استمع إلى المقال

تحت شعار “المنتجات التي تحبها أيضا تحب الكوكب”، تعمل شركة “أبل” منذ عام 2020 على أن تكون محايدة للكربون، ولديها خطة لتصبح محايدة للكربون من خلال سلسلة التوريد بأكملها ودورة حياة كل منتج بحلول عام 2030.

بحسب الشركة، فإن خلف كل منتج من منتجاتها خطة للمستقبل، ويتماشى هدفها المتمثل في صنع منتجات ذات تأثير خال من الكربون بحلول عام 2030 جنبا إلى جنب مع التزامها تجاه الأشخاص الأكثر تضررا من تغير المناخ والمجتمعات العالمية التي تبحث عن حلول وتتخذ إجراءات شاملة لمكافحتها.

فيما يلي الخطوط العريضة لخطة الشركة فيما يتعلق بالحياد الكربوني.

  • تصميم منخفض الكربون، تقلل الشركة تأثير الكربون ضمن منتجاتها من خلال زيادة المحتوى المعاد تدويره واستخدام المواد بشكل أكثر كفاءة وتقليل كمية الطاقة التي تستخدمها.
  • كفاءة الطاقة، تبحث الشركة عن المزيد من الطرق لزيادة كفاءة الطاقة عبر جميع متاجرها ومراكز بياناتها ومكاتبها ومواقع التصنيع.
  • الكهرباء المتجددة، تعمل عملياتها بواسطة الكهرباء المتجددة المولدة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح ومصادر أخرى متجددة، ويجري بحلول عام 2030 استخدام الطاقة النظيفة في صنع كل منتج من منتجاتها مع الأخذ في الحسبان استخدام العملاء للطاقة أيضا.
  • تجنب الانبعاثات المباشرة، تبحث الشركة عن حلول لتصنيع وشحن المواد والمكونات والمنتجات بطرق تقلل من الانبعاثات  المباشرة للغازات الدفيئة.
  • إزالة الكربون، تعمل الشركة على إزالة الكربون من الغلاف الجوي من خلال الاستثمار في الطبيعة، وذلك لمعالجة الانبعاثات التي لا يمكنها تجنبها بعد، مع دعم المجتمعات المحلية واستعادة التنوع البيولوجي.

صندوق الاستعادة لإزالة الكربون

في عام 2021، أنشأت الشركة صندوق الاستعادة لإزالة الكربون مع التزام يصل إلى 200 مليون دولار لتشجيع الاستثمار العالمي لحماية واستعادة النظم البيئية وتوسيع نطاق حلول إزالة الكربون الطبيعي.

هذا الصندوق هو جزء من خارطة الطريق الشاملة للشركة لتصبح محايدة للكربون لسلسلة التوريد بأكملها ودورة حياة كل منتج بحلول عام 2030.

من أجل زيادة جهودها، أعلنت الشركة عن توسع كبير في صندوق الاستعادة، حيث ضاعفت التزامها بتطوير مشاريع إزالة الكربون العالية الجودة والقائمة على الطبيعة. 

بينما تخطط الشركة للقضاء بشكل مباشر على 75 بالمئة  من الانبعاثات لسلسلة التوريد والمنتجات بحلول عام 2030، فإن الصندوق يساعد في معالجة نسبة الـ 25 بالمئة المتبقية التي لا يمكن للشركة تجنبها أو تقليلها باستخدام التكنولوجيا الحالية.

كيف تسير خطة "أبل" بشأن الحياد الكربوني؟

كجزء من التوسع، تستثمر “أبل” 200 مليون دولار إضافي في الصندوق، مع هدف إزالة مليون طن متري من ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي سنويا بحلول عام 2025، وهو ما يعادل كمية الوقود التي تستخدمها أكثر من 200 ألف سيارة ركاب.

في عام 2018، دخلت “أبل” في شراكة مع الحكومة المحلية ومنظمات الحفاظ على البيئة في كولومبيا لحماية واستعادة 27 ألف فدان من غابات المنغروف في البلاد.

كما تعاونت مع المنظمات المحلية في كينيا لاستعادة غابات السافانا، بينما تهدف استثماراتها في البرازيل وباراغواي إلى استعادة 150 ألف فدان من الغابات المستدامة وحماية 100 ألف فدان إضافية من الغابات المحلية والأراضي العشبية والأراضي الرطبة.

قد يهمك: الحق في إصلاح الهواتف المحمولة.. هل المبادرة مهمة حقاً؟

السندات الخضراء

للمساعدة في تسريع تقدم الطاقة النظيفة في جميع أنحاء العالم، أنفقت “أبل” أكثر من 3.2 مليار دولار من التزامها المسمى “السندات الخضراء” البالغ قيمته 4.7 مليار دولار على المشاريع التي من المتوقع أن تخفف أكثر من 13.5 مليون طن متري من ثاني أكسيد الكربون على مدار حياتها.

منذ عام 2015، ساعد برنامج الطاقة النظيفة موردي التصنيع على التحول إلى الكهرباء المتجددة المولدة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وغيرها من المشاريع المتجددة.

بحلول عام 2019، توسّعت الطاقة المتجددة التشغيلية عبر سلسلة التوريد العالمية للشركة خمس مرات، وبلغ إجماليها الآن 13.7 جيجاوات. 

هذا يعادل 17.4 مليون طن متري من انبعاثات الكربون التي تم تجنبها في العام الماضي، أي ما يعادل إزالة ما يقرب من 3.8 مليون سيارة من الطريق.

كما تدعم الشركة نحو 1.5 جيجاوات من الكهرباء المتجددة حول العالم لتشغيل جميع مكاتبها ومراكز بياناتها ومتاجرها في 44 دولة.

في حين استثمرت الشركة في ما يقرب من 500 ميجاوات من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في الصين واليابان لمعالجة انبعاثات سلسلة التوريد.

في العام الماضي، دعت الشركة مورديها إلى أن يصبحوا محايدين للكربون في جميع العمليات المتعلقة بها بحلول عام 2030، بما في ذلك جميع الانبعاثات المباشرة والمتعلقة بالكهرباء. 

عمليات إزالة الكربون تساعد في تحقيق هذا الهدف من خلال تعويض أي انبعاثات مباشرة لا يمكن تجنبها أو تقليلها.

من المتوقع تقليل الانبعاثات من خلال الانتقال إلى الطاقة المتجددة، وتحسين كفاءة الطاقة، وتخفيف الانبعاثات المباشرة.

في عام 2021، أنتجت الطاقة المتجددة في سلسلة التوريد 18.3 مليون ميجاوات ساعي من الطاقة النظيفة، مما أدى إلى تجنب ما يقرب من 14 مليون طن متري من انبعاثات الكربون. 

خلال العام الماضي، انضم أكثر من 40 من شركاء التصنيع إلى برنامج الطاقة النظيفة لمورّديها. 

بينما أعلنت الشركة هذا العام عن التزام أكثر من 250 من شركاء التصنيع يعملون في 28 دولة بتشغل مرافق إنتاج منتجات “أبل” بالطاقة المتجددة بحلول عام 2030.

في الوقت نفسه، تشكل الكهرباء التي يستخدمها العملاء لتشغيل أجهزة “أبل” 22 بالمئة من بصمتها الكربونية. 

نتيجة لذلك، فإن تصمم المنتجات التي تتطلب طاقة أقل يمثل إحدى الطرق الرئيسية التي يمكنها من خلالها تقليل تأثير الكربون، حتى أثناء استخدامها.

بينما تدير البرامج والمكونات الموفرة للطاقة في أجهزتها كمية الطاقة التي تستهلكها بذكاء.

المواد المعاد تدويرها

في إطار أحدث جهودها لجعل جميع منتجاتها محايدة للكربون بحلول نهاية العقد، أعلنت “أبل” عن تسريع كبير في عملها لتوسيع نطاق المواد المعاد تدويرها عبر منتجاتها، بما في ذلك هدف 2025 الجديد لاستخدام الكوبالت المعاد تدويره في جميع البطاريات التي صممتها.

كيف تسير خطة "أبل" بشأن الحياد الكربوني؟

على مدار السنوات الثلاث الماضية، توسعت “أبل” بشكل كبير في استخدام الكوبالت المعاد تدويره، مما جعل من الممكن تضمينه في جميع البطاريات بحلول عام 2025. 

في عام 2022، جاء ربع الكوبالت الموجود في منتجاتها من مواد معاد تدويرها، بالمقارنة مع نسبة 13 بالمئة في عام 2021.

كما وسعت الشركة في العام الماضي استخدامها للعناصر الأرضية النادرة المعاد تدويرها، حيث انتقلت من نسبة 45 بالمئة  في عام 2021 إلى نسبة 73 بالمئة في عام 2022.

منذ إدخال العناصر الأرضية النادرة المعاد تدويرها لأول مرة في محرك “Taptic” لهاتف “آيفون 11″، وسعت “أبل” استخدامها للمواد عبر أجهزتها، بما في ذلك جميع المغناطيسات الموجودة في أحدث نماذج آيفون وآيباد وماك وماك بوك. 

بالنظر إلى أن المغناطيس هو أكبر استخدام للشركة بالنسبة للمعادن النادرة، فإن الهدف الجديد لعام 2025 يعني إعادة تدوير جميع العناصر الأرضية النادرة في منتجاتها.

كجزء من الجدول الزمني الجديد المتسارع، تستخدم جميع لوحات الدوائر المطبوعة المصممة بواسطة الشركة طلاء الذهب المعاد تدويره بحلول عام 2025، ويتضمن ذلك اللوحات الصلبة، مثل لوحة المنطق الرئيسية واللوحات المرنة، مثل تلك المتصلة بالكاميرات أو الأزرار في آيفون. 

كيف تسير خطة "أبل" بشأن الحياد الكربوني؟

ضمن تشكيلة “آيفون 13″، استخدمت الشركة الذهب المعاد تدويره في طلاء لوحة المنطق الرئيسية.

بينما وسعت استخدام المواد المعاد تدويرها في المكونات والمنتجات إضافية، بما في ذلك الكاميرات في تشكيلة “آيفون 14” ولوحات الدوائر المطبوعة في “آيباد” وماك بوك برو” وماك ميني” و”Apple Watch” و”AirPods Pro” و”HomePod”.

في السنوات الأخيرة، توسع استخدامها للقصدير المعاد تدويره ليشمل لحام العديد من لوحات الدوائر المطبوعة المرنة عبر منتجاتها. 

في العام الماضي، جاءت نسبة 38 بالمئة  من جميع القصدير المستخدم من مصادر معاد تدويرها، كما يجري استخدام القصدير المعاد تدويره عبر المزيد من المكونات.

هذا التقدم السريع يجعل “أبل” أقرب إلى هدفها لجعل جميع منتجاتها مصنوعة من المواد المعاد تدويرها والمتجددة، ويعزز هدف الشركة لعام 2030 بجعل كل منتج محايد للكربون.

قد يهمك: تراجع مبيعات أجهزة كمبيوتر “أبل” بنسبة 40 بالمئة.. ما هي الأسباب؟

التخلص من البلاستيك

من أجل التخلص من نسبة 4 بالمئة  المتبقية من البلاستيك في صناديق التعبئة والتغليف، فإن الشركة طورت بدائل الألياف لمكونات التغليف.

كما طورت في العام الماضي طابعة مخصصة لإدخال الطباعة الرقمية مباشرة عبر صناديق “آيفون 14” و”آيفون 14 برو”، مما يلغي الحاجة إلى معظم الملصقات. 

في حين حل ورنيش الطباعة المتراكب الجديد الموجود في صناديق “iPad Air” و”iPad Pro” و”Apple Watch Series 8″ محل التصفيح البلاستيكي البولي بروبلين الموجود في الصناديق ومكونات التغليف.

هذه التغييرات ساعدت في تجنب أكثر من 1100 طن متري من البلاستيك وأكثر من 2400 طن متري من ثاني أكسيد الكربون.

توريد المواد الأولية والمعاد تدويرها

في عام 2016، نشرت “أبل” قائمة بمعامل تكرير الكوبالت في سلسلة توريدها للبطاريات، وتبعتها في عام 2020 بقائمة تتضمن معامل تكرير الليثيوم في سلسلة توريدها للبطاريات.

بينما حددت في عام 2017 سلسلة توريدها للمعادن النادرة، في حين شارك كل مصهر ومصفاة محددة للقصدير والتنغستن والتنتالوم والذهب منذ عام 2015 في عمليات تدقيق مستقلة من طرف خارجي.

في سبيل الانتقال إلى المحتوى المعاد تدويره والمتجدد، أعطت “أبل” الأولوية لمجموعة من المواد بالاعتماد على البيئة وحقوق الإنسان وتأثير التوريد الذي يمثل معا ما يقرب من 90 بالمئة  من المواد المشحونة في منتجاتها.

في عام 2022، جاء نحو 20 بالمئة من جميع المواد المشحونة في منتجاتها من مصادر معاد تدويرها أو متجددة. 

تضمن ذلك الاستخدام الأول للرقائق النحاسية المعاد تدويرها في لوحة المنطق الرئيسية لجهاز “آيباد” من الجيل العاشر، وإدخال الفولاذ المعاد تدويره المعتمد في غلاف بطارية “ماك بوك إير” المزود بشريحة M2.

إلى جانب استخدام التنغستن المعاد تدويره في أحدث تشكيلة “Apple Watch”، وتصنيع ملحقات الألمنيوم الموجودة في العديد من منتجاتها من سبائك الألومنيوم المعاد تدويرها.

من خلال إزالة الشواحن من صناديق تشكيلة “آيفون 12″، فإن الشركة تقدر أنها تجنبت تعدين أكثر من 550 ألف طن متري من خامات النحاس والقصدير والزنك.

كما تجنبت أكثر من 2 مليون طن متري من انبعاثات الكربون، أي ما يعادل إزالة 500 ألف سيارة من الطريق لمدة عام.

بينما يتيح لها استخدام صناديق أصغر حجما وأخف وزنا توفير ما يصل إلى 70 بالمئة من صناديق “آيفون” لكل منصة نقالة للشحن، مما يساعد في تقليل بصمتها الكربونية بشكل أكبر. 

قد يهمك: شريحة “M3” تقدم زيادة كبيرة في الأداء.. كيف حصل ذلك؟

كيف تسير خطة "أبل" بشأن الحياد الكربوني؟

مستقبل إعادة التدوير

بالاعتماد على هدفها، فإن “أبل” تطور طرق لإعادة استخدام المواد الموجودة في منتجاتها عبر التفكيك والاستعادة.

ضمن هذا المجال، فإن روبوت الشركة لتفكيك أجهزة “آيفون” المسمى “Daisy” قادر على فصل البطاريات عن المكونات الأخرى من أجل إعادة التدوير واستعادة الكوبالت والمواد الأخرى، بما في ذلك الليثيوم. 

منذ عام 2019، تقدر الشركة أنه جرى استرداد أكثر من 11 ألف كيلوغرام من الكوبالت من البطاريات التي استخرجها “Daisy”، كما يساعد الروبوت في استعادة العناصر الأرضية النادرة عن طريق تفكيك محركات Taptic.

إلى جانب ذلك، نشرت “أبل” أنظمة الواقع المعزز القائمة على أجهزة العرض لشركاء إعادة التدوير، حيث  يرشد النظام الخبراء إلى كيفية تفكيك الأجهزة من خلال عرض صور الفيديو مباشرة على سطح العمل. 

كما تنشر الشركة أدلة إعادة التدوير للقائمين بإعادة التدوير العالمية لزيادة كفاءة استعادة المواد مع الحفاظ على صحة الإنسان وسلامته.

بالنظر إلى أن المواد المعاد تدويرها والمتجددة تساهم في تقليل البصمة الكربونية لكل منتج، فإن الاسترداد المعزز يجعل “أبل” أقرب إلى هدفها المتمثل في أن تكون محايدة الكربون عبر سلسلة التوريد بأكملها ودورة حياة كل منتج بحلول عام 2030.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات