استمع إلى المقال

تحليل جديد كشف أن تطبيق “تيك توك”، الذي يتيح للمستخدمين مشاركة مقاطع فيديو قصيرة، قام ببث أكثر من ألف إعلان من وسائل الإعلام الصينية الرسمية إلى ملايين المستخدمين في أوروبا منذ تشرين الأول/أكتوبر 2022 لغاية الآن، وتهدف هذه الإعلانات إلى تجميل صورة الصين وترويج سياستها في مجالات مثل مكافحة “كورونا” والسياحة في شينجيانغ ومبادرة الحزام والطريق.

التحليل الذي أجرته مجلة “فوربس”، بيّن أن هذه الإعلانات أثارت جدلا وانتقادات من قبل بعض المراقبين والمنظمات الحقوقية، التي تتهم الصين بارتكاب انتهاكات حقوق الإنسان في شينجيانغ ضد أقلية الأويغور المسلمة، فيما أفادت تقارير عن اعتقال واحتجاز أكثر من مليون شخص بمراكز احتجاز وإعادة تأهيل، حيث يتعرضون للتعذيب والإجبار على العمل، كما أدانت بريطانيا والولايات المتحدة سياسة الصين في شينجيانغ بأنها ارتكبت إبادات جماعية وجرائم ضد الإنسانية.

لكن إعلانات “تيك توك” تظهر صورة مختلفة عن شينجيانغ، حيث تصورها كمكان جميل وآمن ومزدهر، يستقطب السائحون من جميع أنحاء العالم، وتظهر بعض الإعلانات قططا لطيفة تلعب على ‘سور الصين العظيم”، أو رجلا يؤدي رقصة تقليدية، أو مذيعا يزور مدرسة ابتدائية، كما تروج بعض الإعلانات لبرامج سفر إلى شينجيانغ، وتبرز ثقافة وتاريخ شعب الأويغور.

هذا التباين بين حقائق شينجيانغ وإعلانات “تيك توك” أثار استغراب وشكوك بعض المستخدمين، الذين يرون فيه محاولة من قبل الصين لتحسين صورتها وإخفاء جرائمها، كما يثير هذا التساؤل حول سياسات “تيك توك” فيما يتعلق بالإعلانات التي تظهر على منصته.

في شهر تموز/يوليو 2023، أطلق “تيك توك” مكتبة للإعلانات، حيث يمكن للمستخدمين رؤية نوع ومصدر وعدد المشاهدات للإعلانات التي تظهر على منصته، وتقول صفحة الأسئلة الشائعة لمكتبة الإعلانات، “لا يظهر تيك توك إعلانات سياسية أو انتخابية على المنصة”، ولكن يبدو أن هذه السياسة غير متسقة مع الإعلانات التي وجدتها “فوربس” على المنصة، والتي تحمل رسائل سياسية واضحة من جانب بكين و”الحزب الشيوعي” الحاكم.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات