استمع إلى المقال

الاتحاد الأوروبي يحاول أخذ زمام المبادرة في المجال الجديد المسمى “الميتافيرس”، لكن هل يستطيع تحدي هيمنة شركات التكنولوجيا الكبرى العاملة في هذا المجال.

بعد شهور من التحركات، كشفت المفوضية الأوروبية عن مبادرتها المسماة “العوالم الافتراضية“، التي وضعت من خلالها بعض الإرشادات المقترحة والمخاوف التنظيمية للتطور التالي للإنترنت.

هذه المبادرة تجعل الاتحاد الأوروبي أول لاعب عالمي رئيسي يقترح خارطة طريق طموحة للمستقبل عبر الإنترنت الذي يعد به عمالقة التكنولوجيا مثل “ميتا” و”أبل”.

المبادرة تصور بعض حالات الاستخدام للتكنولوجيا، مثل إدارة المدينة والتخطيط، وتسلط الضوء على المخاطر المتوقعة حول سلامة الأطفال والخصوصية العامة.

“الميتافيرس” يعود للواجهة

الاتحاد الأوروبي يعتزم ترسيخ مكانته كرائد في مجال تطوير “الميتافيرس” الناشئ، حيث تشعر الكتلة بالقلق بشأن الهيمنة المحتملة لشركات التكنولوجيا الكبرى والتأثيرات التي قد تترتب على الشركات المنافسة الأصغر في ضوء الاستثمارات في منتجات وخدمات “الميتافرس” من قبل شركات مثل “ميتا” و”مايكروسوفت” و”أبل”. 

نتيجة لذلك، كشفت المفوضية الأوروبية النقاب عن خطة جريئة لمعالجة هذه القضية، وذلك بهدف تعزيز “الميتافيرس” المفتوح والقابل للتشغيل المتبادل، والذي يعكس قيم الاتحاد الأوروبي وحقوقه الأساسية.

الهدف الرئيسي من هذه المبادرة يتمثل في إنشاء مساحة آمنة عبر الإنترنت، حيث يمكن لجميع المستخدمين ممارسة الحقوق والحريات وفقا لقانون الاتحاد الأوروبي. 

بحلول عام 2030، تتوقع المفوضية الأوروبية أن تبلغ قيمة سوق “الميتافيرس” العالمي أكثر من 800 مليار يورو، ارتفاعا من 27 مليار يورو في 2018. 

من خلال تنسيق الجهود المختلفة، يعتزم الاتحاد الأوروبي الاستفادة من هذا التوسع لبناء نظام بيئي صناعي مستدام.

مارجريت فيستاجر، نائبة رئيس المفوضية الأوروبية، أكدت على الحاجة لإعطاء الأولوية للأشخاص ودعم قيم الاتحاد الأوروبي في تطوير “الميتافيرس”.

بحسب فيستاجر، يريد الاتحاد الأوروبي التأكد من أن يكون “الويب 4.0” بيئة رقمية مفتوحة وآمنة وجديرة بالثقة وعادلة وشاملة للجميع.

أثناء الاستفادة من الإمكانات الاقتصادية لـ “الميتافيرس”، يخطط الاتحاد الأوروبي للتخفيف من المخاطر المتعلقة بالخصوصية والمعلومات المضللة.

الخطة الأوروبية تتمثل في إنشاء نظام بيئي صناعي يعمل بكامل طاقته في منطقة “الميتافيرس”، ويأمل في تعزيز الابتكار وضمان تكافؤ الفرص من خلال الجمع بين الجهود المختلفة. 

تحدي هيمنة الشركات الكبرى

الهدف من هذه الإستراتيجية هو ضمان عدم تمكن أي عملاق تقني واحد من الهيمنة على “الميتافيرس” على حساب اللاعبين الأصغر.

من أجل تعزيز الابتكار وضمان الامتثال للوائح الاتحاد الأوروبي، يريد الاتحاد الأوروبي إنشاء قوانين تنظيمية، حيث توفر مساحة آمنة للشركات لتجربة أحدث تقنيات وخدمات “الميتافيرس”. 

بالإضافة إلى تشجيع التعاون عبر توفير بيئة آمنة للاختبار، يسعى الاتحاد الأوروبي إلى تشجيع إنشاء تجارب “الميتافيرس” الجديدة التي تركز على المستخدم.

استعدادا للإمكانات الثورية للـ “الميتافيرس”، يخطط الاتحاد الأوروبي للاستثمار في البرامج التي تساعد الناس على اكتساب مهارات جديدة، والأفراد الذين يكملون هذه الدورات يكونون على استعداد أفضل للدخول والنجاح في اقتصاد “الميتافيرس”. 

لتحقيق كامل إمكانات “الميتافيرس”، يستثمر الاتحاد الأوروبي بكثافة في التعليم والتدريب لتزويد مواطنيه بالأدوات التي يحتاجونها، ومن أجل تقليل الروتين وتوسيع المشاركة وتوفير المال، يخطط الاتحاد الأوروبي لاستخدام “الميتافيرس” لتحسين الخدمات العامة.

بالإضافة إلى ذلك، يريد الاتحاد الأوروبي اكتشاف جميع التطبيقات المحتملة للـ “الميتافيرس”، من التطبيب عن بُعد إلى الفصول الدراسية التفاعلية.

بالرغم من عدم وجود خطط مُعلنة لتنظيم “الميتافيرس” في الاتحاد الأوروبي في الوقت الحالي، فمن المرجح أن تصل اللوائح الحالية للكتلة في مجالات مثل الخصوصية والذكاء الاصطناعي إلى القطاع الجديد.

فيستاجر، نائبة رئيس المفوضية الأوروبية، أكدت أن اللوائح التي تم سنها في السنوات الأخيرة تنطبق على “الميتافيرس” لضمان التحكم بهذا المجال الجديد بطريقة تحمي حقوق المستخدم وتشجع المنافسة الصحية.

في النهاية، يعد الدفع التنظيمي للاتحاد الأوروبي جزءا من استراتيجية أكبر لمواجهة هيمنة شركات التكنولوجيا الكبرى، حيث تعمل الكتلة على ضمان أن يكون لجميع اللاعبين، بغض النظر عن الحجم، مجال لعب متكافئ في “الميتافيرس” من خلال تطبيق اللوائح الحالية عليه.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات