استمع إلى المقال

منذ أن استلم إيلون ماسك منصة “تويتر” في صفقة ضخمة، بدأت المنصة تفقد جاذبيتها وشعبيتها بين المستخدمين والمعلنين، فقد فرض ماسك العديد من القوانين الغريبة والمثيرة للجدل، مثل تقييد عدد التغريدات التي يمكن للمستخدم قراءتها يوميا، أو حذف الحسابات الموثقة بالعلامة الزرقاء، أو إعادة تفعيل الحسابات المثيرة للجدل. وهذا ما دفع العديد من المستخدمين إلى البحث عن بدائل أخرى للطائر الأزرق، تحترم حرية التعبير والخصوصية والتنوع.

لم يكن “تويتر” بلا منافسين في سوق الشبكات الاجتماعية، فقد ظهرت العديد من التطبيقات التي كانت تهدف إلى تقديم خدمات مشابهة أو مختلفة قليلا عن “تويتر”، ولكن بطرق أكثر جاذبية وإبداعا. 

من بين تلك التطبيقات، تطبيق “ماستودون”، وهو تطبيق مجاني ومفتوح المصدر، وكان من أكبر المنافسين لعرش “تويتر” منذ بضعة أشهر، ويعتمد التطبيق على شبكة من الخوادم المستقلة والمتصلة ببعضها، تسمى “Fediverse”، ويمكن للمستخدمين اختيار الخادم الذي يناسب اهتماماتهم والانضمام إلى مجتمعات محددة، كما يمكن للمستخدمين التحكم في بياناتهم وخصوصيتهم والتواصل مع مستخدمين آخرين من خوادم مختلفة.

لكن يبدو أن مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة “ميتا”، قد استغل الوقت المناسب، وأطلق تطبيقه الجديد “ثريدز” الذي قد يكون المسمار الأخير في نعش “تويتر”،  فقد حقق تطبيق “ثريدز” نجاحا باهرا في أول 18 ساعة من إطلاقه، حيث اجتذب أكثر من 30 مليون مشترك، وتصدر قائمة التطبيقات المجانية على متجر “آب ستور” في بريطانيا والولايات المتحدة.

تطبيق “ثريدز” يشبه “تويتر” في كثير من الجوانب، لكنه يحمل بعض المزايا الفريدة، مثل الارتباط التلقائي بحساب “إنستغرام”، والتوافق المستقبلي مع الشبكات الاجتماعية المفتوحة والقابلة للتشغيل المشترك، بحسب إعلان شركة “ميتا” الرسمي.

اتهامات ماسك ورد زوكربيرغ

وفقا لوكالة “رويترز“، تواجه شركة “ميتا”، دعوى قضائية محتملة من “تويتر” بسبب منصة “ثريدز” الجديدة التي تشبه منصة “تويتر” إلى حد كبير، وقد أرسل محامي “تويتر” أليكس سبايرو رسالة إلى مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لـ “ميتا”، يتهمه فيها بانتهاك حقوق الملكية الفكرية لـ “تويتر” واستخدام أسرار تجارية سرية.

سبايرو أوضح في رسالته، أن “ميتا” قامت بتعيين عشرات الموظفين السابقين في “تويتر” الذين كان لديهم حق الوصول إلى معلومات حساسة عن المنصة، وأن بعضهم احتفظ بوثائق وأجهزة إلكترونية تابعة للمنصة، وطالب سبايرو “ميتا” باتخاذ خطوات فورية لوقف استخدام أية أسرار تجارية أو معلومات سرية تابعة لـ “تويتر”.

زوكربيرغ رد على الاتهامات في منشور على “ثريدز”، قائلا إن منصة “ثريدز” لا تنتهك أية حقوق ملكية فكرية، وأنها تقدم تجربة مختلفة عن “تويتر”، مضيفا أن فريق هندسة “ثريدز” لا يضم أي موظف سابق في “تويتر” كما يدعي المحامي، وأن المنصة الجديدة تستفيد من شبكة “إنستغرام” الضخمة التي تضم مليارات المستخدمين.

من جانبه، قال إيلون ماسك، المالك الحالي لـ “تويتر”، في تغريدة: “المنافسة جيدة، والغش ليس كذلك”، معبرا عن استيائه من إطلاق منصة “ثريدز”.

أوجه الشبه والاختلاف

تشبه منصة “ثريدز” منصة “تويتر” في العديد من الجوانب، لكنها تختلف عنها في بعض النقاط الهامة، وهذه بعض الفروق الرئيسية بين المنصتين.

الارتباط بـ”إنستغرام”

يتطلب “ثريدز” وجود حساب على “إنستغرام”، ويستخدم نفس اسم المستخدم والصورة الشخصية والسيرة الذاتية، كما يمكن للمستخدمين متابعة نفس الحسابات التي يتابعونها على “إنستغرام”، مما يسهل عليهم بناء شبكة اجتماعية على “ثريدز”، أما “تويتر”، فيمكن للمستخدمين إنشاء حسابات مستقلة عن أي منصة أخرى، ولا يوجد ارتباط رسمي بمنصات أخرى.

الحد الأقصى لعدد الأحرف

يسمح “ثريدز” للمستخدمين بكتابة 500 حرف في كل منشور، مقارنة بـ 280 حرفا فقط لغير المشتركين في خدمة “تويتر بلو”، والذين حصلوا على ميزة الكتابة حتى 25 ألف حرف، وهذا يعني أن “ثريدز” يوفر مزيدا من المرونة للمستخدمين الذين يرغبون في التعبير عن أفكارهم بشكل أطول.

الإعلانات

لا تحتوي منصة “ثريدز “على أية إعلانات حتى الآن، مما يجعلها خالية من التشويش والإزعاج، فيما يعرض “تويتر” إعلانات مخصصة للمستخدمين بناء على اهتماماتهم وسلوكهم على المنصة، مما قد يؤثر في تجربة المستخدم.

تويتر تهدد بمقاضاة ميتا.. ما علاقة ثريدز؟

الفيديو

عندما يتعلق الأمر بالفيديو، فإن “ثريدز” تتفوق على “تويتر” من حيث المدة، فبغض النظر عن حالة التحقق، يسمح “ثريدز” للمستخدمين بمشاركة مقاطع فيديو تصل إلى خمس دقائق، أما “تويتر”، فيقيد المستخدمون غير الموثقين بمقاطع فيديو تستمر دقيقتين و20 ثانية، مشجعا مشاركة الفيديو المختصر.

الرسائل المباشرة

لا توفر منصة “ثريدز” أي إمكانية لإرسال رسائل مباشرة إلى المستخدمين الآخرين، مما يحد من خصوصية التواصل، فيما توفر منصة “تويتر” نظام رسائل مباشرة وقوي يسمح للمستخدمين بإجراء محادثات خاصة ومشاركة المحتوى مباشرة مع المستخدمين الآخرين.

التحدي الكبير

من الواضح أن منصة “ثريدز” تشكل تحديا كبيرا لـ “تويتر”، خاصة في ظل الاضطرابات التي تعاني منها المنصة الأخيرة منذ استحواذ ماسك عليها؛ ومع ذلك، فإن “ثريدز” ليست بديلا تاما عن “تويتر”، بل تقدم تجربة مختلفة تعتمد على ارتباطها الوثيق بـ “إنستغرام” وغياب بعض الميزات الموجودة في “تويتر”.

في النهاية، فإن اختيار المستخدم بين المنصتين يعتمد على تفضيلاته واحتياجاته ومدى رضاه عن التغييرات التي يجريها ماسك، ومن المؤكد أن المنافسة بين “ثريدز” و”تويتر” ستستمر وستشهد المزيد من التطورات في المستقبل القريب.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات