لماذا استغرقت “أبل” 7 أعوام لدخول عالم الواقع المعزّز؟

لماذا استغرقت “أبل” 7 أعوام لدخول عالم الواقع المعزّز؟
استمع إلى المقال

على مر السنين، استمرت شركة “أبل” في دفع حدود التكنولوجيا من خلال منتجاتها المبتكرة مثل “آيفون” و”آيباد” و”ماك بوك”. 

من الواضح أن الشركة قررت دخول عالم الواقع المعزز بشكل فعلي، لكن هذا الأمر استغرق منها قرابة 7 سنوات.

“أبل” تطور تقنياتها للواقع المعزز منذ عدة سنوات، وتعمل تدريجياً على بناء قدراتها وخبراتها في هذا المجال. ومع ذلك، فإن تطوير وإدخال تقنية جديدة إلى السوق هي عملية معقدة تتطلب موارد وأبحاث وتطوير كبير. 

كما أن التأكد من أن التكنولوجيا الجديدة قوية وموثوقة وقابلة للدمج بسهولة في النظام البيئي الحالي للأجهزة والبرامج من “أبل” تستغرق بعض الوقت.

بالإضافة إلى ذلك تشتهر “أبل” بنهجها الدقيق والمدروس في تطوير المنتجات، مع التركيز على تقديم منتجات سهلة الاستخدام ومبتكرة وعالية الجودة. 

هذا النهج يتضمن في الغالب اختبارات مكثفة وتحسين لضمان أن المنتج يلبي المعايير العالية للشركة، مما يساهم في جدول زمني أطول للتطوير.

الواقع المعزز موجود منذ فترة طويلة، لكن لم يحظَ  باهتمام عام إلا في وقت قريب، حيث بدأت العديد من شركات التكنولوجيا بالاستثمار في هذه التقنية، ولا تعد شركة “أبل” استثناء.

اهتمام “أبل” بالواقع المعزز بدأ في عام 2010 عندما استحوذت على “Metaio” (شركة متخصصة في تقنية الواقع المعزز).

في ذلك الوقت، كان الاعتقاد أن شركة “أبل” ستدخل سوق الواقع المعزز، لكن هذا لم يحدث لعدة سنوات. 

في عام 2017، أصدرت الشركة إطار العمل “ARKit” من أجل تطوير تطبيقات الواقع المعزز لأجهزة “آي أو إس”، وكان هذا بمثابة دخول الشركة الرسمي إلى عالم الواقع المعزز.

قد يهمك: “أبل” تخضع لهيئة مكافحة الاحتكار الألمانية.. ما الإجراءات؟

ما هو الواقع المعزز؟

الواقع المعزز هو تقنية تسمح للمستخدمين برؤية عالم حقيقي معزز بعناصر رقمية مثل الرسومات الثلاثية الأبعاد والنصوص والصوت والفيديو والصور. 

على عكس الواقع الافتراضي الذي يخلق عالم جديد بشكل كامل، يستخدم الواقع المعزز لتعزيز الواقع الحالي الموجود والمرئي للمستخدمين. 

تقنية الواقع المعزز تستخدم في العديد من المجالات، مثل الألعاب والترفيه والتعليم والصناعة والطب وغيرها، وتتطلب استخدام أدوات، مثل الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية والنظارات الذكية والأجهزة القابلة للارتداء.

لماذا استغرقت "أبل" 7 أعوام لدخول عالم الواقع المعزّز؟

تتميز تقنية الواقع المعزز بإمكانية دمج العناصر الرقمية بشكل سلس وواقعي مع العالم الحقيقي المحيط بالمستخدم، مما يتيح له فرص لا نهائية للتفاعل مع البيئة المحيطة به. 

هذه التقنية تستخدم في الألعاب، مثل لعبة “بوكيمون غو” التي انتشرت بشكل واسع عام 2016، والتي تمكن اللاعبين من البحث عن شخصيات بوكيمون واستخدام الهاتف المحمول لمشاهدتها بشكل واقعي داخل البيئة المحيطة بهم. 

إلى جانب الألعاب، فإنها تستخدم في التدريب والتعليم، مثل تدريب الجنود على المعارك والطلاب على العمليات الجراحية. 

كما يمكن استخدامها في مجالات الصناعة والتصميم لإنشاء النماذج الثلاثية الأبعاد للمنتجات المختلفة والعمل عليها بشكل أكثر دقة وفعالية. 

كذلك يُعتبر الواقع المعزز وسيلة فعالة لتحسين تجربة التسوق، حيث يمكن للمستخدمين تجربة المنتجات في الواقع قبل الشراء والحصول على معلومات إضافية حولها بشكل سهل ومباشر.

لطالما كانت “أبل” في طليعة التطورات التكنولوجية ويعترف بقدرتها على تحديد الاتجاهات الجديدة وقيادة الصناعة من حيث الابتكار.

بالرغم من كونها واحدة من أكثر الشركات ابتكارا في العالم، إلا أن تبنّي “أبل” لهذه التكنولوجيا ودخولها سوق الواقع المعزز استغرق قرابة 7 سنوات، لكن هناك عدة أسباب أدت إلى ذلك.

قيد يهمك: آبل قد تستبدل آيفون بالواقع المعزز خلال 10 سنوات

قيود التكنولوجيا

أحد الأسباب الرئيسية لتأخر “أبل” وحاجتها لوقت طويل من أجل احتضان الواقع المعزز هو القيود التكنولوجية، إذ تتطلب هذه التقنية أجهزة وبرامج قوية لإنشاء تجارب غامرة وجذابة. 

“أبل” تشتهر بالمعايير العالية عندما يتعلق الأمر بالأجهزة والبرامج، وأرادت التأكد من أن تقنيتها للواقع المعزز كانت من أعلى مستويات الجودة قبل طرحها في السوق.

هذه التقنية لم تكن حتى وقت قريب متقدمة بما يكفي لتلبية معايير الشركة. نتيجة لذلك، لجأت “أبل” إلى انتظار حدوث تطورات في الأجهزة والبرامج قبل أن تتمكن من دخول سوق الواقع المعزز.

تطوير تقنية الواقع المعزز تطلب استثمارات كبيرة في أبحاث وتطوير الأجهزة والبرمجيات، الأمر الذي استغرق وقت، ودفع بالشركة إلى الانتظار ريثما تتطور التكنولوجيا بما يكفي لتلبية معاييرها.

جاهزية السوق

سبب آخر وراء استغراق “أبل” وقت طويل لاحتضان الواقع المعزز هو الافتقار إلى استعداد السوق، إذ كانت تقنية الواقع المعزز لا تزال في مهدها، ولم يكن هناك طلب كاف عليها في ذلك الوقت.

من المعروف عن “أبل” قدرتها على قراءة السوق وتقديم المنتجات التي تلبي طلب المستهلك، حيث لديها إحساس قوي باتجاهات السوق وطلب المستهلكين.

نتيجة لذلك، كان عليها الانتظار حتى يتوفر طلب كاف على تقنية الواقع المعزز قبل أن تتمكن من دخول السوق، واحتاجت إلى التأكد من وجود سوق لهذه التقنية قبل استثمار موارد كبيرة في تطويرها.

قد يهمك: لماذا تسعى “أبل” إلى تصنيع شاشات منتجاتها بنفسها؟

الوقت اللازم للتطوير

تقنية الواقع المعزز معقدة وتتطلب وقت تطوير كبير، وفي العادة تشتهر “أبل” بأخذ وقتها في تطوير المنتجات للتأكد من أنها تلبي معايير الجودة العالية.

تطوير تقنية الواقع المعزز تطلب أبحاث وعمليات تطوير مكثفة استغرقت عدة سنوات، ، واحتاجت “أبل” إلى التأكد من أن التكنولوجيا كانت مثالية قبل طرحها في السوق.

هذا يعني أن شركة “أبل” اضطرت إلى الانتظار حتى تصبح التكنولوجيا جاهزة قبل إطلاقها.

بالإضافة إلى ذلك، كان تفاني الشركة في إنشاء المنتجات العالية الجودة يعني حاجتها إلى وقت طويل من أجل تطوير تقنيتها للواقع المعزز.

التخطيط الاستراتيجي

من المعروف عن “أبل” أنها شركة تخطط لتحركاتها بعناية، ولم يكن تطوير تقنية الواقع المعزز استثناء، لذلك كان عليها التأكد من وجود خطة قوية قبل دخول سوق الواقع المعزز. 

كما اضطرت إلى الانتظار حتى يكون لديها فهم واضح للسوق وكيفية التعامل معه بشكل مسبق قبل الدخول، بينما كفل التخطيط الاستراتيجي للشركة أنها في وضع جيد لدخول السوق عندما يحين الوقت.

قد يهمك: مخاطر سماح “أبل” بتثبيت المتاجر الخارجية

امتلاك “أبل” للتكنولوجيا الرئيسية

كما ذكرنا سابقا، استحوذت “أبل” على “Metaio” (شركة متخصصة في تقنية الواقع المعزز) في عام 2010، وكان ذلك مؤشرا واضحا على اهتمام الشركة بتقنية الواقع المعزز. 

مع ذلك، فقد استغرق الأمر عدة سنوات قبل أن تُطلق “أبل” تقنيتها للواقع المعزز، وذلك لأنه كان عليها اكتساب التقنيات والخبرة الرئيسية قبل أن تتمكن من دخول سوق الواقع المعزز.

“أبل” شركة تحب أن تتحكم في تقنيتها، لذلك كان عليها اكتساب التكنولوجيا والخبرة اللازمتين لضمان سيطرتها الكاملة على تقنيتها للواقع المعزز.

في الختام، استغرق الأمر من “أبل” قرابة 7 سنوات لدخول عالم الواقع المعزز بسبب عدة عوامل. 

قيود التكنولوجيا وجاهزية السوق ووقت التطوير والتخطيط الاستراتيجي واكتساب التكنولوجيا الرئيسية كانت من العوامل الرئيسية التي ساهمت في ذلك.

بالرغم من أن شركة “أبل” قد استغرقت قرابة 7 سنوات لدخول سوق الواقع المعزز، إلا أن تفانيها في الجودة والابتكار أدى إلى إنشاء “ARKit”، الذي يستخدمه الآن المطوّرون في جميع أنحاء العالم لإنشاء تجارب واقع معزز جديدة ومثيرة لمستخدمي “أي أو إس”. 

مع استمرار تطور تقنية الواقع المعزز، يصبح من المثير للاهتمام أن نرى كيف تدمج “أبل” هذه التكنولوجيا في منتجاتها وخدماتها في السنوات القادمة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.
1 1 صوت
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات