استمع إلى المقال

لا شك في أن بناء الروبوتات البشرية المفيدة هو حلم هندسي عمره عقود مستوحى من الخيال العلمي الشعبي، لكن هل نحن بحاجة إلى مثل هذه الروبوتات التي تشبه الإنسان.

السباق نحو الروبوتات البشرية

شركة “Agility Robotics” لديها روبوت يسمى “Digit” يتمحور حول الإنسان، وليس روبوتا بشريا، وهو تمييز يهدف إلى التأكيد على ما يفعله مقارنة بما يحاول أن يكون.

ما يفعله “Digit” في الوقت الحالي هو التقاط الصناديق ونقلها، إذ أعلنت “أمازون” في شهر تشرين الأول/أكتوبر أنها تبدأ في اختبار روبوتات “Digit” لاستخدامها في مستودعاتها، وافتتحت “Agility Robotics” مصنعا في ولاية أوريغون في شهر أيلول/سبتمبر لإنتاج الروبوت بكميات كبيرة.

هذا الروبوت يأتي برأس يحتوي على كاميرات وأجهزة استشعار أخرى وعيون متحركة وجذع يعمل بشكل أساسي كمحرك له.

له ذراعان وساقان، لكن أرجله تشبه الطيور أكثر من الإنسان، مع مظهر ركبتيه المقلوبتين الذي يشبه ما يسمى بالحيوانات ذات الأصابع، مثل الطيور والقطط والكلاب التي تمشي على أصابع قدميها بدلا من الأقدام المسطحة.

صانعو الروبوتات المنافسون، مثل “Figure“، يتخذون نهجا أكثر نقاء بشأن فكرة أن الروبوتات البشرية الحقيقية هي وحدها القادرة على التنقل بفعالية في أماكن العمل والمنازل والمجتمع المبني للبشر.

“Figure” تخطط للبدء بحالة استخدام بسيطة نسبيا، كما هو الحال في مستودع البيع بالتجزئة، لكنها تهدف إلى إنشاء روبوت تجاري لأداء مهام متعددة لتولي عمل البشر وفقا لمعدلات المواليد تراجع في جميع أنحاء العالم.

بريت أدكوك، الرئيس التنفيذي لشركة “Figure”، أشار إلى عدم وجود عدد كاف من الأشخاص الذين يقومون بهذه الوظائف، لذا فإن السوق ضخم.

إذا تمكنت “Figure” من جعل الروبوتات البشرية تقوم بعمل لا يرغب البشر في القيام به بسبب النقص في البشر، فيمكنها بيع الملايين من هذه الروبوتات.

مع ذلك، لا تمتلك “Figure” في الوقت الحالي نموذجا أوليا جاهزا للتسويق، حيث أنها تأسست منذ أكثر من عام بقليل، وجمعت عشرات الملايين من الدولارات، مع أنها كشفت مؤخرا عبر مقطع فيديو مدته 38 ثانية عن روبوت يسير عبر منشأة الاختبار الخاصة بها في كاليفورنيا.

في الوقت نفسه، يحاول الرئيس التنفيذي لشركة تيسلا، إيلون ماسك، بناء روبوت بشري يسمى “Optimus” من خلال قسم الروبوتات في شركة صناعة السيارات الكهربائية، لكن العرض المباشر الذي تم تقديمه في العام الماضي لم يثير إعجاب الخبراء في مجال الروبوتات.

بينما كشفت شركة “Apptronik” عن روبوتها البشري “Apollo” في عرض فيديو في شهر آب/أغسطس.

التطوير مستمر

في حين أن الذكاء الاصطناعي قد أثار موجة أخرى من الاستثمارات في السعي لبناء الروبوتات البشرية، فإن معظم النماذج الأولية الحالية غير عملية، وتبدو أفضل في العروض منها في الحياة الحقيقية.

هذا الأمر لم يمنع حفنة من الشركات الناشئة من الاستمرار في ذلك التي تحاول صنع روبوتات يمكنها العمل في المساحات البشرية.

هذا الاهتمام والمال الذي تم ضخه في صنع آلات غير مألوفة تشبه البشر قد يجعل المشروع برمته يبدو وكأنه هواية غير مجدية بالنسبة للتقنيين الأثرياء، لكن بالنسبة لبعض رواد الروبوتات ذات الأرجل، فإن الأمر كله يتعلق بما تتعلمه أثناء الرحلة.

مسألة تطوير الروبوتات البشرية لا تتعلق بالتصميم والتشغيل فحسب، بل أيضا بكيفية استجابة الناس لها، وبالتقنيات الأساسية المهمة للتنقل والبراعة والإدراك والذكاء، إذ إن طريق التنمية في بعض الأحيان لا يكون مستقيما.

بعض الشركات الناشئة الهادفة إلى صنع آلات شبيهة بالإنسان ركزت على تحسين براعة الأصابع الآلية قبل محاولة جعل الروبوتات تمشي، إذ إن المشي ليس المشكلة الأصعب الواجب حلها بشأن الروبوتات البشرية، بل المشكلة الأصعب هي مشكلة فهم العالم.

النماذج الحالية من الروبوتات قادرة على أداء الكثير من المهام المختلفة، الأمر الذي يمثل خطوات مبكرة نحو المهمة الطويلة الأمد المتمثلة في جعل الروبوتات تدرك العالم المادي.

ختاما، فإن المسيرة المستمرة أدت إلى تطوير روبوت جديد ليس روبوتا بشريا، لكن لديه العديد من خصائص الإنسان، وساعدت التغييرات المتواصلة في ظهور روبوت جديد يمكنه التعامل مع الأمور بشكل أسرع، ويمكنه العمل لساعات أطول، ويمكنه العمل في مساحات ضيقة، مثل الشاحنة.

لذا، فإن الأبحاث المتعلقة بالروبوتات البشرية لم تؤدي بعد إلى ظهور هذه النوعية من الروبوتات، بل أدت إلى إنشاء روبوت غير بشري مفيد، وخلال 10 أو 20 عاما، قد ترى هذه الروبوتات في كل مكان، بحيث تصبح الروبوتات التي تتمحور حول الإنسان جزءا من حياة الإنسان.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات