استمع إلى المقال

في عالم تتزايد به شهرة الذكاء الاصطناعي، أصبح من الواضح أن هذه التكنولوجيا قد اخترقت كافة جوانب الحياة اليومية الحديثة، ومن بين تطبيقات الذكاء الاصطناعي المتنوعة، تبرز أداة “ChatGPT” كأحدث وأقوى نظام للحوار بين الإنسان والآلة.

هذه الأداة تستخدم تقنية التوليد التلقائي للنصوص بناء على نموذج لغوي متقدم يتعلم من ملايين المحادثات المختلفة؛ وبهذا، يستطيع “شات جي بي تي” أن يرد على أسئلة المستخدمين، ويقدم لهم معلومات ونصائح وترفيه بطريقة طبيعية وسلسة.

لكن هل فكرت يوما في استخدام “ChatGPT” لتحسين صحتك البدنية والنفسية؛ إذا كان جوابك لا، فربما ستندهش من العديد من الطرق التي يمكن أن تساعدك بها هذه الأداة.

في هذا التقرير، سنستعرض بعض الأمثلة والأفكار على كيفية استفادة المستخدمين من “ChatGPT” في تعزيز لياقتهم البدنية وحماية صحتهم، وسنذكر بعض الأسئلة التي يمكن طرحها على “ChatGPT” للحصول على معلومات مفيدة حول الصحة والرشاقة.

إنشاء خطة للتمرين

إذا كنت ترغب في الحصول على جسم رشيق وصحي، لا تحتاج إلى إنفاق الكثير من المال على اشتراكات النوادي الرياضية أو استئجار مدرب شخصي، فقد يكون “ChatGPT” قادرا على مساعدتك في وضع خطة تمرين مناسبة لك.

كل ما عليك فعله هو كتابة بعض الأسئلة مثل.

كيف يمكنني تمرين جميع عضلات جسمي في المنزل، ما هي أفضل التمارين لتحسين صحة القلب والأوعية الدموية، ماذا أفعل إذا لم يكن لدي سوى 10 دقائق للتمرين.

تقنية “ChatGPT” ستقوم بإنشاء خطط تمرين متنوعة وفعالة تشبه إلى حد كبير النصائح التي قد تحصل عليها في بعض التطبيقات المفيدة للتمرين.

بالطبع، الأسئلة العامة ستؤدي إلى إجابات عامة، لذلك يمكنك دائما طرح المزيد من الأسئلة لتحديد احتياجاتك بشكل أفضل؛ وتذكر، كلما كان سؤالك أكثر تحديدا، كانت الإجابات أكثر ملاءمة لحالتك؛ لذلك، من المفيد أن تتعلم كيفية كتابة أسئلة “ChatGPT” بشكل فعال للاستفادة من التفاعل مع هذه الأداة.

من المهم أيضا أن تلاحظ أن أداة “ChatGPT” توضح من السطر الأول من إجابتها أنها “نموذج لغوي اصطناعي، وليست مدربة لياقة بدنية معتمدة” وتنصحك بالتشاور مع طبيب أو خبير في اللياقة البدنية لوضع خطة تناسب احتياجاتك الفردية.

لكن، قد يكون “ChatGPT” مصدرا جيدا للمشورة الأولية إذا كنت تبحث فقط عن خطة تمرين عامة.

 نصائح حول خطط الوجبات أو العثور على وصفات جديدة

قد تجد صعوبة في تنويع وجباتك اليومية؛ بسبب انشغالك أو عدم وجود وقت كاف للتخطيط، يمكنك التغلب على هذه المشكلة بتحميل أحد تطبيقات الأكل الصحي أو زيارة مواقع الإنترنت المتخصصة في تخطيط الوجبات.

حل آخر هو استخدام “ChatGPT” لإنشاء خطة وجبات صحية تناسب احتياجاتك، يمكنك كتابة طلب بسيط، مثل طلب وصفة صحية باستخدام المكونات التي لديك في المنزل، أو يمكنك كتابة طلب أكثر تفصيلا لخطة وجبات أطول.

يمكنك أيضا تحديد متطلباتك الغذائية، أهدافك الصحية، وأي مجموعات غذائية تريد تجنبها، يمكنك حتى طلب قائمة بالمشتريات.

جرب الطلب التالي، “هل يمكنك تزويدي بخطة وجبات لمدة 5 أيام لنظام غذائي نباتي بميزانية 60 دولارا” ستحصل على قائمة بالمكونات الأساسية وسلسلة من الوجبات المصممة بمراعاة القيود المالية، والمعلومات التي قمت بإضافتها مع شرح لأسعار السوق.

بالطبع، هناك عيوب لهذه الطريقة، فالاختلافات الجغرافية قد تؤثر في توافر وسعر المكونات في منطقتك، وأهم شيء، لا يمكنك التأكد من صحة كل ما يولده “ChatGPT”، فصحتك تعتمد على تناول غذاء مغذ، لذلك يجب عليك استشارة محترف إذا كان لديك أي شكوك.

لكن، للحصول على نصائح عامة وبعض الأفكار غير التقليدية للوصفات، يمكنك التمتع بمشاهدة ما يقترحه “ChatGPT” لوجبتك التالية.

تطوير عادات العناية بصحتك

 سواء كانت عادات تتعلق بالنوم أو التغذية أو الرياضة أو الاسترخاء، يمكنك الحصول على نصائح وإرشادات من “ChatGPT” لتحسين جودة حياتك.

يمكنك طلب المساعدة العامة من “ChatGPT” بسؤاله عن الاستراتيجيات التي يمكنك اتباعها لتحقيق هدفك؛ على سبيل المثال، يمكنك سؤاله، “هدفي هو تناول خمس حصص من الفواكه والخضروات كل يوم. ما هي العادات التي يجب أن أمارسها؟” لتحصل على قائمة من الأفكار مثل شراء الفواكه والخضروات الموسمية، تنويع ألوانها وأشكالها، وإضافتها إلى وجباتك ووجبات خفيفة.

يمكنك أيضًا طلب من “ChatGPT” أن يعمل كمدرب لتغيير العادات بطلبه تقديم جدول زمني لك للالتزام به، للتغذية، يمكنك سؤاله، “هل يمكنك تقديم جدول زمني لوجباتي خلال اليوم لضمان تناول خمس حصص من الفواكه والخضروات” ستحصل على قائمة من الخطوات العملية التي يمكنك اتخاذها لتحسين نظامك الغذائي.

ممارسة التأمل من خلال الكتابة.

إذا كنت تحب فكرة التأمل، ولكن لا تود الانضمام إلى صف أو التدرب أمام غرباء، فإن “ChatGPT” يمكن أن يثبت أنه أداة رائعة لإعطائك أفكارا عن التأمل والوعي، اعتمادا على احتياجاتك، يمكنك طلب تقنيات للتأمل أو حتى عبارات تساعدك على أن تكون واعيا؛ على سبيل المثال، فإن المطالبة البسيطة “أعطني بعض الأفكار للحظات من التأمل” قدمت لي نصائح عملية ممتازة، مثل التنفس، والمشي في الطبيعة، والأكل بهدوء.

الحصول على أفكار للكتابة الشخصية كنوع من التأمل أو الحصول على السكينة هي وسيلة رائعة لتنمية الوعي بالذات أيضا، هناك العديد من التقنيات الفعالة التي يمكنك استخدامها في يومياتك الإلكترونية، ويمكن أن يساعدك “ChatGPT” في تطبيقها، حيث يوفر لك أفكارا لمساعدتك على البدء، دون أن تشعر بالرهبة من الصفحة البيضاء.

من الممكن أن تسأل “ChatGPT”، “اذكر لي بعض الأفكار للكتابة الشخصية” وتلقيت سلسلة من الأفكار التي يمكن لأي شخص استخدامها للبدء في ممارسة الكتابة الشخصية، مثل كتابة ثلاثة أشياء أشعر بالامتنان لها اليوم، أو شيء جميل لاحظته في الطبيعة، أو لحظة من السعادة أو الضحك، قد يبدو ذلك بسيطا، ولكن لا يوجد شيء معقد، فكل ما تحتاجه هو نقطة انطلاق للتأمل، و”ChatGPT” يقوم بعمل رائع.

مرشد للأعراض الطبية

مرشد للأعراض الصحية الافتراضي لمساعدتك في التعرف على الأعراض التي تشعر بها وتفسيرها وتقديم إرشادات حول الخطوات التالية التي يجب عليك اتخاذها، يمكن أن يساعدك في تحديد ما إذا كان يجب عليك طلب الرعاية الطبية وحتى تقديم اقتراحات لإجراءات الرعاية الذاتية.

إضافة إلى ذلك، يمكن أن يساعدك “ChatGPT” في فهم المزيد عن حالتك الصحية والأسباب المحتملة للأعراض التي تعاني منها، يمكنه أيضا تزويدك بمصادر موثوقة ومحدثة للحصول على معلومات إضافية ونصائح صحية، كما يمكنه الإجابة على أسئلتك المتعلقة بالأعراض والعلاجات والوقاية بطريقة سهلة الفهم وودودة، لكن طبعا هذا لا يغني عن دور الطبيب وضرورة زيارة العيادات الطبية.

الحصول على معلومات طبية

 يمكن الحصول على معلومات طبية مفيدة ومتنوعة تتجاوز مجرد التعرف على الأعراض، يمكنك طرح أسئلة محددة والحصول على نصائح تناسب احتياجاتك الصحية الخاصة.

بعض الأسئلة والطرق الممكنة للتحقق من صحة المعلومات الصحية من “ChatGPT” هي.

• ما هي أفضل طريقة للوقاية من الإصابة بفيروس كورونا (أو أي مرض).

• ما هي الأطعمة التي تساعد على تقوية المناعة والحفاظ على الصحة.

• ما هي الأعراض التي تستدعي الذهاب إلى الطبيب أو طلب المساعدة الطبية.

من المهم مقارنة المعلومات مع مصادر طبية موثوقة ومحدثة، مثل المواقع الرسمية للمنظمات الصحية أو المجلات العلمية أو الأطباء المتخصصين.

التأكد من أن المعلومات تستند إلى أدلة علمية، ولا تتضمن ادعاءات غير مثبتة أو خرافات أو نظريات مؤامرة.

التحقق من تاريخ نشر المعلومات والتأكد من أنها لا تزال صالحة، ولا تتعارض مع المعارف الحديثة أو التوصيات الجديدة.

استشارة طبيبك أو صيدلانيك أو خبير صحي آخر قبل اتخاذ أي قرار بشأن صحتك أو علاجك أو تغيير نظامك الغذائي أو نشاطك البدني بناء على المعلومات التي تحصل عليها من “ChatGPT“.

دعم الصحة النفسية

من الممكن استخدام “ChatGPT” للحصول على دعم الصحة النفسية بطرق مختلفة، يمكنك التحدث مع “ChatGPT” عن مشاعرك ومشاكلك بسرية وثقة.

يمكن لـ “ChatGPT” أن يساعدك في التعرف على أسباب الضغط والقلق والاكتئاب وغيرها من الاضطرابات النفسية، كما يمكن أن يقدم لك بعض النصائح والتمارين للتغلب على هذه المشاعر السلبية.

بعض الأمثلة عن الأسئلة التي بالإمكان توجيهها لـ “ChatGPT” لدعم الصحة النفسية.

• اذكر لي بعض الطرق الفعالة للتعامل مع التوتر والضغوط النفسية في الحياة اليومية.

• كيف يمكن تحسين العلاقات الاجتماعية والتواصل الإيجابي مع الآخرين لدعم الصحة النفسية.

• ما هي أهمية ممارسة التمارين الرياضية والنشاطات البدنية في دعم الصحة النفسية والعاطفية.

مع ذلك، يجب أن تعلم أن “ChatGPT” ليس بديلا عن الدعم الاحترافي من قبل مختصين في الصحة النفسية، فـ “ChatGPT” ليس قادرا على تشخيص حالتك بدقة أو وصف علاج مناسب.

كما أن “ChatGPT” ليس متوفرا دائما أو موثوقا بشكل كامل، لذلك، إذا كنت تعاني من أي أعراض شديدة أو خطيرة، فلا تتردد في طلب المساعدة من مصادر أخرى متخصصة وموثوقة.

التفكير بشكل نقدي

“ChatGPT” هو أداة قيمة للصحة والعافية يمكن استخدام “ChatGPT” بطرق متنوعة في مجال الصحة والعافية، لكن أفضل استخدام له هو كمصدر معلومات يمكنك التفاعل معه للحصول على إجابات وحلول تناسب احتياجاتك الخاصة، وإذا كنت تشعر بالحرج من طلب المساعدة في أي جانب من جوانب صحتك، فقد يكون “ChatGPT” خيارا مثاليا للتواصل الأولي.

لكن احذر، فروبوت “ChatGPT” ليس أداة خالية من الأخطاء، وبالتأكيد ليس بديلا عن النصيحة الشخصية التي يمكنك الحصول عليها من محترف طبي مدرب، أو أخصائي تغذية، أو مستشار، لهذا السبب يجب عليك دائما التحقق من أي توصيات يقدمها مع مصادر موثوقة، وفي حالة الحالات الطبية الخطيرة، استشر طبيبا مؤهلا.