استمع إلى المقال

الصحة هي الثروة الحقيقية التي لا يُقدر قيمتها حتى يتعرّض الإنسان للمرض، إنّ تحقيق أعلى مستويات الصحة يستند إلى فهم دقيق وشامل لحالتنا الصحية، وهو أمر يبرز أهمية التشخيص المبكر كأساس للوقاية والعلاج الفعّال.

في هذا السياق، تتجلى أهمية التكنولوجيا بشكل لافت، حيث تسهم على نحو حاسم في تحسين وتسريع عمليات التشخيص. إن الاستفادة من الأجهزة القابلة للارتداء والتقنيات الحديثة أصبحت لا غنى عنها لتحقيق هذا الهدف، مما يسهم في تحسين جودة الرعاية الصحية وضمان توفير الرعاية المناسبة، وفي الوقت المناسب.

الأجهزة القابلة للارتداء تتيح للأفراد متابعة حالتهم الصحية على نحو دائم وفعّال، حيث يمكن رصد العديد من المؤشرات الحيوية مثل معدل ضربات القلب، وضغط الدم، ومستويات السكر في الدم بشكل يومي، تلك المعلومات القيمة لا تقدم فقط رؤية شاملة عن حالة الصحة العامة، بل تساهم أيضا في اكتشاف أية تغييرات طارئة يمكن أن تشير إلى وجود مشكلة صحية.

تعد هذه التقنيات جزءا من ثورة في مجال الرعاية الصحية، حيث يمكن للأفراد أن يصبحوا شركاء فعّالين في العناية بصحتهم، وفي الوقت نفسه تساهم في تقديم بيانات دقيقة للمحترفين الطبيين لتحليلها واتخاذ الإجراءات الضرورية، إنّ فهم أهمية التشخيص المبكر والاستفادة من التكنولوجيا المتقدمة يشكل خطوة ضرورية نحو بناء مستقبل صحي أفضل وأكثر استدامة.

جهاز لسماع أصوات الجسم

رغم أن التقنيات القابلة للارتداء تلعب دورا مهما في تحسين نوعية الحياة والرعاية الصحية، لكن للأسف، معظم الأجهزة القابلة للارتداء الحالية تعتمد على مستشعرات الضغط أو الحرارة أو الإشارات الكهربائية لقياس النشاط الحيوي للجسم، هذه المستشعرات قد تكون غير دقيقة أو غير مريحة، أو تتطلب تدخلا طبيا؛ لذلك، طور باحثون من جامعة نورث وسترن الأميركية تقنية جديدة تستخدم ميكروفونات رقمية عالية الأداء ومقاييس التسارع لالتقاط الأصوات الصادرة عن الجسم في نقاط مختلفة، هذه التقنية توفر دقة عالية وتقدم وظائف جديدة.

يتم تثبيت هذه الأجهزة التي تشبه إلى حد كبير الأذن الصناعية بلطف على الجلد، باستخدام ميكروفونات رقمية عالية الأداء ومقاييس تسارع لرسم خرائط لحركة الهواء ونبض القلب والعمليات الهضمية.

يبلغ حجم الأجهزة 40 مم × 20 مم × 8 مم، وهي مغلفة بالسيليكون الناعم، ويمكنها التمييز بين ضوضاء الجسم الداخلية والأصوات الخارجية.

الباحثون ركزوا على مراقبة البالغين الذين أجريت لهم عمليات جراحية والأطفال حديثي الولادة الخدج، مما يساعد على اكتشاف مشاكل القلب والأوعية الدموية والجهاز الهضمي، وتتيح هذه التقنية مراقبة مستمرة، وفي الوقت الحقيقي للمؤشرات الصحية الهامة، لتحسين رعاية المرضى.

فيما يلي بعض التفاصيل الإضافية حول هذه التقنية المبتكرة:

تستخدم الأجهزة ميكروفونات رقمية عالية الأداء ومقاييس تسارع لجمع البيانات من الجسم، يتم إرسال البيانات التي تم جمعها إلى جهاز محمول، حيث يتم معالجتها وتحليلها في الوقت الفعلي.

يمكن للأجهزة التمييز بين ضوضاء الجسم الداخلية والأصوات الخارجية، مما يوفر قراءات أكثر دقة.

الأجهزة صغيرة وخفيفة الوزن، مما يجعلها مريحة للارتداء لفترات طويلة من الزمن.

يمكن استخدام الأجهزة لمراقبة مجموعة متنوعة من الحالات الصحية، بما في ذلك أمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض الجهاز الهضمي والتهابات الجهاز التنفسي.

يمكن لهذه التقنية القابلة للارتداء أن تساعد على تشخيص وعلاج العديد من الحالات الصحية، مثل اضطرابات القلب والرئة والجهاز الهضمي. والكشف عن انقطاع التنفس أو الربو أو الالتهاب الرئوي أو النزيف الداخلي أو الانسداد الهضمي أو القرحة أو السرطان، كما يمكن لهذه التقنية أن تراقب تأثير الأدوية أو العلاجات أو الأنشطة على وظائف الجسم؛ بالإضافة إلى ذلك، يمكنها أيضا أن توفر ردود فعل مرئية أو سمعية أو لمسية للمرضى أو الأطباء أو الممرضين.

الشريك الفعال في الرعاية الصحية

في عالم تتسارع فيه التقنيات الطبية نحو الابتكار والتحسين المستمر، تظهر الأذن الصناعية كما يدعوها البعض، كتقنية مثيرة ومبتكرة تفتح أبوابا واسعة أمام فهمنا لصحتنا ومتابعتها على نحو دقيق، إن استخدام الميكروفونات الرقمية العالية الأداء ومقاييس التسارع في رصد الأصوات الصادرة عن جسمنا يشكل تطورا هاما في مجال رعاية الصحة، وهي تجمع بين الدقة والراحة، وتقدم أدوات رائعة للأفراد لمتابعة حالتهم الصحية بشكل فعال.

قوة هذه الأجهزة تكمن في قدرتها على تحليل الأصوات الصادرة عن الجسم، مما يسمح لنا بفهم أفضل لوظائف الأعضاء والأنظمة الحيوية، يمكن لتقنية الأذن الصناعية أن تكون عينا إضافية للأطباء، حيث توفر بيانات دقيقة وفورية لتحليل حالات المرضى، بالتزامن مع الاستفادة من الأجهزة القابلة للارتداء الأخرى، نتجاوز حاجز التشخيص التقليدي نحو عالم من التكنولوجيا الذكية الموجهة نحو تحسين جودة الحياة والرعاية الصحية.

هذه التقنية الواعدة تُظهر أن الابتكار لا يعرف حدودا، وأن التكنولوجيا يمكن أن تكون شريكا فعّالا في الرعاية الصحية، بفضل هذه التطورات، يتوقع مستقبل يُحدد بواسطة تشخيص أسرع وأكثر دقة، مما يسهم في تحسين تجربة المرضى، ويساعد على الوقاية من الأمراض، إن هذه الرحلة نحو التطور التكنولوجي تمثل خطوة هامة في بناء مستقبل صحي يعتمد على التكنولوجيا لتحقيق الوقاية والعناية الشخصية بشكل أكبر، وهو مستقبل ننظر إليه بتفاؤل وتطلع.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.
5 1 صوت
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات