استمع إلى المقال

لمواكبة التطور المتسارع في المجال التقني، دخلت الإمارات عصر الحواسيب العملاقة للذكاء الاصطناعي، لكن ما علاقة هذا الأمر بالطاقة والمناخ.

الحواسيب العملاقة تعتبر أقوى بكثير من الحواسيب ذات الأغراض العامة، وتستخدم عادة لمعالجة أكثر المشكلات تطلبا في العالم، بما في ذلك تطوير الأدوية واستكشاف احتياطيات النفط والغاز وتوقعات الطقس، من بين أمور أخرى.

بالنظر إلى استخدام الحواسيب العملاقة غالبا لتشغيل برامج الذكاء الاصطناعي، فقد أصبحت هذه النوعية من الحوسبة مرادفا للذكاء الاصطناعي. هذا الاستخدام المنتظم يرجع إلى أن برامج الذكاء الاصطناعي تتطلب حوسبة عالية الأداء توفرها الحواسيب العملاقة.

حاسوب عملاق للذكاء الاصطناعي

بهدف مواجهة التحديات في مجال الرعاية الصحية والطاقة والعمل المناخي باستخدام الذكاء الاصطناعي، أطلقت شركة الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية الإماراتية “جي 42” أكبر حاسوب عملاق في العالم.

هذا الحاسوب العملاق المسمى (كوندور جالاكسي 1)، الذي يتميز بسعة 4 إكسافلوبس ومجهز بـ 54 مليون نواة، يعتبر جزءا من (كوندور جالاكسي)، وهي شبكة مكونة من 9 حواسيب عملاقة مترابطة تعد بتقليل وقت تدريب نموذج الذكاء الاصطناعي بشكل كبير. 

الهدف الأساسي لهذه الشبكة هو تغيير حوسبة الذكاء الاصطناعي عن طريق تقليل وقت تدريب نموذج الذكاء الاصطناعي بشكل كبير من خلال طريقة جديدة لحساب الذكاء الاصطناعي.

هذه الشبكة مكونة من مجموعة من الحواسيب العملاقة المخصصة لتدريب الذكاء الاصطناعي، حيث أن الحاسوب العملاق الأول في هذه الشبكة، (كوندور جالاكسي 1)، يربط 64 نظاما من أنظمة مسرعات الذكاء الاصطناعي (CS-2).

تصميم (كوندور جالاكسي 1) يسمح لشركة “جي 42” وعملائها السحابيين بتدريب النماذج الكبيرة بكفاءة، وبالتالي تسريع الابتكار في مختلف المجالات مثل الدردشة الثنائية باللغة العربية والرعاية الصحية ودراسات المناخ.

من خلال تقديم 4 إكسافلوبس من حوسبة الذكاء الاصطناعي بتنسيق (النقطة العائمة 16)، يقلل (كوندور جالاكسي 1) بشكل كبير من الجداول الزمنية لتدريب الذكاء الاصطناعي مع التخلص من مشاكل الحوسبة الموزعة.

علاوة على ذلك، هذا الحاسب العملاق المحسن لنماذج اللغات الكبيرة والذكاء الاصطناعي التوليدي لا يتطلب لغات برمجة موزعة معقدة، ويوفر دعما للنماذج مع 600 مليار بارامتر، قابلة للتمديد إلى 100 تريليون بارامتر.

من أجل تبسيط الوصول إلى حوسبة الذكاء الاصطناعي العالية الأداء للعملاء دون الحاجة إلى إدارة النماذج أو توزيعها عبر الأنظمة المادية، تقدم الشركات (كوندور جالاكسي 1) كخدمة سحابية.

تعاون مشترك

هذه الشراكة تجمع بين إمكانات الحوسبة لشركة “سيريبراس سيستيمز”، جنبا إلى جنب مع خبرة “جي 42” في مجال الذكاء الاصطناعي، العاملة على تطبيقات الذكاء الاصطناعي عبر الصناعات، بما في ذلك الرعاية الصحية والمدن الذكية والتنقل الذكي وانتقال الطاقة والخدمات المالية والرياضة واستكشاف الفضاء وتحليلات البيانات الضخمة.

الرؤية المشتركة للشركات تتمثل في استخدام شبكة (كوندور جالاكسي) لمواجهة التحديات الأكثر إلحاحا في المجتمع عبر الرعاية الصحية والطاقة والعمل المناخي والمزيد، حيث يضع الإعلان البنية التحتية التي تمس الحاجة إليها لتشغيل البحوث الحيوية وتقديم التطبيقات وتحسين الكفاءات في المؤسسات وجودة الحياة.

خطة توسعة شبكة (كوندور جالاكسي) تتضمن حاسوبين عملاقين آخرين للذكاء الاصطناعي، (كوندور جالاكسي 2) و(كوندور جالاكسي 3)، بحيث تشكل هذه الحواسيب الـ 3 العملاقة حاسوبا عملاقا يعمل بالذكاء الاصطناعي مع قوة حوسبة إجمالية تبلغ 12 إكسافلوبس و 162 مليون نواة.

بالشراكة، تخطط  “سيريبراس سيستيمز” و”جي 42″ للتوسع إلى 3 حواسيب عملاقة مترابطة تعمل بالذكاء الاصطناعي، ومن ثم التوسع إلى 6 أجهزة أخرى ليصبح المجموع 9 أجهزة مرتبطة ببعضها البعض بقدرة 4 إكسافلوبس لكل منها، وذلك لإنتاج 36 إكسافلوبس.

نتيجة لذلك، من المتوقع أن تقود شبكة الحوسبة الفائقة المترابطة هذه التطورات الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي على نطاق عالمي.

بشكل عام، من المتوقع أن يصل سوق الذكاء الاصطناعي التوليدي العالمي إلى 188.62 مليار دولار بحلول عام 2032، بمعدل نمو سنوي يزيد عن 36 بالمئة، من 8.65 مليار دولار في العام الماضي.

ختاما، يسهل (كوندور جالاكسي 1) عملية إعداد نموذج الذكاء الاصطناعي التوليدي، ويتماشى مع خطة الإمارات الوطنية للذكاء الاصطناعي، حيث أن جزء منها هو استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين الإنتاجية على جميع المستويات عبر الحكومة والاقتصاد.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات