استمع إلى المقال

قبل شهرين من إيقاف السيارات الذاتية القيادة من شركة “كروز” من السير في شوارع كاليفورنيا بسبب دهسها لأحد المشاة، أشار المنظمون إلى أنهم واثقون من تكنولوجيا القيادة الذاتية ومنحوا الشركة الإذن بتشغيل خدمة سيارات الأجرة الآلية في جميع أنحاء المدينة.

تلك الموافقة شكلت لحظة فاصلة بالنسبة لصناعة السيارات الذاتية القيادة، حيث توسعت في واحدة من أكبر حالات الاختبار في العالم لهذه التكنولوجيا.

لكن الآن، في أعقاب الحادث المروع الذي أدى إلى إصابة أحد المشاة بجروح خطيرة، والتضليل الأولي الذي قدمته “كروز” بشأن ما حدث، يعيد المسؤولون التفكير فيما إذا كانت السيارات الذاتية القيادة جاهزة للطريق.

بعد أيام من قيام إدارة المركبات الآلية في كاليفورنيا بتعليق تصاريح “كروز”، أوضحت الشركة أنها تعلق جميع العمليات في جميع أنحاء الولايات المتحدة لفحص عمليتها واستعادة ثقة الجمهور.

التنظيم الضعيف

من الموافقة إلى الحظر خلال شهرين، تسلط هذه الصدمة الضوء على الرقابة المجزأة التي تحكم صناعة السيارات الذاتية القيادة والتي سمحت لشركة “كروز” بالعمل على طرق سان فرانسيسكو لأكثر من ثلاثة أسابيع بعد حادث شهر تشرين الأول/أكتوبر.

بينما يتصارع المشرعون في كاليفورنيا حول كيفية السيطرة على هذه الصناعة السريعة التطور، أوضحت إدارة كاليفورنيا للمركبات أن لديها عملية صارمة للموافقة على تصريح المركبات الذاتية القيادة.

على سبيل المثال، حصلت شركة “كروز” على 7 تصاريح مختلفة خلال السنوات القليلة الماضية من إدارة كاليفورنيا للمركبات للعمل في كاليفورنيا.

في كاليفورنيا وحدها، هناك أكثر من 40 شركة لديها تصاريح لاختبار سياراتها الذاتية القيادة في سان فرانسيسكو. ووفقا للبيانات، فإن الشركات تقطع بشكل جماعي ملايين الكيلومترات عبر الطرق العامة كل عام، إلى جانب مئات الحوادث البسيطة في الغالب.

بحسب المسؤولين في الولاية، فإن من الصعب أن تكون الأول، إذ يبذل المشرعون قصارى جهدهم لمعرفة كيفية تنظيم السيارات الذاتية القيادة دون الإضرار بهذه التقنية التي من المفترض أن تشكل جزء من المستقبل.

على المستوى الفيدرالي، تقوم الإدارة الوطنية للسلامة المرورية على الطرق السريعة بجمع بيانات الحوادث المبلغ عنها ذاتيا من الشركات.

في كاليفورنيا، تصدر إدارة كاليفورنيا للمركبات تصاريح للاختبار والنشر، وتنظم لجنة المرافق العامة في كاليفورنيا برامج خدمة الركاب التجارية.

في سان فرانسيسكو، ليس لمسؤولي المدينة رأي بشأن نشر مثل هذه المركبات في الشوارع. هذا الافتقار إلى السيطرة أثار قلق مسؤولي المدينة، خاصة وأن السيارات الذاتية القيادة أصبحت منتشرة في كل مكان في سان فرانسيسكو.

السيارات الذاتية القيادة ليست جاهزة بعد

في قرارها بإلغاء تصاريح “كروز”، أشارت إدارة كاليفورنيا للمركبات إلى أن مركبات “كروز” ليست آمنة للتشغيل العام، وقررت أيضا أن الشركة قد أساءت تقديم المعلومات المتعلقة بسلامة التكنولوجيا المستقلة.

في الوقت نفسه، فتحت الوكالة الوطنية للسلامة المرورية على الطرق السريعة أيضا تحقيقا في قضية “كروز” هذا الشهر بسبب تقارير تفيد بأن المركبات ربما لم تمارس الحذر المناسب بشأن المشاة عبر الطريق.

التكنولوجيا دون سائق تعد أمر بالغ الأهمية لمستقبل به عدد أقل من الوفيات عبر الطرق لأن الروبوتات لا تقود في حالة سكر أو يتشتت انتباهها، لكن هذا الحادث يظهر أن “كروز” لم تكن جاهزة للاختبار في مثل هذه المنطقة الحضرية المزدحمة.

بموجب برنامج المركبات ذاتية القيادة التابع لإدارة كاليفورنيا للمركبات، يطلب من الشركات الإبلاغ علنا عن حوادث الاصطدام التي تنطوي على سيارات ذاتية القيادة فقط عندما تكون في وضع الاختبار.

هذا يعني أنه إذا وقع حادث ما أثناء عمل الشركة تقنيا كخدمة تجارية، فلن يتعين عليها الإبلاغ عنه علنا باعتباره تقرير تصادم مركبة ذاتية القيادة. حتى منتصف شهر تشرين الأول/أكتوبر، أوضحت إدارة كاليفورنيا للمركبات أنها تلقت 666 بلاغا من هذا القبيل.

من المهم بالنسبة لولاية كاليفورنيا البدء من جديد حتى يتمكن المنظمون من التوصل إلى معايير أكثر وضوحا للتكنولوجيا، إذ هناك العديد من الوكالات الحكومية التي يبدو أنها تعمل في اتجاهات مختلفة، مما يمثل تحديا فيما يتعلق بتحديد المسؤول عن ضمان السلامة في الشوارع.

بشكل عام يبدو أنه من السابق لأوانه طرح السيارات الذاتية القيادة في المدن المزدحمة، ويمثل ما حدث تحذيرا مفاده أنه يجب طرح هذه التقنية بشكل تدريجي وخطوة بخطوة مع إجراء أكبر قدر ممكن من الاختبارات.

ختاما، من الصعوبة الحصول على صورة دقيقة لأداء السيارات الذاتية القيادة، إذ هناك عدد قليل من اللوائح الفيدرالية الواضحة التي تضع قواعد لكيفية عمل المركبات الذاتية القيادة، وما هي المعايير التي يجب أن تستوفيها قبل اختبارها عبر الطرق العامة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات