استمع إلى المقال

لا شك في أن مستقبل التنقل يتعلق بأكثر من مجرد سيارات، حيث تلعب الاستدامة والفعالية والملاءمة دورا كبير، لكن هل تستطيع الإمارات مواكبة ذلك وتوسيع آفاق التنقل الذكي من خلال السيارات الذاتية القيادة وكهربة التنقل.

اكتشاف محرك الاحتراق الداخلي في القرن الـ 19 مثل نقطة انطلاق للابتكار التكنولوجي والاقتصادي والاجتماعي، لكن قطاع التنقل العالمي يمر في السنوات القادمة بتحول غير مسبوق مدفوعا بالتقنيات الناشئة مثل التنقل المشترك، والتنقل الصغير، والمركبات الذاتية القيادة وتغيير تفضيلات العملاء وتوقعاتهم.

لتلبية الطلب المتزايد من سكان المناطق الحضرية، فإن الابتكارات التكنولوجية تغذي نمو القيادة الذاتية والتوصيل وكهربة النقل والتنقل الصغير، حيث يكافح قطاع التنقل التقليدي لمواكبة التقنيات الجديدة وتوقعات العملاء التي تقود الابتكارات، مثل التنقل الجوي المتقدم.

كهربة التنقل في الإمارات

لا شك في أن السياسات التي تنفذها الحكومات في جميع أنحاء العالم تدفع التحول المتسارع إلى التنقل المستدام، حيث أن الإنفاق العام على الإعانات والحوافز للمركبات الكهربائية تضاعف تقريبا في عام 2021 إلى ما يقرب من 30 مليار دولار على مستوى العالم.

الشيء نفسه ينطبق على الإمارات، حيث نما سوق السيارات الكهربائية بشكل كبير على مر السنين، وذلك بفضل تطوير البنية التحتية وتركيب محطات الشحن الكهربائي. من المتوقع أن ينمو سوق السيارات الكهربائية في الإمارات بمعدل سنوي قدره 27.2 بالمئة بين عامي 2023 و2027.

لدعم منظومة النقل المستدام، أبرمت هيئة الطرق والمواصلات في دبي مؤخرا شراكة مع شركة “الفطيم للسيارات” لتوفير 360 حافلة ومركبة كهربائية وهجينة، حيث تخطط الهيئة لتحويل أسطولها من الحافلات وسيارات الأجرة إلى الكهرباء والهيدروجين بحلول عام 2050 و2040 على التوالي. 

على صعيد البنية التحتية، أسست شركة أبوظبي الوطنية للطاقة، بالشراكة مع شركة أدنوك للتوزيع، “E2GO“، وهو مشروع لإنشاء وتشغيل البنية التحتية اللازمة لشحن المركبات الكهربائية في الإمارات.

في شهر شباط/فبراير الماضي، أطلقت الإمارات المؤسسة البحثية الفكرية في التنقل الذكي، التي تهدف إلى وضع الدولة كمركز عالمي للتميز والابتكار في مجال التنقل الذكي، وتدعم جهود الدولة لتحقيق أهدافها في التنمية المستدامة والعمل المناخي من خلال تقليل انبعاثات الكربون التي ينتجها قطاع النقل، الذي يعد أحد أكبر المساهمين في تغير المناخ.

التنقل الجوي في المدن

مع توقع تحول 68 بالمئة من سكان العالم إلى المدن بحلول عام 2030، فإن النمو السكاني يخلق حاجة كبيرة لخيارات التنقل المبتكرة حيث أصبحت البنية التحتية الأرضية مكتظة بشدة.

في شهر شباط/فبراير الماضي، اعتمدت الإمارات تصاميم موانئ التاكسي الجوي، حيث من المنتظر أن يدخل التاكسي الجوي الخدمة في البلاد بحلول العام 2026.

بالمثل، في شهر حزيران/يونيو الفائت، تقدمت شركة أنشاء وتشغيل البنية التحتية للنقل الجوي المتقدمة “VPorts” بطلب للحصول على شهادة لمطاراتها العمودية في مركز محمد بن راشد للفضاء في جنوب دبي، حيث تخطط الشركة أيضا لبناء أول ميناء عمودي في رأس الخيمة.

في عام 2021، أكملت شركة صناعة السيارات الكهربائية “Xpeng” أول رحلة اختبار عامة لسيارتها الطائرة ذات المقعدين في دبي، لتنضم بذلك إلى عشرات الطائرات الكهربائية ذات الإقلاع والهبوط العمودي قيد التطوير على مستوى العالم.

القيادة الذاتية

بحلول عام 2030، تتميز سيارة واحدة من كل 3 سيارات تُباع على مستوى العالم بقدرات القيادة الذاتية، حيث تتسابق الشركات المصنعة في الوقت الحالي لإطلاق أول سيارة ذاتية القيادة بالكامل في السوق.

نتيجة لذلك، يواصل مركز النقل المتكامل في أبوظبي تعزيز مشروع التنقل الذكي في جزيرتي ياس والسعديات، الذي يتكون من 17 مركبة، تشمل 8 سيارات أجرة ذاتية القيادة، 3 مركبات نقل تابعة لنظام النقل الجماعي السريع الأوتوماتيكي، و6 حافلات صغيرة ذاتية القيادة، بالإضافة إلى تشغيل 15 محطة للشحن.

علاوة على ذلك، تخطط شركة السيارات الذاتية القيادة الناشئة “كروز” (Cruise) للظهور لأول مرة في دبي في عام 2023، حيث يجري رسم خرائط للطرق في أجزاء من المدينة باستخدام 5 سيارات كهربائية لاختبار تكنولوجيا المركبات وجمع البيانات حول إشارات المرور واللافتات وسلوك السائق.

كما أصدرت الإمارة مؤخرا قانونا جديدا ينظم استخدام السيارات الذاتية القيادة لتسريع طموحات التنقل الذكي في المدينة، وجذب الاستثمارات، وتوفير بيئة تنظيمية تسهل استخدام الذكاء الاصطناعي في صناعة النقل.

ختاما، للحد من الازدحام المروري والحوادث وتلوث الهواء، استثمرت الإمارات على مر السنين بشكل كبير في مجال التنقل، حيث يعد قطاع النقل المستدام جزءا من الاستراتيجية الأوسع للدولة من أجل تحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050، مع وضع الإمارات نفسها كمركز للمركبات الآلية والبحث والتطوير في مجال التنقل الذكي.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات