استمع إلى المقال

من أجل تعزيز الاشتراكات وزيادة الإيرادات، فإن “أمازون” تفكر بإضافة الإعلانات إلى خدمة بث الفيديو “برايم”، لكن هل يساعد ذلك في تغطية تكاليف إنشاء العروض والأفلام، وهل هذا النهج هو الأفضل بالنسبة للشركة.

في سبيل تعزيز نشاطها التجاري الإعلاني وتحقيق المزيد من الإيرادات عبر الترفيه، فإن “أمازون” تخطط لإطلاق فئة مدعومة بالإعلانات من خدمة بث الفيديو “برايم”.

الخطط التي لا تزال في مراحلها الأولى واستمرت خلال الأسابيع العديدة الماضية، تأتي في أعقاب مراجعات خفض التكاليف عبر أنشطة الشركة، مما أدى إلى تسريح عشرات الآلاف من الموظفين.

“أمازون” تلحق بالمنافسين

هذه الخطوة تتبع تحركات مماثلة من قبل منصات البث الأخرى، بما في ذلك “نتفليكس” و”ديزني”، حيث يحرص المعلنون على جعل “أمازون” تقدم طبقة إعلانية لخدمة الفيديو “برايم”.

على وجه التحديد، يريد مشترو الإعلانات المزيد من الوصول إلى الأفلام والبرامج المتميزة، التي ظلت إلى حد كبير خالية من الإعلانات، والمحتوى الذي غالبا ما يحظى بمزيد من الضجة.

بالرغم من تحديات الاقتصاد الكلي، كان الإعلان مجالا للنمو المستمر للشركة، حيث بلغت عائدات إعلانات “أمازون” 9.5 مليار دولار في الربع الأول من العام الحالي، بزيادة 21 بالمئة سنويا.

نتيجة لذلك، تعد “أمازون” ثالث أكبر لاعب من حيث عائدات الإعلانات الرقمية في الولايات المتحدة بعد “جوجل” و”ميتا”.

في العام الماضي، أنفقت “أمازون” نحو 7 مليارات دولار على عروضها الأصلية، والبرامج الرياضية المباشرة، ومحتوى الفيديو المرخص من طرف خارجي المضمن في “برايم”.

خدمة بث الفيديو “برايم” تتوفر لجميع العملاء الذين يدفعون 14.99 دولارا شهريا لعضوية “أمازون برايم”، كما يمكن الاشتراك بها بشكل مستقل مقابل 8.99 دولارا في الشهر.

إلى جانب العروض الأصلية والمكتبة الضخمة من الأفلام، فإن الخدمة توفر عروض مباشرة للرياضات، بما في ذلك مباريات “Thursday Night Football” في الدوري الوطني الأميركي لكرة القدم.

خطوات إضافية

“أمازون” تتخذ خطوات لجلب المزيد من البرامج المدعومة بالإعلانات إلى خدمة بث الفيديو “برايم”، التي توفر أيضا الوصول إلى المحتوى من “Freevee“، خدمة الفيديو المجانية المدعومة بالإعلانات من “أمازون”.

إلى جانب الإعلانات التي تأتي مع التغطية الرياضية لخدمة بث الفيديو “برايم”، فإن بعض العروض تحتوي على إعلانات عن المنتجات.

بشكل منفصل، تجري “أمازون” مناقشات مع شركات “وارنر برذرز” و”ديسكفري” و”باراماونت” حول إضافة طبقات قائمة على الإعلانات لخدمات البث عبر خدمة الاشتراك “Prime Video Channels”.

من خلال “Prime Video Channels”، يمكن للمستخدمين الاشتراك في خدمات البث، بما في ذلك الإصدارات الخالية من الإعلانات من “ماكس” و”باراماونت بلس”، وعرضها من خلال التطبيق.

بالإضافة إلى ذلك، تناقش “أمازون” مجموعة متنوعة من الطرق التي يمكن من خلالها تقديم الإعلانات في خدمة بث الفيديو “برايم”. 

أحدث تلك الخيارات هو جلب المزيد من الإعلانات إلى المشتركين الحاليين ومنحهم خيارا لدفع المزيد مقابل بديل خالٍ من الإعلانات وميزات أخرى. كما تخطط الشركة لأن تكون الفواصل الإعلانية قصيرة.

هذا النهج بشأن البيع الإضافي اتبعته الشركة مؤخرا من خلال “أمازون ميوزيك”، حيث أتاحت لأعضاء “برايم” الوصول إلى المزيد من الأغاني دون أي تكلفة إضافية، لكنها أزالت خيار الحصول على معظم الأغاني عند الطلب ما لم يختار المستخدمون ترقية بسعر أعلى.

في الوقت نفسه، تناقش أمازون المزايدة للحصول على حقوق بث ألعاب الرابطة الوطنية لكرة السلة، التي يتم تجديد حقوقها في عام 2025، حيث أن إطلاق فئة مدعومة بالإعلانات من “برايم” قد يساعد بدفع ثمن هذه الحقوق.

ختاما، “أمازون” لم تؤكد خططها، وقد تقرر عدم المضي قدما في الفئة الإعلانية، لكن إدخال طبقة إعلانية يساعد الشركة بتغطية تكاليف إنشاء عروضها وأفلامها، حيث ركز الرئيس التنفيذي، آندي جاسي، بشكل متزايد على ربحية أنشطتها التجارية المختلفة، بينما كان سلف جيسي، المؤسس والرئيس التنفيذي السابق جيف بيزوس، يركز بشكل أكبر على تنمية خدمة الترفيه عبر الفيديو بدلا من جعلها مربحة.