية؟</strong>

الجانب الآخر لهذه الصفقة هو زيادة قوة خدمات الألعاب السحابية من “مايكروسوفت”، إذ إن دخول ألعاب “أكتيفيجن-بليزارد” الحالية والمستقبلية لخدمات “مايكروسوفت” السحابية سيجعلها دون منافس حقيقي قادر على مواجهتها، وسيزيد من الفجوة بينها وبين خدمة “سوني” السحابية. 

الدراما التي تسببت فيها هذه الصفقة تقترب كثيرا من نهايتها، ولم يتبقى إلا الموافقة النهائية من هيئة “FTC” الأميركية حتى تتم الصفقة إلى الأبد، ولكن هل ستتوقف “سوني” عن هذه الاعتراضات وقتها. 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات