استمع إلى المقال

هل تعلم أن بعض الشركات تقوم بتقييد ميزات خدماتها بناء على موقع المستخدم، هذا يعني أنك قد تحصل على خدمة أسوأ أو أغلى أو أقل مواصفات من غيرك في مكان آخر، دون علمك أو موافقتك.

في الواقع، تتبنى بعض الشركات هذا النهج لتحسين تجربة المستخدم وتوفير خدمات تلبي احتياجاتهم بشكل أفضل. على سبيل المثال، شركة “جوجل” تستخدم أساليب الذكاء الصنعي لتخصيص نتائج البحث وفلاتر المحتوى للمستخدمين بحسب مواقعهم وتفضيلاتهم، وذلك لتحسين تجربتهم وتوفير المحتوى المناسب لهم.

ولكن هناك جانب سلبي في حجب الميزات وتقييدها بحسب مواقع المستخدمين، حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى حرمان المستخدمين وتمييزهم عن الغير بناء على موقعهم الجغرافي، حيث يتم تقييد بعض الميزات والخدمات بشكل متعمد في بعض المناطق، وذلك لأسباب متعددة مثل توفير خدمات محلية متخصصة أو الامتثال للقوانين المحلية مثل عدم توفر “FaceTime” في الإمارات العربية المتحدة.

في هذه المقالة، سنركز بشكل خاص على شركة عالمية مشهورة في مجال الإلكترونيات والبرمجيات، والتي اتضح أنها تضيف نظاما مخفيًا لأجهزتها لتقييد بعض الميزات بحسب موقع المستخدم، هذه الشركة هي “أبل”، صانعة هواتف “الآيفون” وأجهزة “الماك” وغيرها من المنتجات الشهيرة.

قد يهمك: كيف يمكن الحفاظ على الحقوق الرقمية في ظل التحولات التكنولوجية؟

لماذا “أبل”؟

شركة “أبل” تجري حاليا اختبارا على نظام جديد مخفي في “iOS 16″، فوفقا لما ذكره موقع “9to5mac“، يهدف النظام الجديد إلى تقييد بعض الميزات في تطبيقات “iOS” بناء على موقع المستخدم، وتستخدم الشركة تقنيات الترميز لتحديد موقع المستخدم بدقة، مما يعني أن القيود المفروضة ستكون مرتبطة بالمنطقة التي يتم فيها استخدام الجهاز، وليس فقط بإعدادات البرامج، أو من أين تم شراء الجهاز، وعلى الرغم من ذلك، تعمل الشركة على تطوير طريقة أكثر ذكاء لتحديد موقع المستخدم.

النظام الجديد المسمى داخليا “countryd”، تم إضافته بصمت مع إطلاق “iOS 16.2″، ولكنه لم يتم استخدامه بنشاط حتى الآن، ويعتمد النظام على جمع بيانات متعددة، مثل موقع GPS الحالي ورمز البلد من جهاز توجيه Wi-Fi، بالإضافة إلى المعلومات التي تم الحصول عليها من بطاقة SIM، لتحديد البلد الذي يوجد فيه المستخدم.

من خلال دمج كل هذه المعلومات، يصبح من الصعب على المستخدمين تجاوز القيود المفروضة، ولكن في الوقت ذاته يسهل النظام تجاهلها تلقائيًا عند السفر إلى منطقة أخرى. 

يتم تصميم النظام لوضع قيود تحددها الجهات التنظيمية الحكومية، وهو ما يثير القلق بشأن تدخل الحكومات في حياة الأفراد وتقييد حريتهم. بحسب موقع “9to5mac”.

نظام أبل الجديد

المزيد من السيطرة

موقع “بلومبرج” ذكر في كانون الأول/ديسمبر الماضي، أن شركة “أبل” كانت تخطط للسماح بتحميل التطبيقات من خارج المتجر الرسمي للشركة على نظام “iOS” في الاتحاد الأوروبي، وذلك بعد الضغوط التي واجهتها من الاتحاد الأوروبي، ومع تطبيق نظام الجديد “countryd”، ستتمكن “أبل” بكل سهولة من تحديد إن كان بإمكان الجهاز استخدام التطبيقات التي تم تنزيلها من خارج المتجر الرسمي في إحدى دول الاتحاد الأوروبي أم لا.

بالطبع، لن تكون هذه الميزة متاحة في أي مكان آخر خارج الاتحاد الأوروبي، وإذا ضغطت دول أخرى على شركة “أبل” للسماح بتنزيل التطبيقات من خارج المتجر الرسمي، فسيتعين عليها إجراء تحديث بسيط على نظام “countryd” لتفعيل هذه الميزة في المناطق المحددة.

قد يهمك: الخصوصية في “تويتر” معرضة للخطر.. القصة الكاملة

التمييز في العالم الرقمي

الميزة الجديدة التي يختبرها نظام “iOS 16” تهدف إلى تقييد ميزات الجهاز بناء على موقع المستخدم والتي يمكن أن تؤدي إلى تمييز بعض الأشخاص وإقصائهم عن بعض الخدمات والتطبيقات المتاحة للمستخدمين الآخرين، وهذا يعني أنه قد يتم استخدام هذه الميزة على نحو سيئ للتمييز ضد الأشخاص الذي يعيشون في بلدان مختلفة أو المنطقة التي يزورونها.

بالنظر إلى هذه السلبيات، فإنه ينبغي على الشركات التقنية العمل بهدف تطوير حلول تحافظ على خصوصية وأمان المستخدمين دون التضحية بحرية الوصول إلى المعلومات والخدمات المتاحة للجميع، ودون التسبب في تمييز بين الأشخاص وفقا لموقعهم الجغرافي.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات