استمع إلى المقال

موقع “ريديت” (Reddit)، وهو أحد أشهر منصات التواصل الاجتماعي على الإنترنت، أبرم اتفاقية سرية مع شركة ذكاء اصطناعي كبرى، تسمح لها بالوصول إلى محتوى المستخدمين الذين ينشرون ملايين المنشورات والتعليقات على مواضيع مختلفة ومتخصصة.

قيمة الاتفاقية بلغت حوالي 60 مليون دولار سنوياً، وفقاً لما ذكرته صحيفة “بلومبرغ“، وقد تتغير تفاصيلها مع تقدم خطط “ريديت” للطرح العام الأولي لأسهمها في البورصة، والمتوقع أن يحدث في آذار/مارس المقبل.

هذا الاتفاق يأتي في ظل تزايد الطلب على البيانات الضخمة لتدريب النماذج الاصطناعية وتطوير تقنيات جديدة في مجال الذكاء الاصطناعي، مثل الدردشة الآلية والترجمة الآلية والتحليل النصي وغيرها.

شركات الذكاء الاصطناعي كانت تستخدم البيانات المتاحة على الويب دون طلب إذن من مالكيها، ولكن ذلك أثار مشاكل قانونية وأخلاقية، مما دفع الشركات إلى البحث عن مصادر بيانات أكثر موثوقية وشرعية.

لم يتم الكشف عن اسم الشركة التي تعاقدت مع “ريديت”، ولكن مما لا شك فيه أنها تدفع مبلغاً أكبر بكثير من الاتفاقية السنوية التي تقدمها شركة “OpenAI” لشركات الإعلام مقابل استخدام محتواها الصحفي، والتي تبلغ 5 ملايين دولار، كما تسعى شركة “أبل” إلى إبرام اتفاقيات متعددة السنوات مع شركات إعلامية كبرى قد تصل قيمتها إلى 50 مليون دولار على الأقل، وفقاً لصحيفة “نيويورك تايمز“.

موقع “ريديت” سبق أن هدد في تشرين الأول/أكتوبر الماضي بقطع الوصول عن محركات البحث “جوجل” و”بينغ” إذا لم يتمكن من إبرام اتفاقية لبيع بياناته لشركات الذكاء الاصطناعي، وقال مصدر الشائعة لصحيفة “واشنطن بوست” آنذاك أن الشركة تستطيع البقاء بدون البحث.

“بلومبرغ” كتبت أن إيرادات “ريديت” ارتفعت بنسبة 20 بالمئة على أساس سنوي بحلول نهاية عام 2023، لكنها كانت لا تزال تفتقر إلى 200 مليون دولار من الهدف البالغ مليار دولار الذي حددته قبل عامين، ونُصحت الشركة بالسعي إلى تقييم بقيمة 5 مليارات دولار عندما تفتح للاستثمار العام، وهذا نصف القيمة البالغة 10-15 مليار دولار التي كان من الممكن أن تحققها في آخر مرة قدمت فيها طلباً للطرح العام الأولي في عام 2021، قبل أن تضربها ركود السوق.

يبقى السؤال: ما هي التأثيرات الأخلاقية لهذه الصفقة على مستخدمي “ريديت”؟

هل سيستمرون في مشاركة محتواهم بحرية على المنصة؟

أم سيشعرون بالقلق من استخدام بياناتهم لتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي؟

فقط الوقت سيُخبرنا ما هي التبعات طويلة المدى لهذه الصفقة على مستقبل “ريديت” والمجتمعات الرقمية بشكل عام.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات