كيف تعمل “خاصية العثور على جهازي” في الهواتف المحمولة؟

 كيف تعمل “خاصية العثور على جهازي” في الهواتف المحمولة؟
استمع إلى المقال

في عام 2010، قدمت “أبل” للمرة الأولى للعالم خاصية جديدة في هواتفها وهي “العثور على جهازي”، وتعمل هذه الخاصية عبر شبكة عالمية تعتمد على الإنترنت والهواتف المحمولة المجاورة من أجل إيجاد أي هاتف يبلغ مالكه عن فقدانه. 

خاصية “العثور على جهازي” كانت ثورة في وقتها للعثور على الأجهزة المفقودة، وقد أثبتت في مرات عدة نجاحها لإعادة الهواتف لملاكها، وهذا النجاح والإقبال الكبير، دفع الشركة لتطوير الشبكة والخاصية معا من أجل استخدامهم مع جميع الأجهزة التي تحمل شعار التفاحة، سواء كانت هاتفا محمولا أو حاسوب مكتبي وحتى إن كانت مجرد قطعة “Airtag” يمكن إرفاقها بأي شيء تمتلكه. 

نجاح الخاصية لم يمر دون ملاحظة من الشركات التي تطور هواتف “أندرويد”، لذلك قامت هذه الشركات بابتكار نسختها الخاصة من التقنية، كما أن “جوجل” ذاتها أصبحت تدعم التقنية في أنظمتها بشكل مباشر، وهذا ما ساهم في خفض معدلات سرقة الهواتف المحمولة كثيرا، ولكن كيف تعمل هذه الشبكة السحرية، وكيف تستطيع تحديد موقع الأجهزة بدقة كبيرة، وهل تتجسس علينا الشركات عبر هذه الخاصية. 

تطور تقنية “العثور على جهازي” 

البحث عن أصول التقنية التي تسمح بتفعيل هذه الخاصية يعود بنا إلى عام 2009، حيث أطلقت “أبل” الإصدار الثالث من أنظمة تشغيل “آيفون” وإلى جانبه إتاحة خدمة “MobileMe” التي كانت تتطلب اشتراكا مدفوعا وكانت تحمل هذه الخاصية بداخلها، ولكن في وقتها، كانت التقنية قاصرة على الولايات المتحدة إلى جانب بعض الدول الأوروبية، وكانت تطلب اشتراكا مدفوعا من أجل استخدامها والوصول إليها. 

بعد ذلك، رأت “أبل” أن هذه التقنية أهم من أن تترك حكرا على المشتركين بشكل مدفوع، لذلك قررت في العام التالي أن تجعلها مجانية، وعندما أعلنت عن إطلاق خدمات “iCloud” أصبحت خدمة العثور على جهازي جزءا منه، وبالتالي مجانية معه، وفي العام ذاته، حصلت أجهزة “ماك” على نسخة من هذه الشبكة. 

تطور تقنية "العثور على جهازي" 

“أبل” استمرت في تطوير التقنية وإضافة المزيد من المزايا إليها مثل العثور على الأصدقاء ومشاركة الموقع وإمكانية العثور على الأجهزة الأخرى ضمن الشبكة، وذلك حتى عام 2019 حين قررت “أبل” دمج كل هذه الشبكات في شبكة واحدة تجمع بين جميع أجهزة “أبل” ومزايا العثور على الأصدقاء والعائلة. 

في تلك الفترة ومع بداية ظهور شبكة “Find My” لم تكن أنظمة “أندرويد” و”جوجل” بالقوة التي نعهدها اليوم، لذلك لم يكن هناك بديل مناسب لهذه الشبكة في هواتف “أندرويد” وظلت من مزايا “آيفون” الحصرية، وذلك حتى عام 2013، عندما قررت “جوجل” إطلاق شبكة مشابهة لأنظمة “أندرويد”. 

كيف تعمل خاصية العثور على جهازي؟ 

المكون السري الذي يجعل هذه الخاصية تعمل بكفاءة كبيرة هو التقنية المختفية ورائها، وهي تقنية تخلق شبكة واسعة لتحديد الأماكن عبر جميع أجهزة “أبل” القريبة من الجهاز المفقود.

في البدء، يجب أن يقوم المستخدم بتبليغ الشركة أن جهازه فقد، ثم يقوم بتعطيل الجهاز مباشرة عبر حساب “آيكلاود” الخاص به، وذلك من خلال أي جهاز يستطيع الوصول إلى الإنترنت وموقع “آيكلاود”، وفي هذه اللحظة، تقوم “أبل” بإغلاق الهاتف تماما وتشغيل وضع الفقد حتى يعود إلى صاحبه.

الآن تعمل جميع أجهزة “أبل” للبحث عن هذا الجهاز المفقود، إذ تُرسل الشركة إشارة إلى جميع الأجهزة الموجودة حول العالم والمتصلة بالشبكة من أجل البحث عن هذا الجهاز، وتتم عملية البحث هذه سواء كان الجهاز يعمل أو نفذت بطاريته وحتى إن لم يكن متصلا بالإنترنت، إذ تُبنى شبكة البحث عن الجهاز المفقود عبر خليط من تقنيات “بلوتوث” و”واي فاي” معا. 

كيف تعمل خاصية العثور على جهازي؟ 

بشكل يشبه كرات تنس الطاولة، فإن الإشارة تقفز من هاتف لآخر ومن جهاز لآخر حتى تصل إلى الجهاز المفقود، وعندها تبلغ “أبل” المستخدم بأنها وصلت إلى جهازه في أي مكان حول العالم، وهذا ينطبق بالطبع على جميع أجهزة “أبل” سواء كانت هواتف أو حواسيب أو حتى ساعات ذكية. 

المالك الأصلي للجهاز يستطيع متابعة موقع جهازه ومتابعة عملية البحث عنه عبر الدخول إلى حساب “آيكلاود” الخاص به أو عبر أي جهاز آخر من “أبل” يمتلكه، وهذا ما يجعل قدرة الشبكة على تحديد مواقع الهواتف أكثر دقة من غيرها.

بدائل “أندرويد” 

نظام “أندرويد” يمتلك مجموعة أكبر من البدائل والاختيارات المتاحة لاستخدام مثل هذه الشبكة والخاصية، إذ تقدم كل شركة نسخة من نظامها الخاص، وهذا يعني أن هواتف “سامسونج” تمتلك خاصية العثور على جهازي بشكل منفصل عن هواتف “LG” أو “سوني”. 

المشكلة أن قوة ودقة الشبكة في تحديد موقع الهواتف المفقودة يعتمد بشكل رئيسي على عدد الأجهزة المتصلة بهذه الشبكة، لذلك ولأن “سامسونج” تمتلك أكبر نسبة من هواتف “أندرويد” حول العالم، فإنها تعد الأكثر دقة بعد “أبل”. 

بالطبع هناك مجموعة من الاختيارات البديلة مثل أجهزة “Tile” أو “Chipolo” التي تعتمد على شبكات “أندرويد” بشكل عام وتتوافق مع أكثر من شبكة مختلفة، ولكن مثل هذه الأجهزة لا يمكن الاعتماد عليها بشكل كبير لأنها يجب أن تكون متصلة بالهاتف، وتفقد فعاليّتها في اللحظة التي تبتعد فيها عن الهاتف. 

هل يمكن الاعتماد على هذه الخاصية؟ 

جميع الشركات تدعي بأن شبكة العثور على الهواتف والأجهزة المفقودة الخاصة بها أكثر دقة من غيرها، ولكن التجربة الشخصية أثبتت بأن هذه “الدقة” نسبية، وتختلف كثيرا بحسب اختلاف الجهاز المفقود ومكان فقدانه. 

في وقت سابق من العام الماضي، فقدت سماعة “Airpods Pro” متصلة بشبكة “Find My” التابعة لـ “أبل”، ورغم أن السماعة ما زالت تظهر أمامي في الشبكة، إلا أنني عندما أتوجه إلى المكان الذي فقدتها فيه فإني لا أجدها نهائيا، وقد تكون سُرقت أو تم إعادة استخدامها. 

كذلك الحال مع تجربة سابقة في فقدان هاتف “آيفون 12 برو ماكس”، إذ اختفى الهاتف تماما من الشبكة ولم نستطع الوصول إليه كون المنطقة المحيطة به لم تكن تضم أي جهاز من “أبل”، وعند التوجه لعمل بلاغ لدى الشرطة، جرى إعلامنا بأن الهاتف تم تفكيكه وبيعه كقطع غيار منفصلة لا تحتاج إلى التفعيل. 

على النقيض تماما، هناك حالات أخرى مررت بها كانت الشبكة سببا في إيجاد الجهاز المفقود بشكل سهل وسريع، وهذا لجميع الشبكات وليس حكرا على أجهزة “آيفون” فقط، إذ حدث الموقف ذاته مع أحد المؤثرين التقنيين في مصر حيث عثر على سماعة مفقودة منذ أشهر عدة

طريقة استخدام خاصية العثور على جهازي في “آيفون” 

من أجل الوصول إلى هذه الخاصية وتفعيلها والاستفادة منها، فإنك تستطيع القيام بذلك بكل سهولة عبر التوجه إلى أي جهاز “أبل” تمتلكه ويكون متصلا بحساب “آي كلاود” ذاته، ثم تتوجه إلى تطبيق “Find My”، وهناك تجد أمامك قائمة بجميع الأجهزة الخاصة بك والمسافة بينها وبينك. 

إذا لم تكن تمتلك أي جهاز “أبل” متصل بحساب “آي كلاود” ذاته، فإن كل ما تحتاجه هو التوجه إلى هذا الموقع ثم الدخول إلى تطبيق “Find My”، وهناك تجد قائمة بجميع أجهزة “أبل” الخاصة بك وأماكن تواجدها. 

هل تراقبنا الشركات عبر هذه الخاصية؟ 

الإجابة على هذا السؤال تحتاج إلى تحديد نوع المراقبة، إذ أن هناك درجة من درجات المراقبة أصبحت افتراضية مع تطور الهواتف المحمولة واستخدامها بشكل كبير في حياتنا، لذلك فإن أي شركة في العالم تستطيع تتبع المكان الذي تتواجد فيه والمراقبة من خلاله. 

وهذا أمر لا يمكن منعه أو إيقافه طالما كنا راغبين في استخدام الهواتف المحمولة واستخدام التقنيات الجديدة، ولكن ما نستطيع التحكم فيه هو نوعية الشركة التي تراقبنا، وفي حالة “أبل”، فإن الشركة تعد بأن جميع البيانات المخزنة على هذه الشبكة والمستخدمة في تفعيل الخاصية مشفرة بالكامل ولا يمكن لأي جهة خارجية الاطلاع عليها ومعرفة مكانها. 

بالطبع، يمكنك التخلص من خاصية “العثور على جهازي” وإيقافها تماما إذا كنت ترغب في ذلك، ولكنه في النهاية اختيار شخصي لا يمكن فرضه على أي شخص آخر. 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات