استمع إلى المقال

“ميتا” كانت غائبة عن سباق تطوير أدوات الذكاء الاصطناعي في الآونة الأخيرة، ولكن مما لا شك فيه، أن الشركة التي اعتمدت على الذكاء الاصطناعي لتصل إلى ماهي عليه اليوم، مازالت تحتفظ بالكثير من المفاجآت في جعبتها، والآن بدأت بالكشف عن هذه المفاجآت. 

أحدث ابتكارات “ميتا” في مجال الذكاء الاصطناعي هي أداة تحويل النصوص إلى صوت، وبحسب تصريحات الشركة، فإن “Voicebox” وهي الأداة الجديدة، تقدم طفرة ثورية في عالم توليد الأصوات عبر الذكاء الاصطناعي، ورغم ذلك، فإن “ميتا” لن تطلقها الآن بسبب خوفها من الاستخدامات السيئة لهذه الأداة، ولكن لماذا هذا الخوف. 

قدرات مذهلة 

أدوات توليد الأصوات عبر الذكاء الاصطناعي وتحويل النصوص المكتوبة إلى مقاطع صوتية ليست جديدة في عالم الذكاء الاصطناعي، ورغم ذلك، فإن ما تقدمه أداة “Voicebox” يعد مختلفًا للغاية عن كل ما عهدناه من تلك الأدوات. 

الاختلاف الأكبر يأتي في قدرة الأداة على تقليد الأصوات البشرية بشكل محدد للغاية، إذ تحتاج الأداة إلى مقطع صوتي من ثانيتين فقط حتى تتمكن من تقليد الصوت في المقطع وجعله يقول أي شيء. 

الأدوات الأخرى التي تقدم الخدمة ذاتها تحتاج إلى عدد كبير من المقاطع الصوتية قد تصل مدته إلى ساعة أو أكثر حتى تتمكن من تقليد الصوت بدقة كبيرة، ورغم ذلك، ظهرت عدة استخدامات سيئة لها مثل تقليد أصوات المشاهير وغيرهم.

سلاح “ميتا” ذو الحدين 

رغم الاستخدامات السيئة التي تشوب أداة “Voicebox”، إلا أن مثل هذه الأداة لها الكثير من الاستخدامات الحميدة القادرة على تغيير عالم الذكاء الاصطناعي واستخداماته للأبد، وربما يعد إعطاء الآلات والذكاء الاصطناعي صوتا هو الاستخدام الأهم لها. 

قدرة الأداة على تقليد نبرة الصوت البشرية قد توفر لأدوات الذكاء الاصطناعي المختلفة مثل “ChatGPT” إمكانية الرد على التساؤلات بشكل صوتي مباشر بدلا من الكتابة النصية التي قد يواجه البعض صعوبة في قرائتها، وهو ما يجعل هذه الأدوات تقترب من الاستخدام البشري أكثر فأكثر. 

أضف إلى ذلك القدرة على إعادة أصوات شهيرة من الموت مثل المطربين المشاهير الذين غادرونا ولازلنا نرغب في سماع أصواتهم. 

إحدى الاستخدامات الجيدة لمثل هذه الأداة تكمن في تمكين ذوي التحديات البصرية من استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي مثل “ChatGPT”، إذ يمكن عبر هذه الأداة التحدث مباشرةً إلى النموذج وانتظار رده في على شكل صوت بشري، الترجمة الآنية ودبلجة المقاطع الصوتية ومقاطع الفيديو أيضا هي من الاستخدامات الجيدة لمثل هذه الأداة.

لكن قبل أن تطلق “ميتا” مثل هذه الأداة، يجب أن تجد طريقة لحد استخداماتها حتى تمنع عمليات التزوير وانتحال الشخصية السيئة من الحدوث عبر هذه الأداة، لذلك أعلنت الشركة أنها تخشى إطلاقها في الوقت الحالي. 

كاتب المقال أحمد حسن ينصح بقراءة ...

“أبل” تبحث عن مواهب الذكاء الاصطناعي لمواكبة منافسيها؟