استمع إلى المقال

في أذهان المستخدمين، ارتبط شعار الطائر الأزرق بمنصة “تويتر”، لكن إيلون ماسك يريد تغيير هذا الأمر، فما هي الأسباب والدوافع لهذه التحركات، وما هي الأهداف البعيدة المدى للمياردير.

ضمن أحدث تغيير في السلسلة الممتدة منذ استحواذه على الشركة بمبلغ 44 مليار دولار في شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي، كشف إيلون ماسك عن شعار جديد لموقع “تويتر”، حيث اختار “X” كبديل للطائر الأزرق المألوف ضمن خطته لتغيير العلامة التجارية للمنصة.

تغيير العلامة التجارية

كجزء من رؤيته الأوسع لتطبيق كل شيء الذي يجمع عددا أكبر من الوظائف، ويجعل من “X” مكونا تفاعليا رئيسيا في حياة مليارات المستخدمين، عمد إيلون ماسك رسميا إلى تغيير حساب “تويتر” الرسمي إلى شعار “X” الجديد.

عبر تغريدة، قال ماسك، “سنودع قريبا العلامة التجارية لتويتر، وتدريجيا كل الطيور”. كما نشر الملياردير تغريدة تتضمن صورة داخلها حرف “X” يضيئ مبنى شركة “تويتر”.

ماسك طلب من متابعيه البالغ عددهم 149 مليون الحصول على أفكار تصميمية، وبعد اختياره من بين مجموعة من المفاهيم، عاين ماسك علامة “X” التجارية المؤقتة.

علاوة على ذلك، أوضح كيفية تغيير اللون الافتراضي للتطبيق من الأزرق إلى الأسود، مع تغيير تسمية التغريدات، حيث يشير ماسك إلى أنه سيطلق عليهم اسم “X”.

بدورها، قالت ليندا ياكارينو، الرئيسة التنفيذية لشركة “تويتر”، “الشركة الجديدة مدعومة بالذكاء الاصطناعي، وتتمحور حول الصوت والفيديو والرسائل والمدفوعات والخدمات المصرفية، وتمثل سوقا عالمية للأفكار والسلع والخدمات والفرص حيث يمكنها تقديم كل شيء بشكل جيد”. 

بالتزامن مع هذه التغييرات، أصبح وسم “#GoodbyeTwitter” رائجا عبر المنصة بالإشارة إلى الشعار القديم، حيث انتقد العديد من المستخدمين الشعار الجديد. 

في عام 2012، جرى تصميم شعار “تويتر” الأصلي بحيث يكون بسيطا ومتوازنا ومقروءا بأحجام صغيرة جدا.

ماسك أمضى شهورا في محاولة إعادة تجهيز “تويتر” لتلبية رؤيته الخاصة، حيث عمد تدريجيا إلى التخلص من علامة المنصة التجارية المعروفة بالنسبة لمئات الملايين من الأشخاص عالميا على مدار العقد الماضي أو أكثر.

الخطة القديمة الجديدة

في ظل هذه التحركات، فإن الشركة ماضية في إهدار جهد سنوات من بناء علامتها التجارية وحقوق ملكيتها، بالرغم من عدم وجود حاجة لذلك، حيث لا يوجد ارتباط سلبي تنأى بنفسها عنه.

كان اسم “X” جزءا من خطة ماسك الكبرى منذ أواخر التسعينيات، عندما بدأ لأول مرة في صنع اسم لنفسه في المدفوعات عبر الإنترنت. 

ماسك أسس شركة المدفوعات “X.com”، وهي منصة جديدة تسهل المدفوعات الفورية والقروض والعناصر المصرفية الأخرى الخالية من الرسوم، كل ذلك في عرض واحد مبسط.

عندما اندمجت شركته مع “باي بال”، لم يوافق شركائه الجدد على مفهوم “X”، واضطر ماسك إلى التخلي عن خطته والانتقال إلى مشاريع أخرى. 

لكن الفكرة والاسم بقيت معه، ولا يزال ماسك مقتنعا بأنه يستطيع إنشاء تطبيق يغير قواعد اللعبة.

هذا التطبيق يستخدم المدفوعات كعمود فقري لتسهيل جميع أنواع أنشطة المعاملات، بالإضافة إلى وسائل التواصل الاجتماعي وعناصر الترفيه، حيث ادعى ماسك ادعى أن شراء “تويتر” هو تسريع لخطة “X”.

بالرغم من آمال ماسك الطويلة الأمد، فإن تحقيق “X” لن يكون سهلا، لأن المنصات الاجتماعية الأخرى جربت هذه الطريقة. على سبيل المثال، تعمل “ميتا” منذ سنوات للترويج للمدفوعات أثناء البث، لكن النجاح محدود. 

التحديات في هذا الأمر تتمثل في أن الهيئات التنظيمية ليست حريصة على تمكين المدفوعات التي تتخطى الأنظمة المصرفية الحالية. 

في الوقت نفسه، أظهر المستخدمون الغربيون القليل من الاهتمام بإجراء مدفوعات فعلية وشراء المنتجات داخل التطبيقات الاجتماعية.

بشكل عام، تطبيق “X” على وشك أن يصبح “تويتر” الجديد، حيث يرسم بوضوح العصر التالي للمنصة، وينأى بنفسه عن ماضيها.

في الختام، بالرغم من مرور 24 عاما على ابتكار ماسك لهذا المفهوم لأول مرة، لكن يبدو أنه ظل مكرسا نفسه للفكرة التي غرسها في ذهنه، والتي من غير المرجح أن تؤتي ثمارها، بغض النظر عن الطريقة التي قد يحاول بها.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات