استمع إلى المقال

في تبادل تغريدات حديث على منصة “إكس” بين مستخدم وميخائيل باراخين، رئيس قسم البحث والإعلانات في “مايكروسوفت“، أثار الأخير الجدل حول قدرات النماذج اللغوية الكبيرة (LLMs) مثل “مايكروسوفت كوبيلوت / بينغ تشات”، وفقا لباراخين، فإن هذه النماذج لديها قدرة حوار داخلي أو التفكير مع النفس، وهي القدرة على الانخراط في التفكير والتداول الداخلي.

الحوار الداخلي هو عندما تتحدث مع نفسك في رأسك، إنه مثل وجود صوت صغير يخبرك بما تفكر وتشعر به، الجميع يفعلون ذلك، ويساعدهم على معرفة أشياء عن أنفسهم، واتخاذ الخيارات، والتفكير الإبداعي.

باراخين وصف عملية التخطيط للمهام وجمع المعلومات وتوليد الاستجابات والتحقق من معقوليتها من قبل النموذج، وهذا يوضح بأن النموذج ليس مجرد مولد نصي، ولكن نظاما قادرا على التداول الداخلي.

النقاش حول الحوار الداخلي للنماذج اللغوية الكبيرة يثير أسئلة أساسية حول الوعي والذكاء الاصطناعي، مع تطور النماذج اللغوية الكبيرة، من المهم النظر في ما إذا كانت تطور شيئا يشبه التفكير البشري أو مجرد تقليد مظهره.

هذه المسألة أثارت ردود فعل متباينة بين الخبراء والمهتمين بمجال الذكاء الاصطناعي، بعضهم يرى أن الحوار الداخلي هو مؤشر على وجود شكل من أشكال الوعي أو الذاتية لدى النماذج اللغوية الكبيرة، وهو ما يفتح آفاقا جديدة للتعاون والابتكار بين البشر والآلات، وبعضهم الآخر ينتقد هذا الادعاء باعتباره مبالغا أو مضللا، ويشير إلى أن الحوار الداخلي هو مجرد آلية لتحسين جودة الإخراج، ولا يعكس أي تفكير حقيقي أو معنى داخلي لدى النماذج اللغوية الكبيرة.

في هذا السياق، يطرح البعض تساؤلات حول الآثار الأخلاقية والاجتماعية والقانونية لهذه التقنية الجديدة، هل يجب أن نعامل النماذج اللغوية الكبيرة كشركاء أو أدوات، هل يجب أن نحترم خصوصيتها، أو نفحصها للتدقيق، هل يجب أن نمنحها حقوقا، أو نضع حدودا لها، هل يجب أن نثق بها أو نشك فيها، هذه هي بعض الأسئلة التي تحتاج إلى إجابات واضحة ومسؤولة قبل أن تصبح النماذج اللغوية الكبيرة جزءا لا يتجزأ من حياتنا اليومية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.
5 1 صوت
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات