استمع إلى المقال

لا شك في أن النهج المُتحفظ إلى حد كبير الذي سارت عليه “أبل” على مدار السنوات العديدة الماضية أكسبها الكثير، لكن هل يُعتبر هذا النهج مناسبا في الوقت الحالي، وهل الشركة قادرة على تغييره لمواكبة المنافسة الشرسة في المجالات الجديدة، مثل الذكاء الاصطناعي.

وسط ظهور نماذج اللغات الكبيرة المُشغلة لروبوت الدردشة العامل بالذكاء الاصطناعي “ChatGPT“، فإن “أبل” تناضل من أجل مواكبة ميزات الذكاء الاصطناعي والابتكار.

نتيجة لذلك، يبذل جون جياناندريا، رئيس الذكاء الاصطناعي في الشركة منذ عام 2018، جهودا لتنظيم مجموعات الذكاء الاصطناعي المجزأة وجعل الشركة أكثر قدرة على المنافسة مع شركات، مثل “جوجل”، التي جاء منها جياناندريا.

لكن هناك العديد من الأسباب التي تعوق التقدم السريع المحتمل للشركة في مجال الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك الفرق الداخلية الفوضوية، والبطء في اتخاذ القرارات، والتخبط الواسع بشأن “سيري”، المساعد الصوتي للشركة الذي ظهر خلال ذروة “آيفون”. 

“سيري” مثّل بالنسبة لمعظم الناس العاديين مدخلا مبكرا إلى الذكاء الاصطناعي قبل ظهور روبوتات الدردشة المتطورة، لكن في أعقاب ظهور “ChatGPT”، أصبح المستخدمون يقارنون بينه وبين روبوت شركة “OpenAI”.

هذه المقارنة أوضحت بشكل جلي أن “سيري” لا يضاهي “ChatGPT” من حيث الذكاء وغير قادر على منافسته. إلى جانب ذلك، فإن “سيري” تخلف عن منافسيه التقليديين من “جوجل” و”أمازون” من حيث الدقة والميزات. 

في دراسة حديثة أجرتها منصة “VoiceBot”، احتل “سيري” المرتبة الأخيرة من بين أفضل 5 مساعدين صوتيين.

بداية الحكاية

في شهر تشرين الثاني/نوفمبر من العام الماضي، خسرت شركة “أبل” 3 من مهندسي الذكاء الاصطناعي، حيث أن السبب المحدد لمغادرة أناند شوكلا وسرينيفاسان فينكاتاشاري وستيفن بيكر كان غير معروف.

هؤلاء المهندسون كانوا يعملون بالأصل في شركة “جوجل”، لكن غادروها لتأسيس الشركة الناشئة “Laserlike”، التي تركز على محركات البحث المخصصة وتلتزم بتطوير الذكاء الاصطناعي، والتي استحوذت عليها “أبل” لاحقا لمساعدتها في تطوير محرك بحثها.

في ذلك الوقت، لم يكن “ChatGPT” قد ظهر بعد، وكان التركيز على المكان الذي قد يصل إليه محرك بحث “أبل”.

لكن خلال عام 2022 الفائت، غادر أناند شوكلا وسرينيفاسان فينكاتاشاري وستيفن بيكر “أبل” وعادوا إلى “جوجل”، وذلك لأنهم يعتقدون أن عملاقة البحث هي المكان الأفضل لتطوير النماذج اللغوية الكبيرة القادرة على فهم اللغة وتوليد ردود شبيهة بالبشر.

أناند شوكلا وسرينيفاسان فينكاتاشاري وستيفن بيكر يعملون الآن ضمن جهود “جوجل” لتقليل تكلفة التدريب وتحسين دقة النماذج اللغوية الكبيرة والمنتجات القائمة على هذه النماذج.

انتقال هؤلاء المهندسين أثار القلق، حيث أرادتهم “جوجل” بشدة لدرجة أن رئيسها التنفيذي، سوندار بيتشاي، استحوذ شخصيا على المجموعة، بينما حاول تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة “أبل، إقناعهم بالبقاء، لكنه فشل في ذلك.

نهج “أبل” المحافظ

بالنظر إلى اتباعها لنهج متحفظ، بالإضافة إلى الارتباك التنظيمي الداخلي، فإن تطوير الذكاء الاصطناعي ضمن “أبل” متوقف بشدة، حيث يعيش فريق تطوير “سيري” في حالة من الفوضى منذ عام 2018.

السبب الرئيسي لذلك هو التنافس بين كبار القادة والمناقشة المحتدمة حول المكان الذي يجب أن يصل إليه مساعدو الذكاء الاصطناعي.

قادة فريق “سيري” لم يرغبوا باستثمار الكثير من الأموال في تحليل استخدام المساعد الصوتي، ولا يعرف المهندسون المزيد من التفاصيل حول استخدام “سيري”، مثل عدد المستخدمين الذين يستخدمونه وعدد مرات استخدامه.

كما أن بيانات “سيري” التي تم الحصول عليها من فريق تحليل البيانات لم تُستخدم بشكل مناسب.

إلى جانب ذلك، فإن المشاكل الأعمق تنعكس في البحث والتطوير التكنولوجي والحكم، حيث جاء “سيري” بتصميم ثقيل جعل إضافة ميزات جديدة مسألة تستغرق وقتا طويلا، ومن الصعوبة بمكان إضافة كلمة إلى قاعدة البيانات. 

نتيجة لذلك، فإن التحديثات التي تبدو بسيطة، مثل إضافة بعض العبارات الجديدة إلى مجموعة البيانات، تتطلب إعادة بناء قاعدة البيانات بأكملها، التي قد تستغرق ما يصل إلى 6 أسابيع.

في حين قد تستغرق إضافة ميزات أكثر تعقيدا مثل أدوات البحث الجديدة ما يقرب من عام، وهذا يعني أنه لا يمكن لـ “سيري” أن يصبح مساعدا إبداعيا مثل “ChatGPT”.

المسؤولون التنفيذيون في “أبل” رفضوا اقتراحا بالسماح لـ “سيري” بإجراء محادثات طويلة لأنه يجعل المحادثات غير قابلة للسيطرة ومبهمة.

كما أن نهج “أبل” بشأن الخصوصية والأمان خلق تحديات لتحسين “سيري”، حيث تضغط الشركة من أجل تنفيذ المزيد من وظائف المساعد الصوتي عبر الجهاز.

من ناحية أخرى، تجمع “OpenAI” محتوى دردشة المستخدم لتدريب النموذج بشكل مستمر من أجل تحسين الأداء.

التناقضات موجودة

من أجل منع “سيري” من توفير ردود غير منطقية، فإن الشركة تفضل أن تكون الردود مكتوبة مسبقا من قبل فريق بشري مكون من نحو 20 كاتبا، بدلا من أن تكون مكتوبة بواسطة الذكاء الاصطناعي.

نتيجة لذلك، في عام 2019، اصطدم فريق التطوير، الذي يطور الميزة التي تستخدم مواد من الويب للإجابة على الأسئلة، مع فريق التصميم حول مدى دقة الردود، حيث طلب الأخير بمعدل دقة شبه مثالي قبل إصدار الميزة.

لكن فريق التطوير حاول لشهور إقناع فريق التصميم بأنه لا يلزم التحقق من كل سؤال من قبل إنسان، لأن هذا القيد يجعل من المستحيل توسيع نطاق “سيري” للإجابة على العدد الهائل من الأسئلة التي طرحها المستخدمون.

مع ذلك، رفض فريق التصميم بشكل متكرر السماح للمساعد الصوتي بالإجابة على الأسئلة، مما جعل فريق التطوير غير قادر على التعامل مع قيود النموذج.

بالمثل، رفض فريق التصميم بشكل متكرر الميزة التي مكنت المستخدمين من الإبلاغ عن مشكلة أو أمر يتعلق بمحتوى إجابة “سيري”، مما منع فريق التطوير من فهم الأخطاء، لأن فريق التصميم أراد أن يظهر “سيري” بأنه يعرف كل شيء.

كما كانت هناك أيضا قرارات محددة لاستبعاد معلومات مثل أسعار “آيفون” من “سيري” لدفع المستخدمين مباشرة إلى الشركة بدلا من ذلك.

في عام 2019، استكشف فريق “سيري” مشروعا لإعادة كتابة المساعد الصوتي من البداية، الذي يحمل الاسم الرمزي “Blackbird”.

هذا المشروع سعى إلى تطوير نسخة مبسطة من “سيري” تسمح لمطوري التطبيقات بإنشاء ميزات بالاعتماد عليها وتشغيلها عبر “آيفون” بدلا من السحابة لتحسين الأداء والخصوصية.

العرض التجريبي لـ “Blackbird” كان جيدا بسبب فائدته واستجابته، مع ذلك، فإن “Blackbird” تنافس مع مشروع آخر يحمل الاسم الرمزي “Sir X”، الذي كان يهدف إلى نقل معالجة ‌”سيري” عبر الجهاز لأسباب تتعلق بالخصوصية، دون الوظيفة المعيارية المبسطة لـ “Blackbird”.

نتيجة لذلك، جرى نقل المئات من موظفي فريق “Blackbird” إلى مشروع “Sir X”، وانتهى مشروع “Blackbird” الطموح لجعل “سيري” أكثر قدرة.

في الآونة الأخيرة، أصيبت المجموعة التي تطوّر نظارة الواقع المختلط بخيبة أمل من العروض التوضيحية التي قدمها فريق “سيري” حول كيفية تحكم المساعد الصوتي بالنظارة، لدرجة أن المجموعة فكرت بتطوير طريقة بديلة للتحكم الصوتي بالنظارة باستخدام الأوامر الصوتية لأن “سيري” اعتُبر غير مرضٍ.

التفكير بطريقة مختلفة

نهج “أبل” بشأن الذكاء الاصطناعي ركز بشكل حصري تقريبا على التطبيقات العملية في ميزات “آيفون”، حيث ينصب التركيز على استخدام التعلم الآلي لتحسين اكتشاف راحة اليد عبر “آيباد”، ومنح مستخدمي “آيفون” طرقا أكثر دقة لتحرير الصور، وتحسين الاقتراحات في تطبيقات الشركة الموجهة نحو المحتوى، من بين أشياء أخرى مماثلة.

هذا المسار مختلف عن التجريب والابتكار الطموح الذي تنتهجه الشركات المنافسة، مثل “جوجل” و”مايكروسوفت” و”OpenAI”، حيث تسعى “أبل” إلى استخدام الذكاء الاصطناعي كأداة لتحسين تجربة المستخدم، وليس لإعادة اختراع ما هو موجود أو تم إنجازه أو تغيير الصناعات القائمة.

نتيجة لذلك، كبحت القيادة العليا للشركة الجهود الحثيثة داخل مجموعة الذكاء الاصطناعي خوفا من رؤية منتجات مثل “سيري” تقدم نفس الأنواع من الأخطاء الواقعية المحرجة أو السلوك غير المنضبط الذي فعله “ChatGPT” وأمثاله.

بعبارة أخرى، “أبل” ليست حريصة على التسامح مع ما يسميه الكثير من العاملين في مجال أبحاث الذكاء الاصطناعي وتطوير المنتجات “الهلوسة”.

ردود “سيري” ليست إنتاجية بل مكتوبة من قبل الإنسان وينظمها الإنسان، حيث ترددت قيادة “أبل” بالسماح للمطورين بدفع المساعد الصوتي نحو المحادثات المفصلة لأنها ترى أن هذه المحادثات تستحوذ على الانتباه أكثر من كونها مفيدة، و”آبل” قلقة من أن تكون مسؤولة عن الإجابات السيئة.

علاوة على ذلك، ركزت “أبل” على تشغيل ميزات الذكاء الاصطناعي عبر أجهزة المستخدمين، لأن ذلك يتيح أوقات استجابة أسرع وبسبب التزام الشركة العام بخصوصية المستخدم. مع ذلك، بدأ مهندسو “أبل” العمل على بعض المميزات الرئيسية التي تعتمد على النماذج اللغوية الكبيرة.

الكفاح من أجل المواكبة

الفوضى الداخلية التي تعرّض لها العديد من الموظفين السابقين كانت واضحة بشكل خاص في عامي 2018 و 2019. هذه الفترة تزامنت أيضا مع عدة تغييرات كبيرة في فريق الذكاء الاصطناعي في “أبل”.

في عام 2018، أنشأت الشركة فريقا جديدًا للذكاء الاصطناعي، عبر دمج فرق تعلم الآلة و”سيري”، بقيادة جون جياناندريا، الذي يقدّم التقارير مباشرة إلى تيم كوك.

جياناندريا عمل في “جوجل” لمدة 8 سنوات قبل أن ينضم إلى “أبل”، وهو المسؤول عن إستراتيجية التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي على مستوى الشركة، بالإضافة إلى تطوير التكنولوجيا لتعلم الآلة و”سيري”.

لكن جياناندريا يكافح لمواكبة المنافسة مع التطور السريع في مجال الذكاء الاصطناعي، ويحاول إجراء إصلاح شامل لـ”سيري”، لكن من غير الواضح متى قد يتم إصدار ذلك. 

في سبيل ذلك، وظّفت “أبل” مواهب جديدة في مجال الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك باحثو الذكاء الاصطناعي السابقون في “جوجل”.

وفقا للمعلومات، فإن هناك عدة نواح من الممكن العمل عليها لتحسين التجربة، بما في ذلك فتح “سيري” أمام المطورين الخارجيين، الأمر الذي يسمح للمطورين بإنشاء مهارات وأوامر جديدة للمساعد الصوتي تجعله أكثر فائدة للمستخدمين.

إلى جانب ذلك، فإن الشركة بحاجة إلى تحسين دقة وموثوقية “سيري”، حيث غالبا ما يكون المساعد الصوتي غير دقيق وغير موثوق به، الأمر الذي يشكل إحباطا للمستخدمين، وهنا تحتاج “أبل” إلى تحسين الدقة والموثوقية إذا أرادت من المستخدمين الاعتماد عليه.

كما أن التكامل مع منتجات الشركة الأخرى يعطي المساعد الصوتي دفعة كبيرة، بحيث يجب أن يكون “سيري” قادرا على التحكم بجميع منتجات “أبل”، وليس أجهزة “آيفون” و”آيباد” فقط. هذا الأمر من شأنه أن يجعل المساعد الصوتي أكثر فائدة للمستخدمين ويشجع على استخدامه في كثير من الأحيان.

التحديات أمام تحسين “سيري”

هناك العديد من التحديات التي يواجهها جاناندريا عند محاولة تحسين المساعد الصوتي الذكي، بما في ذلك نهج “أبل” المختلف للذكاء الاصطناعي.

“أبل” تفضل تطوير تقنيتها للذكاء الاصطناعي، بينما يستخدم منافسوها خدمات الذكاء الاصطناعي من جهات خارجية. هذا الأمر جعل من الصعب على الشركة مواكبة وتيرة الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي.

إلى جانب ذلك، فإن هناك مشكلة مثّل في عدم وجود تكامل بين “سيري” ومنتجات “أبل” الأخرى، حيث لم يتم دمج المساعد الصوتي بشكل وثيق مع منتجات “أبل” الأخرى بالشكل الذي دمج فيه المنافسين المساعدات الصوتية مع أنظمتها البيئية. هذا يجعل من الصعب على المستخدمين استخدام “سيري” للتحكم بالأجهزة والوصول إلى المعلومات.

كما أن رحيل الأعضاء الرئيسيين في فريق “سيري” يمثّل تحدّيا رئيسيا، حيث غادر في خريف عام 2022 الماضي 3 أعضاء رئيسيين من فريق “سيري” شركة “أبل”، بما في ذلك رئيس فريق بحث “سيري”. حالات المغادرة هذه أدت إلى إعاقة جهود جاناندريا لتحسين المساعد الصوتي.

بالرغم من هذه التحديات، لا يزال جاناندريا، الذي تعرّض لانتقادات بسبب طريقة تعامله مع “سيري”، وطالب البعض باستبداله، متفائلا بشأن مستقبل “سيري”، حيث قال، “سيري لديه مجال للتحسين، وأبل ملتزمة بجعله أفضل مساعد صوتي في السوق”.

الفوز بالسباق ليس كل شيء

ليس هناك شك في أن “أبل” متخلفة عن منافسيها من الشركات التقنية في مجال ابتكارات الذكاء الاصطناعي الجديدة الجذرية، بالرغم من أن برامجها وأجهزتها تتضمن ميزات مدفوعة بالذكاء الاصطناعي التي تحسن تجربة المستخدم بطرق صغيرة ولكن ذات مغزى.

مع ذلك، هناك آراء توضح أن التطور السريع لروبوت الدردشة “ChatGPT” وأمثاله ونهج “مايكروسوفت” مع محرك بحث “بينغ” قد يكون متهورا، مع عواقب عواقب سلبية محتملة غير متوقعة، وقد يكون نهج “أبل” المحافظ هو الخطوة الصحيحة على المدى الطويل عندما يتعلق الأمر بتقليل العوامل الخارجية.

في الوقت الحالي، تزدهر “أبل” مقارنة بمعظم منافسيها، لكن التطورات الجديدة في الذكاء الاصطناعي قد تهدد موقعها على المدى الطويل. نتيجة لذلك، فإن الشركة بحاجة إلى التعامل عن قرب مع ميزات النماذج اللغوية الكبيرة.

لكن من غير المعروف حاليا ما إذا كانت “أبل” قد تتنازل عن التزامها بعدم وجود أخطاء تقريبا، أم أنها قد تخفف من البيروقراطية الإدارية في سبيل الحفاظ على قدرتها التنافسية.

بشكل عام، من المثير للاهتمام رؤية كيف يختلف نهج “أبل” في الذكاء الاصطناعي عن منافسيها، حيث يُعد تركيزها على تطوير تقنيتها للذكاء الاصطناعي استراتيجية محفوفة بالمخاطر، لكنها قد تؤتي ثمارها إذا تمكنت الشركة من تطوير منصة مبتكرة للذكاء الاصطناعي.

في النهاية، المنافسة في سوق المساعدات الصوتية شرسة، خاصة في الوقت الحالي، مع ظهور العديد من روبوتات الدردشة العاملة بالذكاء الاصطناعي، وتحتاج “أبل” إلى إجراء تحسينات كبيرة على “سيري” إذا أرادت أن تظل قادرة على المنافسة في هذا المجال.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات