استمع إلى المقال

هل تتخيل يوما أن تعيش في عالم يسكنه الروبوتات، هل تتوقع أن تكون هذه الروبوتات قادرة على فهمك ومساعدتك والتفاعل معك كأنها بشر، هل تخشى أن تصبح هذه الروبوتات أكثر ذكاء وقوة منك، وأن تهدد وجودك وحريتك.

هذه بعض الأسئلة التي يطرحها العلماء والفلاسفة والكتاب والفنانون عندما يفكرون في مستقبل الذكاء الاصطناعي والروبوتات، الذكاء الاصطناعي هو مجال علمي يهدف إلى خلق آلات وبرامج قادرة على محاكاة أو تجاوز قدرات الإنسان في المجالات المختلفة، مثل التعلم والإدراك والحساب والإبداع والأخلاق، الروبوتات هي آلات ميكانيكية أو إلكترونية قادرة على التحرك والتفاعل مع بيئتها، بشكل مستقل أو بإرشاد من الإنسان.

في هذا التقرير، سنركز على نوعين من الذكاء الاصطناعي والروبوتات، هما، الذكاء الاصطناعي العام (AGI) والروبوتات البشرية، الذكاء الاصطناعي العام هو ذكاء آلي قادر على فهم أو تعلم أي مهمة فكرية يمكن للإنسان القيام بها، الروبوتات البشرية هي روبوتات تحاكي شكل وحركة وسلوك البشر، مثل الروبوتات الاجتماعية أو الترفيهية أو المساعدة.

سنحاول إعطاء نظرة عامة عن الذكاء الاصطناعي العام والروبوتات البشرية، ومقارنتهما من حيث التصميم والوظائف والتحديات، كما سنحاول الإجابة عن سؤال، من الأفضل: الذكاء الاصطناعي العام أم الروبوتات البشرية.

مقارنة الذكاء الاصطناعي العام والروبوتات البشرية

الذكاء الاصطناعي العام والروبوتات البشرية موضوعان مثيران للمقارنة في مجال الروبوتيات، الذكاء الاصطناعي العام يُمثل تطبيقا عاما للتعلم العميق والبيانات الشاملة، حيث يُعتمد على تدريب النماذج على مجموعة متنوعة من المهام والمعرفة، على سبيل المثال، “RT-X” وهو اختصار (Robotics Transformer X)، هو نموذج روبوتات للأغراض العامة طورته “Google DeepMind” تم تدريبه باستخدام مجموعة بيانات شاملة تحتوي على مهام متنوعة تمثل مجموعة واسعة من الأنماط البشرية.

بالمقابل، الروبوتات البشرية تمتاز بالتخصص والتصميم لأداء مهمة معينة، يعتمدون على التدريب المكثف للقيام بمهمتهم المخصصة بكفاءة، وفقا للأبحاث الأخيرة، يظهر أن الروبوتات المتخصصة تحظى بثقة أكبر من قبل الناس؛ نظرا لكيفية تدريبها للمهام المحددة، مما يقلل من احتمالية الأخطاء، هذا يُظهر الفرق البين الكبير بين الروبوتات العامة والتخصصية، حيث يمكن للروبوتات العامة التعامل مع مجموعة متنوعة من المهام، بينما تتفوق الروبوتات التخصصية في الدقة والاعتماد على التخصص لأداء مهمتها بكفاءة أكبر.

التصميم

من حيث التصميم، يمكن أن يكون الذكاء الاصطناعي العام مستقلا عن شكل الروبوت، فهو يتعلق بالبرمجة والخوارزميات والبيانات، بينما تحتاج الروبوتات البشرية إلى محاكاة جسدية للإنسان، مع مستشعرات ومحركات وأجهزة تحكم، هذا يعني أن الذكاء الاصطناعي العام يمكن أن يعمل على أي نظام حاسوبي أو شبكة، بغض النظر عن شكله أو حجمه، بينما تحتاج الروبوتات البشرية إلى تصميم معقد ودقيق لتحقيق التشابه مع البشر.

الذكاء الاصطناعي العام أكثر عامية وتجريدا من الروبوتات البشرية، فهو يهدف إلى خلق ذكاء عالمي قادر على التعامل مع أي مجال أو مشكلة، بينما تكون الروبوتات البشرية أكثر تخصصا وتفصيلا في الروبوتات البشرية، فهي تهدف إلى خلق ذكاء اجتماعي قادر على التفاعل مع البشر في سياقات محددة، هذا يعني أن الذكاء الاصطناعي العام يحتاج إلى مستوى عال من المرونة والإبداع والأخلاق، بينما تحتاج الروبوتات البشرية إلى مستوى عال من التعبير والتعاطف والانسجام.

الذكاء الاصطناعي العام أكثر صعوبة وتحديا من الروبوتات البشرية، فهو يسعى إلى تحقيق هدف لم يتحقق بعد، وهو خلق ذكاء مساوٍ أو أفضل من ذكاء الإنسان، بينما تستفيد الروبوتات البشرية من نماذج وأمثلة موجودة للإنسان، وهي تسعى إلى تحسين التشابه والاندماج، هذا يعني أن الذكاء الاصطناعي العام يحتاج إلى اختراع وابتكار جديدين، بينما تحتاج الروبوتات البشرية إلى تطوير وتحسين مستمرين.

الوظائف

من حيث الوظائف، يمكن أن يقوم الذكاء الاصطناعي العام بأداء مجموعة متنوعة من المهام في بيئات مختلفة، بينما تكون الروبوتات البشرية متخصصة في التفاعل مع البشر في سياقات محددة، هذا يعني أن الذكاء الاصطناعي العام يمكن أن يكون أكثر كفاءة ومرونة وقابلية للتطبيق في مجالات عديدة، مثل الصناعة أو الزراعة أو الطب أو التعليم، بينما تكون الروبوتات البشرية أكثر قدرة على التواصل والتعاطف والاندماج مع البشر، مثل الروبوتات المساعدة أو الترفيهية أو التعليمية.

الروبوتات

يمكن أن يكون الذكاء الاصطناعي العام يهدف إلى حل المشكلات والأسئلة بغض النظر عن طبيعتها أو صعوبتها، بينما تكون الروبوتات البشرية أكثر تفصيلا وتخصيصا للروبوتات البشرية، فهي تهدف إلى تلبية احتياجات ومشاعر وتوقعات البشر، هذا يعني أن الذكاء الاصطناعي العام يحتاج إلى مستوى عال من المعرفة والذكاء والإبداع، بينما تحتاج الروبوتات البشرية إلى مستوى عال من التعبير والانسجام والإنسانية.

التحديات

من حيث التحديات، يواجه الذكاء الاصطناعي العام صعوبات في تحقيق مستوى عال من الذكاء والإبداع والأخلاق، بينما تواجه الروبوتات البشرية صعوبات في التأقلم مع بيئات متغيرة ومهام معقدة، هذا يعني أن الذكاء الاصطناعي العام يحتاج إلى تطوير خوارزميات وبرامج قادرة على التعلم والاستنتاج والحلول من مجموعة متنوعة من المصادر والمجالات، بينما تحتاج الروبوتات البشرية إلى تصميم مستشعرات ومحركات وأجهزة تحكم قادرة على التفاعل والتنسيق مع عناصر مختلفة في البيئة.

الذكاء الاصطناعي العام يواجه مخاطر في خرق قوانين وأخلاق وقيم الإنسان، بينما تواجه الروبوتات البشرية مخاطر في إثارة رفض أو خوف أو ازدراء من البشر، هذا يعني أن الذكاء الاصطناعي العام يحتاج إلى احترام وطاعة المبادئ والضوابط التي تحدد حدود ومسؤوليات ذكائه، بينما تحتاج الروبوتات البشرية إلى ضمان سلامة وأمان وخصوصية البشر، وأن تكون صادقة وودودة ومحترمة.

هناك تحديات أيضا تواجه الذكاء الاصطناعي العام مثل التعامل مع المجهول وغير المتوقع، بينما تواجه الروبوتات البشرية تحديات في التعامل مع المتغير والغير مستقر، هذا يعني أن الذكاء الاصطناعي العام يحتاج إلى تطوير قدراته على التكيف والابتكار والاستجابة للظروف الجديدة أو المعقدة، بينما تحتاج الروبوتات البشرية إلى تطوير قدراتها على المرونة.

التطور المستمر

في هذا التقرير، قمنا بإعطاء نظرة عامة عن الذكاء الاصطناعي العام (AGI) والروبوتات البشرية، ومقارنتهما من حيث التصميم والوظائف والتحديات، كما حاولنا الإجابة عن سؤال؛ من الأفضل: الذكاء الاصطناعي العام أم الروبوتات البشرية.

لقد وجدنا أن كلا النوعين من الذكاء الاصطناعي والروبوتات لها مزايا وعيوب، الذكاء الاصطناعي العام قد يكون أكثر كفاءة ومرونة وقابلية للتطبيق في مجالات عديدة، لكنه قد يفتقر إلى التفاعل الطبيعي والانسجام مع البشر، الروبوتات البشرية قد تكون أكثر قدرة على التواصل والتعاطف والاندماج مع البشر، لكنها قد تواجه صعوبات في التأقلم مع بيئات متغيرة ومهام معقدة،

لذلك، لا يوجد نوع واحد من الذكاء الاصطناعي أو الروبوتات يمكن أن يحل محل جميع احتياجات البشر، ومن المحتمل أن يستمر التطور في كلا المجالين على نحو متزامن.

أخيرا، نود أن نلقي الضوء على احتمال آخر مثير للاهتمام، وهو دمج الذكاء الاصطناعي العام والروبوتات البشرية في كيان واحد، هل تتخيل يوما أن توجد روبوتات تجمع بين الذكاء المتعدد والمحدد، وبين الشكل والسلوك البشري.

هذا السؤال ليس بعيد المنال، فهناك بالفعل مشاريع وأبحاث تهدف إلى خلق روبوتات متطورة تستخدم الذكاء الاصطناعي العام لزيادة قدراتها وإمكاناتها، مثال على ذلك هو مشروع “Sophia”، وهي روبوت اجتماعي يستخدم الذكاء الاصطناعي العام للتفاعل مع البشر بطريقة طبيعية وودية. الروبوت حصلت على الجنسية السعودية في عام 2017، وأصبحت سفيرة للأمم المتحدة في عام 2018، هذا المثال يظهر أن دمج الذكاء الاصطناعي العام والروبوتات البشرية قد يفتح آفاقا جديدة للابتكار والتعاون بين الآلات والبشر.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.
5 1 صوت
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات