مايكروسوفت تجلب الموجة التالية من ابتكارات الذكاء الصنعي مع “Bing” و”Edge”؟

مايكروسوفت تجلب الموجة التالية من ابتكارات الذكاء الصنعي مع “Bing” و”Edge”؟
استمع إلى المقال

قبل أشهر، كشفت شركة “مايكروسوفت” عن منتجاتها المجددة المدعومة بالذكاء الصنعي “Bing” و”Edge” من أجل إعادة اختراع مستقبل البحث، وذلك بهدف معالجة مشكلة عالمية عند استخدام البحث التقليدي تتمثل في عدم الوصول إلى إجابة على نصف عمليات البحث عبر الويب، الأمر الذي يؤدي إلى فشل المليارات من عمليات البحث التي يجريها الأشخاص في تحقيق هدفها.

في غضون 90 يوما، شارك المستخدمون في أكثر من نصف مليار محادثة، باستخدام ميزات الدردشة للحصول على إجابات موجزة تساعد في كل شيء بدءا من العثور على أفضل مكان للسفر لشخص مصاب بحساسية، إلى تنظيم السنوات العشر الأخيرة من النشاط البركاني في جميع أنحاء العالم ضمن جدول.

خلال هذه الفترة الزمنية القصيرة جدا، فإن التحول من مجرد تجربة تستند إلى النص إلى تجربة محادثة غنية بصريا يمثل تطورا كبيرا.

الآن، تعلن الشركة عن الانتقال إلى الجيل التالي من “Bing” و”Edge”، مع توسع كبير في أدوات البحث المستندة إلى الذكاء الصنعي، حيث وفرت “مايكروسوفت” ميزات جديدة تسمح بالبحث المرئي والوسائط المتعددة، فضلا عن أدوات الدردشة المستمرة. 

في المعاينة المحدودة خلال الأشهر الثلاثة الماضية، استطاعت مجموعة من المستخدمين المختارين اختبار ميزات البحث الجديدة بالذكاء الصنعي، لكن الشركة أعلنت نقل “Bing” و”Edge” إلى معاينة مفتوحة، مما يسمح لأي شخص باختبار الأدوات الجديدة دون الحاجة إلى قائمة انتظار.

هذه الخطوة تشير إلى أن “مايكروسوفت” تعتقد أن الميزات الجديدة أصبحت جاهزة للاستخدام على نطاق أوسع، حيث أنها وسعت بشكل كبير قدرات محركها للبحث “Bing” ومتصفحها للويب “Edge”.

الخصائص الرئيسية للجيل القادم تشمل ما يلي:

  • الانتقال من معاينة محدودة إلى معاينة مفتوحة لمحرك بحث “Bing”، وبالتالي التخلص من قائمة انتظار الإصدار التجريبي.
  • تحسين تجربة البحث والدردشة القائمة على النص فقط إلى تجربة أكثر وضوحا مع إجابات ثرية بالصور والفيديو ودعم الوسائط المتعددة.
  • الانتقال من جلسات الدردشة والبحث ذات الاستخدام الفردي إلى تجارب الإنتاجية المتعددة الجلسات مع محفوظات الدردشة والمحادثات المستمرة داخل “Edge”.
  • فتح إمكانات المنصة للسماح للمطورين والجهات الخارجية بالبناء على “Bing”، مما يساعد المستخدمين في اتخاذ إجراءات بشأن استفساراتهم وإكمال المهام.

قد يهمك: لماذا تراهن “مايكروسوفت” بمليارات الدولارات على “OpenAI”؟

“مايكروسوفت” تجعل البحث أكثر وضوحا

وفقا للأبحاث، فإن الدماغ البشري يعالج المعلومات المرئية أسرع بنحو 60 ألف مرة من النص، مما يجعل الأدوات المرئية طريقة مفيدة عند البحث بالنسبة للأشخاص. لطالما اشتهر “Bing” بتجاربه المرئية، بما في ذلك ميزات مثل بطاقات المعرفة والبحث المرئي.

الآن، تجلب الشركة نفس التجارب إلى الدردشة، التي أصبحت توفر إجابات مرئية أكثر ثراء بما في ذلك المخططات والرسوم البيانية وتنسيق محدث للإجابات، مما يساعدك في العثور على المعلومات التي تبحث عنها بسهولة أكبر.

التحديث الحالي يضيف العديد من ميزات البحث المرئية، بما في ذلك القدرة على البحث باستخدام الصور، كما يسمح للمستخدمين بإنشاء مخططات ورسوم بيانية وإجابات مرئية أخرى ضمن تجربة البحث. 

في وقت سابق، أعلنت الشركة عن دمج أداتها لإنشاء الصور “Image Creator” في تجربة دردشة “Bing” الجديدة، مما يجعل محركها للبحث الوحيد القادر على إنشاء محتوى مكتوب ومرئي في مكان واحد، من داخل الدردشة.

عندما تكون في الوضع الإبداعي في الدردشة، يمكنك أن تطلب من “Image Creator” إنشاء صورة جديدة تماما باستخدام الكلمات والتفاصيل، مثل الصفات أو المواقع أو حتى الأنماط الفنية، وكلما كنت وصفيا بدرجة أكبر كلما أصبحت الأداة أفضل في توفير ما هو مطلوب منها.

إلى جانب ذلك، فإن أداة “Image Creator” تدعم الآن أكثر من 100 لغة، هذا يعني أنه يمكن للمستخدمين الآن إنشاء الصور باللغة الأم.

قد يهمك: بريطانيا تباعد بين “مايكروسوفت” و”أكتيفجن”.. ضربة لسوق الألعاب السحابية؟

حفظ سجل الدردشة

أحد أهم التحديثات الجديدة هو القدرة على إعادة زيارة واستئناف المحادثات السابقة مع دردشة “Bing”. 

من خلال دمج محفوظات الدردشة والمحادثات المستمرة داخل متصفح “Edge”، تأمل “مايكروسوفت” في جعل البحث أكثر صلة وملاءمة عبر تفاعلات متعددة.

بمرور الوقت، تخطط الشركة للاستفادة من سجل الدردشة والسياق لتقديم إجابات أكثر تخصيصا وتحسينا.

من خلال تتبع استفساراتك وإجاباتك، تساعدك الدردشة المستمرة في العثور على المعلومات ذات الصلة بشكل أسرع، وتجنب تكرار الكلام نفسه، ومتابعة الموضوعات التي تهمك في وقت لاحق. 

كما أن الدردشة المستمرة قادرة على توفير تفاعلات أكثر طبيعية وجذابة مع مساعدي الذكاء الصنعي على مدى فترات زمنية طويلة، حيث يمكن لمساعدي الذكاء الصنعي تقليد المحادثة الإنسانية النموذجية.

“مايكروسوفت” تنقل “Bing” من منتج إلى منصة

من أجل السماح ببناء ميزات ومكونات إضافية تستفيد من منصة البحث، فإن الشركة تخطط لإتاحة إمكانات “Bing” للمطورين الخارجيين. 

على سبيل المثال، يمكن للأشخاص قريبا البحث عن مطاعم في دردشة “Bing” ومن ثم الحجز عبر خدمة “OpenTable”، أو الحصول على إجابات للأسئلة المعقدة من خلال محرك الإجابات “Wolfram Alpha”، دون مغادرة “Bing”.

إدخال المكونات الإضافية لجهات خارجية يؤدي إلى تحويل “Bing” إلى منصة، مما يسمح للمطورين بإنشاء تطبيقات تعمل داخل واجهة الويب والهاتف المحمول لدردشة “Bing”. 

هذه الإستراتيجية مشابهة لتلك التي تستخدمها “OpenAI” مع مكونات “ChatGPT” الإضافية. 

في النهاية، يجري استخدام المكونات الإضافية بطريقة مماثلة للتطبيقات الموجودة عبر الهاتف، حيث يساعد كل مكون إضافي المستخدمين في إنجاز مهمة معينة، مثل حجز رحلة طيران أو مشاهدة مقطع دعائي لفيلم.

قد يهمك: “مايكروسوفت” تقلل إنتاج ملحقات “Surface”.. تراجع بمبيعات الحواسيب؟

ترقية رئيسية لمتصفح “Edge”

إلى جانب تحديثات “Bing”، فإن الشركة أصدرت نسخة معاد تصميمها من متصفحها للويب “Edge”، التي تتكامل بشكل أكثر عمقا مع دردشة “Bing”. 

الاختلاف الأكثر وضوحا للمستخدمين هو الإمكانات الجديدة لدردشة “Bing” عبر الشريط الجانبي لمتصفح “Edge”، الذي يمكنه الآن الرجوع إلى محفوظات الدردشة وتصدير المحادثات ومشاركتها من دردشة “Bing” وتلخيص المستندات الطويلة وتنفيذ الإجراءات بناء على طلبات المستخدم.

إضافة إلى ذلك، فإن وظائف التصدير والمشاركة عبر الشريط الجانبي لمتصفح “Edge” تتيح للمستخدمين مشاركة المحادثات بسهولة مع الآخرين في وسائل التواصل الاجتماعي أو مواصلة النقاش حول فكرة ما. 

كما أن تصدير المحادثات مباشرة بنفس التنسيق يسهل الانتقال إلى أدوات تعاونية، مثل “مايكروسوفت وورد”.

في حين تساعد إمكانيات التلخيص المستخدمين على استهلاك المحتوى الكثيف عبر الإنترنت بشكل أكثر كفاءة، حيث يمكن الآن لدردشة “Bing” تلخيص المستندات الطويلة، بما في ذلك ملفات PDF ومواقع الويب الأطول، وتمييز النقاط الرئيسية للمستخدمين، بالإضافة إلى إمكانية تلخيص قسم أو فقرة معينة من المستند.

ميزة الإجراءات في “Edge” تتيح للمستخدمين الاعتماد على الذكاء الصنعي لإكمال المزيد من المهام بخطوات أقل. 

على سبيل المثال، إذا أراد المستخدم مشاهدة فيلم معين، فإن ميزة الإجراءات في “Edge” تعثر على الخيارات وتعرضها في الدردشة ضمن الشريط الجانبي ومن ثم تشغل الفيلم الذي يريده من مكان توفره.

قد يهمك: بعد إنفاقها المليارات على الذكاء الصنعي.. “ميتا” لا تزال متخلفة؟

محرك بحث ومتصفح من الجيل التالي

منذ نحو 3 أشهر، شهد محرك البحث “Bing”، الذي كان يعتبر منذ فترة طويلة منافسا أدنى من محرك بحث “جوجل”، تحولا ملحوظًا بعد أن دمجت الشركة “GPT-4” في وظائفه الأساسية. 

وفقا للشركة، نما محرك البحث متجاوزا 100 مليون مستخدم نشط يوميا، وتزايدت عمليات التثبيت اليومية لتطبيقه للأجهزة المحمولة 4 أضعاف.

التحديثات الجديدة تعرض خبرة “مايكروسوفت” في اثنين من مجالاتها الأساسية، الذكاء الصنعي والحوسبة السحابية، حيث بنت الشركة “Bing” بالاعتماد على “GPT-4″، وصممته للجمع بين “GPT-4” والبحث من “مايكروسوفت” مع استخدام الحوسبة الفائقة “أزور”.

هذه التحديثات تمثل جزءا من رؤية الشركة لجعل “Edge” و”Bing” أفضل الأدوات للإنتاجية والإبداع. كما أنها تستكشف طرقا لجعل الدردشة أكثر تخصيصا من خلال جلب سياق من محادثة سابقة إلى محادثات جديدة.

من الآن فصاعدا، تجري “مايكروسوفت” تغييرات أسبوعية على المعاينة من خلال دمج الميزات والتحديثات الأكثر طلبا وإضافة تجارب جديدة.

ختاما، فإن “مايكروسوفت” تؤمن أن الفرصة تكمن في مدى قدرة الذكاء الصنعي على لعب دور بزيادة الإنتاجية والكفاءة، وتقليل الحواجز، والمساعدة فعليا في التواصل البشري، وتعتقد الشركة أنها بالكاد بدأت دخول مجال عميق وأكثر تعقيدا مما هو ظاهر حتى الآن.

قد يهمك: الغرامة مقابل حذف الصور من قاعدة بيانات الذكاء الصنعي؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات