استمع إلى المقال

لا يخفى على أحد، أن “جوجل” أطلقت أداة “Bard”، عقب إطلاق شركة “مايكروسوفت” لروبوت “CharGPT”، الذي أحدث ضجة كبيرة، نتيجة القدرات التي يمتلكها، إذ ارتأت “جوجل” المنافسة مع “مايكروسوفت” في مجال الذكاء الصنعي.

ما دفع “جوجل” لإطلاق روبوت “Bard”، النجاح الباهر الذي حققه “ChatGPT”، لدرجة أن عدد من يستخدمونه وصل إلى 100 مليون مستخدم نشط في غضون شهرين ونصف فقط من تاريخ إطلاقه في تشرين ابثاني/نوفمبر المنصرم، لكن السؤال الذي يطرح نفسه، ما هو مستقبل أداة “جوجل”.

“جوجل” أعلنت عن إطلاق “Bard” في 6 شباط/فبراير المنصرم، ليكون أداة ذكاء صنعي يستخدم للبحث إلى حد كبير، لكنه أثار الكثير من الجدل في بداية إطلاقه، ومعظم الجدل انتقادات طالت “جوجل” بعد الأخطاء التي وقع بها الروبوت.

قد يهمك: جوجل تطلق المنافس المباشر لـ “ChatGPT”.. ما المتوقع؟ 

خسارة 100 مليار دولار!

روبوت “Bard”، هو روبوت دردشة تفاعلي يستند في عمله إلى الذكاء الصنعي، يمكنه الرد على الاستفسارات والطلبات المختلفة بطريقة المحادثة، ويعمل بشكل مشابه لروبوت “ChatGPt”، والاختلاف هو  أن “Bard” يسحب معلوماته من الويب.  

روبوت “Bard” يستند في عمله أيضا، إلى (LaMDA) النموذج اللغوي الكبير الذي طورته “جوجل”، والذي كشفت عنه قبل عامين، وهو يشبه (GPT-3) النموذج اللغوي المستخدم في روبوت “ChatGPT”.

نموذج (LaMDA) يختلف عن نماذج اللغات الأخرى، إذ أنه دُرب على الحوار وليس النص، لذلك نجد أن (GPT-3) يركز في إنشاء نص، بينما يركز (LaMDA) في إنشاء حوار.  

بعض التقارير قالت، إن “جوجل” خسرت 100 مليار دولار من قيمتها السوقية مع إغلاق الأسواق بعد 3 أيام من إطلاق “Bard”، وذلك بسبب معلومة خاطئة قدمها الروبوت، ظهرت ضمن الفيديو الدعائي الذي نشرته “جوجل” أثناء مؤتمرها الصحفي الذي أعلنت فيه عن الروبوت.  

عندما سُئل الروبوت: “ما هي الاكتشافات الجديدة من تلسكوب جيمس ويب التي أستطيع إخبار ابني الذي يبلغ من العمر 9 سنوات عنها”، احتوت الإجابة على خطأ، إذ ورد في إحدى النقاط أن “جيمس ويب” التقط أول صورة لكوكب يقع خارج مجموعتنا الشمسية.  

الناس سرعان ما التقطوا هذا الخطأ، ونشروا تغريدات عبّروا فيها عن استيائهم من الروبوت؛  لأن أول صورة التُقِطت لكوكب يقع خارج مجموعتنا الشمسية كانت في عام 2004، بواسطة “VLT” (تلسكوب كبير جدا) تابع للمرصد الأوروبي، وهي معلومة معروفة وموثقة في موقع وكالة أبحاث الفضاء “ناسا”.  

قد يهمك: حوار حصري لـ ”إكسڤار” مع ناشر أول مجلة في العالم من إنشاء الذكاء الصنعي 

ارتباك للعاملين في “جوجل”

لم تكن تلك المعلومة الوحيدة التي أثارت الجدل تجاه “جوجل” إزاء روبوت “Bard”، بل ما زاد الطين بلّة، مهاجمته في عدة أحيان للمستخدمين والتطاول عليهم، وهو ما أثار قلق شركة “جوجل” نفسها من أداء الأداة التي صنعتها وأطلقتها.

مع كل ذلك، فإن المديرين التنفيذيين في “جوجل” يبحثون بشأن مستقبل روبوت “Bard”، والهدف توسعة مجالاته، وعدم اقتصاره على البحث، كما هو الظاهر منه، إذ حاولو من خلال اجتماع عقدوه الأسبوع الماضي التمييز بين قدرات “Bard” الكثيرة والبحث، بحسبهم.

جاك كراوزيك، المسؤول عن تطوير أداة الذكاء الصنعي “Bard”، ردا على سؤال من أحد الموظفين: “أريد أن أكون واضحا، الروبوت ليس أداة بحث”.

المسؤولون التنفيذيون في “جوجل” يواصلون التعامل مع تداعيات التخبط والجدل الذي حصل الشهر الماضي مع أداة “Bard”، إذ حسب شبكة “سي أن بي سي“، فإن جهودهم لحل الفوضى التي حصلت تسببت بالمزيد من الارتباك بين القوى العاملة في الشركة.

اجتماع الأسبوع الماضي، كان الأول منذ أن انتقد موظفو “جوجل” القيادة، وخصوصا الرئيس التنفيذي سوندار بيتشاي، في طريقة إعلان روبوت “Bard”، على أنه منافس لأداة “ChatGPT”.

نجاح “ChatGPT”، دفع بشركة “مايكروسوفت” إلى زيادة استثماراتها في شركة “OpenAI” المالكة للروبوت، لتصل إلى 10 مليارات دولار، وحصلت على حق استخدام “ChatGPT” في برامجها، كما أعلنت – في اليوم التالي لإعلان “جوجل” عن “Bard”- دمج إصدار مُحدث من “ChatGPT” في محرك البحث “Bing” ومتصفح “إيدج”.

قد يهمك: الأثر النفسي الدائم للذكاء الصنعي.. هل نقترب من فيلم “Her”؟ 

مستقبل غامض؟

ذلك النجاح، قابله تخبط مستمر لدى أداة “جوجل”، وانعكس الأمر على أسهم “ألفابيت”، الشركة الأم لشركة “جوجل” في وول ستريت، مما دفع سهم الشركة إلى الانخفاض بسبب القلق من أن محرك البحث الأساسي للشركة “Bard” معرض لخطر الاستبدال.

بحسب كراوزيك، فإن “الذكاء الصنعي هو مصدر لتحفيز الخيال، والفضول، ولكن لا يمكن منع المستخدمين من استخدامه مثل البحث فحسب”، على حد تعبيره.

في المقابل، فإن العديد من موظفي “جوجل”، الذين طلبوا عدم ذكر أسمائهم لأنهم غير مصرح لهم بالتحدث في هذا الشأن، قالوا لشبكة “سي أن بي سي”، إن الإجابات غير المتسقة من المديرين التنفيذيين أدت إلى مزيد من الارتباك.

الانخفاض في سهم “ألفابيت”، بلغ نسبة 9 بالمئة تقريبا، الأمر الذي يشير إلى أن المستثمرين كانوا يأملون بالمزيد من “جوجل” في ضوء المنافسة المتزايدة ممع “مايكروسوفت”، المستثمرة في “OpenAI” التي أنشأت روبوت “ChatGPT”.

نتيجة لذلك، شدد كراوزيك خلال الاجتماع، بالقول: “كان الهدف من إطلاق أداة Bard، القول للعالم إن شركة جوجل دخلت عالم الذكاء الصنعي، وإننا نطور تطبيقنا مع ما يحيط بنا من تحديات”.

رغم ذلك، فإن محاولة “جوجل” فصل أداة “Bard” وعدم اقتصارها على البحث، تشير إلى عدم وجود رؤية واضحة من قبل الشركة بشأن مستقبل الأداة، ويبدو أن الغموض هو الذي سيسود الفترة المقبلة بشأن مستقبل “Bard’، خاصة مع حالة الارتباك التي يعاني منها العديد من الموظفين العاملين في “جوجل”.

قد يهمك: الذكاء الصنعي يكتب لـ “إكسڤار” عن رؤيته لمستقبل علاقته مع البشر

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.