استمع إلى المقال

الأشخاص أصبحوا الآن أقل ميلا لمشاركة التحديثات الشخصية عبر “فيسبوك”، نتيجة لذلك، أصبح الفيديو محور تركيز رئيسي لـ “ميتا”، لكن هل تستطيع الشركة الاحتفاظ بالمستخدمين من خلال هذه التحديثات الجديدة.

في وقت مبكر من عام 2007، سمحت “فيسبوك” للمستخدمين بنشر مقاطع الفيديو القصيرة ضمن الخلاصة، الأمر الذي يؤكد على أنها أساسية للمنصة.

مع استمرارها بالتطور من تطبيق اجتماعي إلى منصة ترفيهية، بما يتماشى مع الاتجاهات الأوسع، أعلنت “ميتا” عن بعض التحسينات الجديدة للفيديو عبر “فيسبوك”.

“فيسبوك” تتجه إلى الفيديو

في عام 2018، أطلقت “فيسبوك” علامة التبويب “المشاهدة” باعتبارها رد الشركة على نجاح “يوتيوب”. مع ذلك، مرت علامة التبويب بالعديد من التحولات. على سبيل المثال، جرى إغلاق ميزة “Watch Party” التي سمحت للمجموعات بمشاهدة مقاطع الفيديو معا. 

خلال وقت سابق من هذا العام، أنهت الشركة أيضا قسم البرمجة الأصلي. في العام الماضي، قررت “فيسبوك” إغلاق منتجات الفيديو المباشر مثل التسوق وبث الألعاب.

لكن الأمور قد تغيرت الآن، ومن أجل توحيد جميع تجارب الفيديو في مكان واحد، أعادت “ميتا” تسمية علامة التبويب “المشاهدة” إلى “الفيديو”، التي تعد أكثر تمثيلا لعروض الفيديو الموسعة للمنصة، بما يتجاوز البرمجة المخصصة لها في خلاصة المشاهدة الأصلية.

بحسب “ميتا”، فإن علامة تبويب “الفيديو”، التي كانت تُعرف سابقا باسم “المشاهدة”، هي الآن المكان الشامل لكل مقاطع الفيديو عبر “فيسبوك”، بما في ذلك “Reels” والمحتوى الطويل والمحتوى المباشر. 

علامة تبويب هذه تبدو مألوفة، إذ يمكنك التمرير عموديا عبر خلاصة مخصصة توصي بجميع أنواع محتوى الفيديو، لكنها تحتوي أيضا على أقسام “Reels” القابلة للتمرير بشكل أفقي، والتي تبرز فيديوهات “Reels” الموصى بها، بحيث يمكنك الانتقال بسرعة إلى الفيديو القصير.

كما لوحظ، كانت علامة التبويب “المشاهدة” بمثابة مركز الفيديو لشركة “ميتا”، لكن في السنوات الأخيرة، ابتعدت الشركة عن هذا النهج لصالح إبراز المحتوى الأفضل أداء من المستخدمين بدلا من ذلك، وذلك عبر المطابقة الحسابية.

من أجل التركيز على الفيديو حينها، استنسخت “ميتا” علامة التبويب “المشاهدة” من “تيك توك”، الذي شهد نجاحا كبيرا في إبعاد الأشخاص عن الرسم البياني الاجتماعي من أجل رؤية محتوى أفضل بالنسبة لهم بناء على الاهتمامات، وذلك وفقًا لتقييم أنظمة “تيك توك”. 

بعد أن شهدت زيادة في الوقت الذي يقضيه المستخدمون عبر “فيسبوك” و”إنستغرام”، تتبع “ميتا” تتبع الآن تلك الطريقة، حيث يجري جذب المزيد من الأشخاص من خلال محتوى الفيديو الذي يظهر أثناء البث، والذي يختاره الذكاء الاصطناعي.

على هذا النحو، لا تحتاج “ميتا” إلى المحتوى الاحترافي بنفس الطريقة التي كانت عليها في السابق. 

من هنا جاءت إعادة تسمية علامة التبويب “المشاهدة”، التي تساعد المنصة في توفير مدى أوسع من محتوى الفيديو ضمن الخلاصة.

بحسب “ميتا”، فإن علامة التبويب “الفيديو” الجديدة تظهر في واجهة المستخدم الرئيسية للتطبيق قريبا.

على نفس المنوال، أعادت “ميتا” أيضا تصميم عناصر استكشاف الفيديو، من أجل إبراز موضوعات الفيديو الشائعة بشكل أفضل.

كما أوضحت المنصة، فإن قسم “استكشف” المحدث يسلط الضوء على الموضوعات الشائعة لكل مستخدم، عبر مزيج من التنظيم البشري والتعلم الآلي. 

هذا الأمر يؤدي إلى قضاء المزيد من الأشخاص وقتا أطول في التمرير عبر خلاصة الفيديو، واكتشاف المزيد من المحتوى العالي الأداء ذي الصلة بهم.

الاهتمام بالفيديو القصير

من خلال دمج أدوات تحرير “Reels” المحسنة في الخلاصة الرئيسية، تتطلع “ميتا” إلى تسهيل إنشاء المزيد من مقاطع الفيديو الطويلة والقصيرة من مكان واحد.

التحديث يؤدي إلى توسيع نطاق الوصول إلى أدوات “Reels”، بما في ذلك تحرير الفيديو، الذي من المحتمل أن يتضمن محتوى فيديو أفضل وأكثر دقة يتم نشره بواسطة المزيد من المستخدمين في التطبيق.

نتيجة لذلك، أصبح من الممكن الآن القيام بأشياء مثل إضافة الصوت والنص والموسيقى إلى مقاطع الفيديو بسهولة أكبر، إلى جانب القدرة على ضبط السرعة أو عكس أو استبدال مقطع.

بالنسبة إلى الصوت، تسهل “فيسبوك” العثور على المسار الصوتي الصحيح وتقليل الضوضاء وتسجيل تعليق صوتي لمقطع الفيديو.

من أجل توفير تنسيق فيديو عالي الجودة، تشير “ميتا” أيضا إلى أنه يمكن للمستخدمين الآن تحميل مقاطع فيديو بتنسيق (HDR) لـ “Reels” من الهاتف.

دون الحاجة إلى التبديل بين التطبيقات، تضيف “ميتا” أيضا القدرة على عرض التعليقات وكتابتها عبر فيديوهات “Reels” ضمن منصة “إنستغرام” التي تمت التوصية بها لك عبر “فيسبوك”.

إذا كانت حساباتك عبر “فيسبوك” و”إنستغرام” متصلة، فإن بإمكانك الآن الحصول على تجربة المشاهدة والتفاعل الكاملة لكل مقطع عبر “فيسبوك”، مما قد يساعد في تحسين الاستخدام.

بشكل عام، تواصل الشركة الاستثمار بكثافة في الفيديو، وهو ما يدفعها لابتكار طرق جديدة تجعل من الممكن من خلالها للأشخاص إنشاء مقاطع فيديو واستكشافها والتفاعل معها عبر “فيسبوك”، وذلك بهدف جعل المنصة قادرة على المنافسة مع “تيك توك” و”يوتيوب”.

في الختام، الدافع الأكبر لهذه التحركات ينبع من الرغبة بتزويد مستخدمي “فيسبوك” بمزيد من محتوى الفيديو الترفيهي، بما يتماشى مع اتجاهات الاستخدام، التي شهدت قضاء المزيد من الأشخاص وقتا أطول في التطبيق، وذلك بسبب ظهور المزيد من مقاطع الفيديو الموصى بها من قبل الذكاء الاصطناعي في الخلاصة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات