استمع إلى المقال

لا شك في أهمية قطاع الإعلان عبر الإنترنت، لكن هل يستطيع الذكاء الاصطناعي تغيير المشهد الإعلاني بشكل كلي، وما هي الفوائد والقدرات التي توفرها هذه التقنية الجديدة لكي يصبح الإعلان أكثر ذكاءً بمرور الوقت.

كما هو الحال في العديد من الصناعات، يغير استخدام الذكاء الاصطناعي الإعلانات بوتيرة سريعة، حيث يرى المستهلكون هذه التغييرات في الإعلانات المخصصة عبر متصفحات الويب، وروبوتات الدردشة التي تساعدهم في اتخاذ قرارات الشراء.

الذكاء الاصطناعي في الإعلانات يشير إلى محاكاة الذكاء البشري في الأجهزة المبرمجة للتفكير مثل البشر وتقليد الأفعال بناءً على المعلومات، حيث تستخدم هذه الأجهزة البيانات التاريخية للتعلم من التجارب السابقة واستخدامها لاتخاذ قرارات أكثر ذكاءً في المستقبل. 

من خلال الذكاء الاصطناعي، فإنه يمكن للمعلنين إنشاء تجارب أكثر تخصيصا واستهدافا للجمهور واتخاذ القرارات بشكل أسرع.

الذكاء الاصطناعي يُغيّر الإعلانات الرقمية

بعد فترة وجيزة من ظهور “ChatGPT” في العام الماضي واستحواذه على العناوين الرئيسية لقدرته على الظهور كإنسان عند الإجابة على استفسارات المستخدمين، بدأ خبراء التسويق الرقمي بتجربة روبوت الدردشة، حيث راهنوا على إمكانية تغيير الذكاء الاصطناعي التوليدي للقطاع ككل. 

سواء كان الأمر يتعلق بالعناوين الرئيسية لإعلانات “فيسبوك” أو دعاية قصيرة من نسخة إعلانية، فإن المهام التي كان من الممكن أن تستغرق من 30 دقيقة إلى 60 دقيقية أصبحت الآن مهام لا تتعدى مدتها 15 دقيقة.

إلى جانب ذلك، فإن أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل (Midjourney)، التي تحول النصوص إلى صور، مفيدة للأشخاص الذين ليس لديهم خلفية في تصميم الرسوم، ويمكنها أن تساعد جنبا إلى جنب مع أدوات تحرير الرسوم الشائعة من “كانفا” و”فوتوشوب”.

بالرغم من أن الذكاء الاصطناعي التوليدي لا يزال حديث العهد، لكنه يشبه ظهور وسائل التواصل الاجتماعي من حيث تأثيره بصناعة الإعلانات الرقمية. 

منصات التواصل الاجتماعي، مثل “فيسبوك” و”توتير”، أتاحت للمعلنين استهداف المستهلكين بناء على ما يحبونه وأصدقائهم واهتماماتهم، بينما يمنح الذكاء الاصطناعي التوليدي المعلنين في الوقت الحالي القدرة على إنشاء رسائل ومرئيات مصممة خصيصا في بناء الحملات.

الخطوة المنطقية التالية للإعلانات

خبراء التسويق الرقمي ليسوا الوحيدين الذين ينظرون إلى التطورات المتسارعة في هذا المجال، حيث تراهن شركات “ميتا” و”ألفابت” و”أمازون” على أن هذه التقنية قد تصبح عنصرا أساسا للنشاط التجاري. 

هذه الشركات طرحت مؤخرا منتجات أو أعلنت عن خطط لتطوير أدوات متنوعة لمساعدة الأنشطة التجارية في إنشاء رسائل وصور ومقاطع فيديو بسهولة أكبر للمنصات.

جهود “جوجل” المتسارعة لإضافة تقنية الذكاء الاصطناعي التوليدي إلى منتجاتها الأساسية تشق طريقها إلى عالم الإعلانات، حيث أعطت الشركة الضوء الأخضر لخطط استخدام هذه التقنية من أجل أتمتة الإعلانات وخدمات المستهلك المدعومة بالإعلانات.

نتيجة لذلك، كشفت الشركة في شهر أيار/مايو الماضي عن (PaLM 2)، وتخطط لاستخدام الأدوات العاملة بواسطة (PaLM 2) من أجل السماح للمعلنين بإنشاء أصول وسائط واقتراح مقاطع فيديو على صناع المحتوى عبر “يوتيوب” لإنشائها.

بينما تبني “أمازون” فريقا للعمل على أدوات الذكاء الاصطناعي التي تنشئ صورا ومقاطع فيديو للتجار لاستخدامها في الحملات الإعلانية عبر منصتها، بحيث تساعد هذه الجهود في تنويع أعمالها الإعلانية.

في شهر أيار/مايو الماضي، أعلنت “ميتا” عن مجموعة من أدوات الذكاء الاصطناعي المصممة لمساعدة المعلنين في استخدام برامج الذكاء الاصطناعي التوليدي بسهولة أكبر لإنشاء صور خلفية وتجربة نسخة إعلانية مختلفة.

إلى جانب ذلك، قدمت الشركة أيضا تحديثات لخدمة (Meta Advantage)، التي تستخدم التعلم الآلي لتحسين كفاءة الإعلانات التي يتم عرضها عبر تطبيقاتها الاجتماعية المختلفة، حيث تروج الشركة للخدمة بصفتها طريقة للشركات للحصول على أداء أفضل من حملاتها بعد أن حد تحديث خصوصية “iOS” من “أبل” من قدرتها على تتبع المستخدمين عبر الإنترنت.

بالرغم من أن هذه المنتجات لا تزال ضمن المراحل التجريبية، لكن خبراء الإعلانات أوضحوا أن الذكاء الاصطناعي التوليدي، ككل، يمثل الخطوة المنطقية التالية في الإعلان المستهدف عبر الإنترنت.

مع التحسن المستمر، يتوقع خبراء الإعلانات أن تتمكن شركة دراجات، على سبيل المثال، من استهداف مستخدمي “فيسبوك” في ولاية يوتا من خلال رسومات مصممة بواسطة الذكاء الاصطناعي لأشخاص يركبون الدراجات عبر الأخاديد الصحراوية، بينما يمكن عرض راكبي الدراجات في سان فرانسيسكو على جسر البوابة الذهبية، حيث يمكن تصميم نص الإعلان بناء على عمر الشخص واهتماماته.

ختاما، في الوقت الحالي، تستخدم وكالات الإعلانات والشركات الكبرى الذكاء الاصطناعي التوليدي في الغالب للمشاريع التجريبية أثناء انتظار تطور التكنولوجيا. لكن صناعة الإعلانات مستمرة في التطور مع تزايد الرقمنة في العالم، وهناك الكثير من الفرص للمعلنين للاستفادة من التقنية الموجودة، حيث يغير الذكاء الاصطناعي مجال الإعلان ويخلق فرصا ذات فائدة أكبر.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.
1 1 صوت
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات