استمع إلى المقال

في عالم الإنترنت المتسارع والمتنوع، يحاول كل متصفح أن يثبت جدارته، ويجذب المستخدمين بما يقدمه من ميزات وخدمات تسهل التصفح وتحمي الخصوصية، ومن بين هذه المتصفحات، يبرز متصفح “مايكروسوفت إيدج”، الذي يعتبر الخليفة الشرعي لمتصفح “إنترنت إكسبلورر”، والذي يسعى للمنافسة مع العملاق “جوجل كروم” والأنيق “سفاري” من شركة “أبل”.

تقرير حديث صادر عن شركة البحث الشهيرة “Statcounter“، والمختصة في قياس شعبية التطبيقات ومتصفحات الإنترنت، كشف عن الحصة السوقية لمتصفحات الويب في العام 2023، وفي هذا التقرير، تم تسليط الضوء على متصفح “جوجل كروم” الذي يتصدر السوق بفارق كبير عن أقرب المنافسين، ولا يمكن إنكار النجاح الباهر الذي حققه هذا المتصفح، وعلى الرغم من هذا، استطاع متصفح “مايكروسوفت إيدج” أن يحقق تقدما ملحوظا، وأن يلفت الانتباه بنجاحاته المذهلة.

مايكروسوفت إيدج

رغم أن “مايكروسوفت إيدج” يحتل المركز الثالث في الحصة السوقية لمتصفحات الإنترنت في 2023، إلا أنه يشهد نموا مستمرا وملحوظا منذ إطلاقه، فقد ارتفعت حصته من 3.99 بالمئة في أيار/مايو 2022 إلى 5.32 بالمئة في أيار/مايو 2023، بزيادة قدرها 33.3 بالمئة، وهذا يدل على أن المستخدمين يجدون في “مايكروسوفت إيدج” يلبي احتياجاتهم ويرضي تطلعاتهم.

لكي تحافظ على هذا التقدم، تعمل شركة “مايكروسوفت” على تطوير متصفحها باستمرار، وإضافة المزيد من الميزات والخدمات التي تجعل التصفح أسرع وأكثر أمانا وراحة.

خدمة “VPN” مدمجة مجانية

شركة “مايكروسوفت” أضافت ميزة جديدة ومفيدة إلى متصفحها “مايكروسوفت إيدج”، وهي خدمة “VPN” المدمجة والمجانية (مدعومة بواسطة CloudFlare)، التي تمنح المستخدمين المزيد من الخصوصية والأمان على الإنترنت، وتعمل هذه الخدمة على تشفير حركة المرور الخاصة بالمستخدم على الويب، وإخفاء موقعه الجغرافي، وتسمح له بالوصول إلى المواقع المحجوبة أو المراقبة.

سابقا، كانت هذه الخدمة تقدم فقط 1 جيجابايت من البيانات المجانية في الشهر، وهو رقم قليل جدا للتصفح الحديث، لكن “مايكروسوفت” أعلنت أنها زادت هذه الحصة إلى 5 جيجابايت في الشهر، وهو رقم جيد بعض الشيء.

للاستفادة من هذه الميزة، يحتاج المستخدم إلى تسجيل الدخول باستخدام حساب “مايكروسوفت”، والضغط على زر “VPN” في شريط العنوان؛ وبهذه الطريقة، يمكن للمستخدم الاتصال بشبكة افتراضية خاصة بنقرة واحدة.

لكن يجب على المستخدم ملاحظة أن هذه الخدمة لا تعمل دائما، بل تعمل فقط عند زيارة موقع غير آمن (HTTP) أو الاتصال بشبكة واي فاي مفتوحة، كما يجب عليه ملاحظة أن تسجيل الدخول باستخدام حساب “مايكروسوفت” سيؤدي إلى تفعيل المزامنة، والتي تسمح بإتاحة بيانات التصفح عبر جميع إصدارات “مايكروسوفت إيدج” التي تم تسجيل الدخول فيها.

إذا، فإن خدمة “VPN المدمجة” في متصفح “مايكروسوفت إيدج” هي خدمة سهلة وعملية، توفر للمستخدم خصوصية وأمان أكبر على الإنترنت، ولكن إذا كان المستخدم يرغب في استخدام “VPN” لأغراض أخرى مثل البث المصور أو التصفح من موقع محدد، فإنه يحتاج إلى خدمة “VPN” مخصصة ومدفوعة توفر حركة بيانات غير محدودة ومواقع متعددة.

أدوات تسوق ذكية جديدة لـ “بينغ” و”إيدج”

شركة “مايكروسوفت” قبل بضعة أيام أطلقت مجموعة من الأدوات الجديدة المدعومة بالذكاء الاصطناعي للتسوق عبر محرك بحثها الجديد “بينغ” والمساعد الافتراضي “بينغ تشات” في شريط جانبي لمتصفح “إيدج”، هذه الأدوات تهدف إلى تسهيل عملية البحث والمقارنة والشراء للمستخدمين على الإنترنت.

أول هذه الأدوات هو “دليل الشراء” (Buying Guide)، والذي يستخدم قدرات “بينغ” المبنية على نظام “GPT” للذكاء الاصطناعي لإنشاء دلائل شراء مخصصة بناء على استفسارات المستخدمين، مثل “college supplies”، تقوم هذه الأداة بتجميع المنتجات في كل فئة يختارها المستخدم، وإظهار مواصفاتها بشكل جانبي لتسهيل المقارنة بين المنتجات المشابهة، وإخبار المستخدم بأفضل الأماكن لشرائها (مع حصول مايكروسوفت على رسوم تابعة عند الشراء).

الأداة الثانية هي “ملخصات التقييمات” (Review Summaries)، والتي تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحليل ما يكتبه المستخدمون على الإنترنت عن منتج محدد، يمكن للمستخدم أن يسأل “بينغ تشات” عن رأي الناس حول منتج يريده، وسيحصل على ملخص سريع وموضوعي للآراء الإيجابية والسلبية.

الأداة الثالثة هي “مطابقة السعر” (Price Match)، والتي تساعد المستخدم على طلب مطابقة السعر من التاجر، حتى بعد انخفاض السعر، قالت “مايكروسوفت” “لقد شراكنا مع أفضل التجار في الولايات المتحدة الذين لديهم سياسات مطابقة الأسعار، وسنضيف المزيد مع مرور الوقت”.

هذه الأدوات الجديدة متوفرة الآن في “بينغ” و”إيدج” بجميع أنحاء العالم، وتعكس استراتيجية “مايكروسوفت” في استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين تجربة المستخدم وزيادة حصتها في سوق محركات البحث، وفي هذا السياق قال رامي سايغ، نائب رئيس “مايكروسوفت” للذكاء الاصطناعي، “نحن نؤمن بأن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يجعل التسوق على الإنترنت أكثر سهولة ومتعة وفعالية”.

متصفح “إيدج للأعمال”

في وقت سابق من هذا الشهر أطلقت شركة “مايكروسوفت “تجربة جديدة لمتصفحها “إيدج”، تسمى “إيدج للأعمال” (Edge for Business)، وهي موجهة للمستخدمين والمؤسسات الذين يرغبون في استخدام المتصفح لأغراض شخصية وعملية على نحو متزامن.

هذه التجربة متوفرة حاليا في نسخة تجريبية خاصة لعدد محدود من المشاركين، وتتميز هذه التجربة بأنها تنقسم إلى نافذتين داخل المتصفح، إحداهما للتصفح الشخصي والأخرى للتصفح العملي، كل نافذة تحمل بيانات وإعدادات ومفضلات خاصة بها، ويقوم المتصفح بالانتقال التلقائي بين النافذتين بناء على نوع الموقع الذي يدخله المستخدم، وبذلك يضمن المستخدم خصوصية وأمان بياناته الشخصية والعملية، ويحسن من أداء وإنتاجية عمله.

“إيدج للأعمال” يظهر بأيقونة مختلفة (إيدج مع حقيبة)، وبصورة شخصية في الزاوية العلوية اليسرى من النافذة، تعرض هوية المستخدم عند الضغط عليها، كما تتيح “مايكروسوفت” للمؤسسات إضافة علامة تجارية خاصة بها إلى منطقة الصورة الشخصية، تشمل شعارا واسم ولون الشركة أو المجموعة التابعة لها، ويستطيع المستخدمون استخدام “إيدج للأعمال” على أجهزتهم الشخصية أيضا، إذا كانت مؤسساتهم تسمح بهذا الخيار.

متصفح “إيدج للأعمال” هو جزء من استراتيجية “مايكروسوفت” لتقديم متصفح أكثر تطورا وكفاءة لبيئات العمل، وهو يستفاد من خصائص المتصفح الأساسية مثل الأمان والسرعة والتوافق، والشركة تنوي إطلاق هذه التجربة رسميا في آب/أغسطس 2023، بعد استقبال رأي المشاركين في النسخة التجريبية الخاصة.

تطلعات واعدة

بالنظر إلى هذه المعطيات، يبدو أن متصفح “مايكروسوفت إيدج” يسعى بكل قوته لتحسين نفسه وتوفير تجربة تصفح أفضل للمستخدمين، ومن خلال الجهود المبذولة من قبل الشركة، نجد أنها تعمل جاهدة لتقديم المزيد من الميزات والخدمات المبتكرة والجذابة لمستخدميها، إذ تسعى الشركة للاستحواذ على المزيد من المستخدمين الجدد وتقديم تجربة تصفح فريدة تلبي احتياجاتهم وتفاضلهم.

في النهاية، فإن تقدم متصفح “مايكروسوفت إيدج” بالرغم من مرتبته الثالثة في الحصة السوقية يعكس الجهود الكبيرة التي تبذلها شركة “مايكروسوفت” لتحقيق التفوق والتميز في هذا المجال، ومن المؤكد أننا سنشهد المزيد من التطورات والابتكارات من جانب هذا المتصفح في المستقبل، مما سيجعله قوة محركة في سباق البحث عن المستخدمين والاستحواذ على قلوبهم وعقولهم في عالم الإنترنت المتجدد.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.
5 1 صوت
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات