استمع إلى المقال

الذكاء الاصطناعي الذي يستخدمه البنتاغون يؤدي العديد من المهام، لكن هل تسرع مبادرات البنتاغون في هذا المجال اتخاذ القرارات الصعبة بشأن الأسلحة المستقلة الفتاكة.

مبادرات طموحة

الذكاء الاصطناعي الذي يستخدمه الجيش الأميركي يقود طائرات الاستطلاع المسيرة الصغيرة الحجم في مهام قوات العمليات الخاصة، وساعد أوكرانيا في حربها ضد روسيا، ويتتبع لياقة الجنود، ويتنبأ عندما تحتاج طائرات القوات الجوية إلى الصيانة، ويساعد في مراقبة المنافسين في الفضاء.

الآن، يعتزم البنتاغون نشر عدة آلاف من المركبات الذاتية القيادة غير المكلفة نسبيا والقابلة للاستهلاك التي تدعم الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2026 لمواكبة الصين.

المبادرة الطموحة التي يطلق عليها اسم “Replicator” تسعى إلى تحفيز التقدم في التحول البطيء للغاية للابتكار العسكري الأميركي للاستفادة من المنصات الصغيرة والذكية والرخيصة والكثيرة.

من المتوقع أن تسرع “Replicator” القرارات الصعبة بشأن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الناضجة والجديرة بالثقة بما يكفي لنشرها، بما في ذلك الأنظمة المسلحة.

لا يوجد خلاف كبير بين العلماء وخبراء الصناعة ومسؤولي البنتاغون حول أن الولايات المتحدة سوف تمتلك أسلحة فتاكة مستقلة بالكامل خلال السنوات القليلة المقبلة.

بالرغم من إصرار المسؤولين على أن البشر قد يكونون هم المسيطرين دائما، إلا أن الخبراء يقولون إن التقدم في سرعة معالجة البيانات والاتصالات من آلة إلى آلة قد يؤدي حتما إلى نقل الناس إلى الأدوار الإشرافية.

من غير الواضح ما إذا كان البنتاغون يقوم حاليا بتقييم أي نظام أسلحة فتاكة مستقل تماما لنشره، كما هو مطلوب بموجب توجيه عام 2012.

ثورة الذكاء الاصطناعي

مبادرة “Replicator” تسلط الضوء على التحديات التكنولوجية والتحديات البشرية الهائلة التي تواجه عمليات الشراء والتطوير في البنتاغون حيث تعد ثورة الذكاء الاصطناعي بتغيير طريقة خوض الحروب.

وزارة الدفاع تكافح لتبني تطورات التقنية الناشئة منذ آخر اختراق في مجال التعلم الآلي، حيث تضم محفظة البنتاغون أكثر من 800 مشروع غير سري يتعلق بالذكاء الاصطناعي، ولا يزال الكثير منها قيد الاختبار.

أحد المجالات التي تتعقب فيها الأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي التهديدات المحتملة هو الفضاء، وهو أحدث الحدود في المنافسة العسكرية.

الصين تتصور استخدام الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك الأقمار الصناعية، لاتخاذ قرارات بشأن من هو خصم ومن ليس خصما، وتهدف الولايات المتحدة إلى مواكبة ذلك.

هناك نموذج أولي تشغيلي يسمى “Machina” يراقب بشكل مستقل أكثر من 40 ألف جسم في الفضاء، وينظم آلاف مجموعات البيانات كل ليلة باستخدام شبكة تلسكوب عالمية.

بينما يحلل مشروع آخر للذكاء الاصطناعي بيانات الرادار لاكتشاف عمليات إطلاق الصواريخ الوشيكة من قبل العدو.

في مكان آخر، تساعد القوى التنبؤية للتقنية الناشئة القوات الجوية في الحفاظ على أسطولها وتوقع احتياجات الصيانة لأكثر من 2600 طائرة، بما في ذلك قاذفات القنابل “B-1” ومروحيات “بلاك هوك”.

من بين الجهود المتعلقة بالصحة مشروع تجريبي لتتبع لياقة فرقة المشاة الثالثة بالجيش بأكملها، أي أكثر من 13 ألف جندي، حيث تساعد النمذجة التنبؤية والتقنية الناشئة في تقليل الإصابات وزيادة الأداء.

في أوكرانيا، يساعد الذكاء الاصطناعي الذي يقدمه البنتاغون وحلفاؤه في حلف شمال الأطلسي في إحباط العدوان الروسي.

ختاما، غموض البنتاغون بشأن “Replicator” قد يهدف في هذه الأثناء إلى إبقاء المنافسين في حالة تخمين، حيث أن أنظمة الأسلحة الوحيدة التي يثق بها البنتاغون حاليا للعمل بشكل مستقل هي أنظمة دفاعية بالكامل، وقد يستغرق الأمر بعض الوقت قبل أن ينشر الجيش الأميركي أسراب طائرات مسيرة مزودة بأنظمة أسلحة فتاكة ذاتية التشغيل.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات