استمع إلى المقال

مؤخرا، باتت النساء تعاني من تهديدات الذكاء الاصطناعي بشكل لافت، لا سيما وأن معظم التهديدات تتمثل بنشر صور إباحية مزيّفة عن النسوة، فتتسبّب بمشاكل لا تحصى للمرأة التي تتعرض لهذا التهديد، لدرجة تدمير حياتها.

تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية “أ ف ب”، أوضح أن أكثر ما انتشر خلال الآونة الأخيرة يتمثل بأن استخدام الخوارزميات لتوليد محتوى إباحي من دون علم الأطراف المستهدفين، بات الأكثر انتشارا قي الفترة الأخيرة، والنساء هن أولى ضحايا هذه الممارسات، إذ يتعرضن لتشويه السمعة.

تطبيقات مجانية.. ما القصة؟

في هذا السياق، قالت الناشطة الأميركية في موقع “تويتش كيو تي سيندريلا”، صوفي مادوكس، عبر مقطع فيديوي نشرته على “تويتر”، إنها تعرضت للمضايقة بعد أن استخدمت صورها لأغراض إباحية. “ذلك يمثل استغلالا مستمرا للمرأة”، مردفة: هذه التجربة دمّرتني”.

دراسة أجرتها شركة “سينسيتي” الهولندية المتخصصة في الذكاء الاصطناعي في وقت سابق، بيّنت أن 96 بالمئة من مقاطع الفيديو المزيفة عبر الإنترنت تضم مواد إباحية لم تحظ بموافقة المعنيين بها والغالبية من النساء، كمشاهير من أمثال المغنية تايلور سويفت والممثلة إيما واتسون ونساء أخريات كثيرات غير مشهورات.

بحسب “فرانس برس”، فإنه تكثر عبر وسائل الإعلام الأميركية والأوروبية شهادات تدلي بها أكاديميات أو ناشطات صدمن عندما رأين وجوههن في محتويات إباحية مزيفة.

من بين البرامج التوليدية تطبيقات مجانية قادرة على ابتكار “فتيات مشابهات للواقع بصورة كبيرة عبر الذكاء الاصطناعي”، وهن عبارة عن صور رمزية (افاتار) تستند إلى صور حقيقية، يمكن إنشاؤها مع إمكان تعديل تفاصيل شكل الشخص أو إضافة بعض الإكسسوارات إلى الملابس، وفقا لتقرير “أ ف ب”.

في هذا الصدد، توفر تقنيات جديدة بينها “ستايبل ديفيوجن”، وهو نموذج من الذكاء الاصطناعي متاح للجميع ومن تطوير شركة “ستابيليتي ايه آي”، إمكان ابتكار صور واقعية استنادا إلى توصيفات نصية.

ما فعالية التشريعات؟

المسؤولة عن الذكاء الاصطناعي لدى شركة “بلاك بيرد دوت ايه آي”، روبرتا دوفيلد، أوضحت أن “سهولة إتاحة برامج الذكاء الاصطناعي وعدم خضوع هذه التكنولوجيا للمراقبة، فضلا عن تزايد الاحترافية في المجال، ترسخ هذه التقنيات كأشكال جديدة من استغلال النساء وإضعافهن”.

ما يمكن قوله، إن مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي حذر الشهر المنصرم من عمليات الابتزاز التي تستند إلى صور جنسية ابتكرت بواسطة الذكاء الاصطناعي، وجرى نشرها عبر وسائل التواصل واستخدامها للحصول على أموال من الضحايا الذين قد يكونون أطفالا أو أسرهم.

علما أنع في آيار/مايو المنصرم، قدّم أحد النواب الأميركيين قانون “منع التزييف العميق للصور الحميمة”، ينص على تجريم مشاركة محتوى مماثل من دون موافقة الشخص المعني. 

إضافة إلى ذلك، فإنه في بريطانيا يتم إعداد قانون لتجريم مشاركة المحتويات الإباحية واستغلالها، وسبق لأربع ولايات أميركية بينها كاليفورنيا وفيرجينيا أن حظرت نشر مواد مماثلة، لكن يبدو أن التشريعات لا تلحق حتى الآن بالانتشار السريع لأدوات الذكاء الاصطناعي وتهديداتها التي تطال النساء.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات