استمع إلى المقال

هل تتخيل أن تستيقظ في الصباح، وترتدي ساعة ذكية تخبرك بموعد مهم في العمل، ونظارات ذكية ترشدك إلى طريقك في المدينة، وأسورة ذكية تقيس نبضات قلبك وضغط دمك، وحذاء ذكي يحسب خطواتك وسعراتك الحرارية، وهل تتخيل أن تستخدم هذه الأجهزة للتواصل مع أصدقائك وعائلتك وزملائك بصوت أو صورة أو نص.

هذا هو عالم الأجهزة القابلة للارتداء، عالم من الخيال الذي بدأ يتحقق رويدا رويدا، هذه الأجهزة هي عبارة عن أجهزة إلكترونية صغيرة وذكية يمكن ارتداؤها على الجسم أو تثبيتها في الملابس أو الإكسسوارات، تستخدم هذه الأجهزة مستشعرات متطورة لجمع البيانات عن حالة المستخدم والبيئة المحيطة به، وترسلها إلى الأجهزة الأخرى أو السحابة للتحليل والمعالجة، وتوفر لنا مزايا عديدة في مجالات مختلفة، مثل الصحة، والتعليم، والترفيه، والأمن.

البساطة والأناقة التي تميز الأجهزة القابلة للارتداء تخفي وراءها تقنيات متطورة تحمل في جعبتها إمكانيات هائلة، فهذه الأجهزة لم تعد مقتصرة على قياس الخطوات ومراقبة نبضات القلب، بل تمتد وظائفها لتشمل مجموعة متنوعة من التطبيقات والخدمات، من مراقبة صحتنا إلى تعزيز إنتاجيتنا وتسهيل حياتنا اليومية.

تطوير الأجهزة بالذكاء الاصطناعي

بفضل تقنيات الذكاء الاصطناعي العاملة بالتعلم العميق والجيل القادم من النماذج اللغوية مثل “GPT-4” و “Llama 2″، نجد أن الأجهزة القابلة للارتداء تشهد تطورا هائلا، يعمل هذا التقدم على تعزيز تجربة المستخدم بطرق لم نكن نتوقعها من قبل، بفضل القدرة على الوصول إلى كافة حواسنا، بما في ذلك الصوت والرؤية، يمكن لهذه الأجهزة تقديم تجارب أكثر اتساقا وتفاعلية.

في الأسابيع الأخيرة، شهدنا سلسلة من الإعلانات من مختلف شركات التكنولوجيا حول منتجات الارتداء القابلة للارتداء، وهذا يشير بوضوح إلى أننا نتوقع رؤية منتجات مبتكرة في المستقبل القريب، تلك الشركات تدرك أن تجميع تقنيات الذكاء الاصطناعي والارتداء الذكي يمكن أن يحقق نقلة نوعية في تلبية احتياجات المستهلكين وتحسين جودة حياتهم.

واحدة من الطرق التي يمكن أن يساهم بها الذكاء الاصطناعي في تطوير الأجهزة القابلة للارتداء هي من خلال تحسين قدرتها على التفاعل والتكيف مع المستخدم، يمكن للأجهزة أن تتعلم من عادات المستخدم وتقديم توصيات مخصصة ومفيدة بناء على تفاصيل شخصية محددة، وهذا يعني أنها يمكن أن تصبح شريكا فعّالا في تحقيق أهداف الصحة واللياقة البدنية وحتى في تبسيط مهام الحياة اليومية.

باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، يمكن أيضا توفير تجارب مرئية وصوتية مذهلة عبر الأجهزة القابلة للارتداء، يمكن للمستخدمين الاستمتاع بتوجيهات مباشرة بالصوت والتفاعل مع العالم المحيط بهم بطرق غير مسبوقة، هذا يفتح الباب أمام تجارب جديدة في مجالات مثل الواقع المعزز والواقع الافتراضي، مما يضيف بعدا جديد إلى مفهوم الارتداء الذكي.

حقيبة “مايكروسوفت”

مؤخرا، تقدمت “مايكروسوفت” بطلب براءة اختراع لحقيبتها الذكية المبتكرة والمعتمدة على التكنولوجيا الذكية، تأتي هذه الحقيبة الفائقة المتطورة مجهزة بكاميرا وميكروفون وسماعة وواجهة شبكة ومعالج وذاكرة، مما يظهر الابتكار الكبير الذي تستكشفه “مايكروسوفت”.

القابلة للارتداء

حقيبة “مايكروسوفت” هي حقيبة تستخدم تقنية الذكاء الاصطناعي لتحسين تجربة المستخدم، هذه الحقيبة مزودة بأجهزة استشعار تتفاعل مع البيئة والأنشطة التي يقوم بها حاملها، بعض الميزات التي توفرها هذه الحقيبة هي:

  • إمكانية التحدث إلى حاملها عن طريق مكبر صوت أو سماعات أذن لإعطائه إرشادات أو تذكيرات أو معلومات مفيدة.
  • إمكانية التعرف على الأشخاص والأماكن والأشياء المحيطة بحاملها وتزويده بمعلومات عنها.
  • إمكانية التحكم في الأجهزة المتصلة بالحقيبة عن طريق الأوامر الصوتية أو اللمسية.
  • إمكانية التكيف مع احتياجات وتفضيلات حاملها عن طريق تعلم سلوكه ونمط حياته.

حقيبة “مايكروسوفت” هي نتاج لابتكار شركة “مايكروسوفت” في مجال الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية، هذه الحقيبة تهدف إلى جعل حياة المستخدم أسهل وأكثر متعة وإنتاجية.

ساعة “أبل” سيريز 9

ساعة “أبل” سيريز 9 هي أحدث إصدار من ساعات “أبل” الذكية، وهي توفر مزايا رائعة لمستخدميها، تتميز ساعة “أبل” سيريز 9 بتصميم أنيق وخفيف، وشاشة مقاومة للخدش والماء، وبطارية تدوم طويلا، كما تحتوي على مستشعرات متطورة لقياس معدل ضربات القلب، ومستوى الأكسجين في الدم، والنشاط البدني، والنوم، وغيرها من المؤشرات الصحية.

القابلة للارتداء

لكن ما يميز ساعة “أبل” سيريز 9 عن غيرها هو دعمها الكامل لمساعد “أبل” الشخصي سيري، يمكن لسيري أن تساعدك على القيام بالعديد من المهام على ساعتك، مثل الاتصال بالأصدقاء، والحصول على اتجاهات الملاحة، والبحث عن المعلومات، والتحكم في الموسيقى، وغيرها الكثير. كما أن سيري تعمل بشكل أسرع وأكثر أمانا من أي وقت مضى، حيث تقوم بمعالجة طلباتك على جهازك دون الحاجة إلى الاتصال بالإنترنت، بالإضافة إلى ذلك، تحسنت دقة التفسير الصوتي لسيري على نحو ظاهر، حيث أصبحت أكثر دقة بنسبة تصل إلى 25 بالمئة مع ساعة”أبل” سيريز 9.

أخيرا، تتضمن ساعة “أبل” سيريز 9 ميزات جديدة ومبتكرة هي الإيماءات، حيث تتيح لك هذه الميزة استخدام ساعتك بسهولة، خاصة عندما تكون مشغولا، فقط اضغط مرتين بإصبعك السبابة وإبهامك للرد على المكالمات، والتحقق من الإشعارات، والتحكم في الموسيقى، وغيرها الكثير.

جهاز “Rewind Pendant” للتسجيل

Rewind Pendant” هو جهاز قابل للارتداء يلتقط ما تقوله وتسمعه في العالم الحقيقي، ثم ينسخه ويشفره ويخزنه محليا على هاتفك، إنه جهاز قابل للارتداء رائع يتيح لك تسجيل محادثاتك ثم تشغيلها لاحقا، إنه مثل جهاز “DVR” صغير لحياتك.

هذا الجهاز مثالي للأشخاص الذين يرغبون في تحسين ذاكرتهم أو تعلم أشياء جديدة أو مجرد متابعة تفاعلاتهم اليومية، إنه أيضا أداة رائعة للمحترفين الذين يحتاجون إلى تذكر ما ناقشوه مع العملاء أو الزبائن.

“Rewind Pendant” سهل الاستخدام وآمن، كل ما عليك فعله هو ارتداؤه حول عنقك أو تثبيته على ملابسك، سيبدأ التسجيل تلقائيا عندما تبدأ المحادثة، يمكنك التحكم في إعدادات التسجيل والتشغيل باستخدام التطبيق المصاحب على هاتفك، يمكنك أيضا تصفية التسجيلات حسب الوقت أو الموضوع أو الشخص.

الجهاز يحافظ على خصوصية بياناتك، لا يتم إرسال التسجيلات إلى السحابة أو مشاركتها مع أي طرف ثالث، ويتم تشفير التسجيلات بشكل قوي وتخزينها فقط على هاتفك، يمكنك حذف التسجيلات في أي وقت تريد.

نظارات “ميتا”

نظارات “ميتا راي بان” هي نتيجة تعاون بين شركة “ميت”ا وشركة “راي بان” لإنتاج نظارات ذكية تجمع بين الأناقة والابتكار، تتوفر هذه النظارات بتصاميم وألوان مختلفة تناسب جميع الأذواق والمناسبات، تتيح هذه النظارات التفاعل بدون استخدام اليدين، حيث يمكن للمستخدمين إجراء المكالمات، والاستماع إلى الموسيقى، والتقاط الصور والفيديوهات، وحتى بث المحتوى مباشرة.

القابلة للارتداء

ما يميز هذه النظارات هو تضمينها لتقنية “ميتا” الذكاء الاصطناعي، مما يجعلها أول نظارات ذكية تحتوي على هذه التقنية المتطورة، والتي توفر تجربة سهلة وسلسة، يمكن للمستخدمين التحكم في النظارات من خلال الأوامر الصوتية أو اللمسية أو الإيمائية، كما تحترم هذه النظارات خصوصية المستخدمين والآخرين، حيث تضيء ضوء أخضر على جانب النظارات عند التقاط صورة أو فيديو أو بث محتوى.

WHOOP X OpenAI

WHOOP” هي شركة رائدة في مجال الأجهزة القابلة للارتداء التي تساعد الناس على تحسين صحتهم وأدائهم من خلال قياس وتحليل بيانات الجسم، وقد أطلقت “WHOOP”، بالشراكة مع “OpenAI”، ميزة “WHOOP Coach”، وهي واحدة من أكثر الميزات المتقدمة للذكاء الاصطناعي التوليدي التي أطلقها أي جهاز قابل للارتداء على الإطلاق.

 “WHOOP Coach” تعمل كمحرك بحث لجسمك، حيث تستخدم “GPT-4″، أحدث نظاما للذكاء الاصطناعي التوليدي من “OpenAI”، لإنشاء توصيات وإرشادات شخصية ومحددة.

تستخدم “WHOOP Coach” خوارزميات “WHOOP” الخاصة، وهو برنامج حاسوبي مصمم خصيصا للتعلم من البيانات، وآخر ما توصلت إليه علوم الرياضة، ومعلومات جسمك الخاصة لإيجاد الأنماط والروابط في بيانات “WHOOP” الخاصة بك، وبالاستفادة من أحدث تقنية من “OpenAI”، تولد “WHOOP Coach” إجابات شخصية وحوارية على الفور على استفساراتك حول الصحة واللياقة والرفاهية.

جهاز تاب

تاب هو جهاز ذكي يمكن ارتداؤه على المعصم أو الحزام، وهو من تطوير أفي شيفمان، الذي ابتكر لوحة معلومات “كوفيد-19” الشهيرة ومنصة مشابهة لـ “إيربنب” للاجئين الأوكرانيين.

القابلة للارتداء

تاب يحتوي على مجموعة متنوعة من المستشعرات، بما في ذلك ميكروفون وسماعة وكاميرا ونظام تحديد المواقع، كما يحتوي على مساعد ذكاء اصطناعي مدمج يمكنه فهم والرد على أوامرك باللغة الطبيعية، ومدعوم أيضا بمعالج ذكاء اصطناعي قوي يمكنه معالجة هذه البيانات في الوقت الفعلي وتزويد المستخدمين بالمعلومات والمساعدة ذات الصلة.

هذه الابتكارات تبرز مستقبلا واعدا حيث تتجاوز الأجهزة القابلة للارتداء حدودها الحالية، وتصبح امتدادا لحواسنا وقدراتنا، لقد حل عصر الأجهزة الذكية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، والذي يعد بغد تقني مشرق.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات