“أبل” تخفض التوقعات لنظارات الواقع الافتراضي.. ما الأسباب؟

“أبل” تخفض التوقعات لنظارات الواقع الافتراضي.. ما الأسباب؟
استمع إلى المقال

“أبل” أعلنت عن نظارتها للواقع الافتراضي بعد طول انتظار في مطلع حزيران/يونيو الماضي، ورغم أن العرض الذي قدمته الشركة لنظارة “Vision Pro” أذهل كل من شاهده، إلا أن سعر النظارة كان بالنسبة للكثيرين غير منطقي للغاية، وهو ما تسبب في ردود فعل سلبية متنوعة على سعر النظارة. 

الشائعات التي ظهرت اليوم، تشير إلى أن الشركة العملاقة تخطط لخفض إنتاج نظارات “Vision Pro’ رغم أن ردود الفعل الأوليّة على نسخ التجربة التي ظهرت في بعض المتاجر كانت إيجابية للغاية، ولكن السؤال لماذا قررت “أبل” خفض الإنتاج بهذا الشكل، وهل لعب سعر النظارة دورا بهذا الانخفاض. 

صناعة “Vision Pro” ليست سهلة 

“أبل” لا تصنع منتجاتها بنفسها، بل تعتمد على مجموعة من الموردين والمصانع التي تكون غالبا في الصين من أجل بناء الأجهزة المختلفة الخاصة بها، وحالة “Vision Pro” ليست مختلفة كثيرا عن بقية أجهزة الشركة، إذ تتعاون مع شركة “Luxshare” الصينية حصرا لبناء النظارة الجديدة.

لذلك فإن جميع الشائعات التي ظهرت حول عمليات خفض الإنتاج جاءت من مصادر داخل الشركة الصينية، إلى جانب الشركات الأخرى المسؤولة عن توريد قطع النظارة. 

في البداية، أعلنت “أبل” أنها تنوي صناعة مليون وحدة “Vision Pro” قبل نهاية عام 2024، ولكن الشائعات الآن التي جاءت من مصدر مطلع على خطط “أبل” و”Luxshare” معا، تشير إلى خفض توقعات الإنتاج لنحو 400 ألف وحدة في العام الأول، أما الشركات المسؤولة عن توريد قطع النظارة فقالت، إن “أبل” طلبت قطع تكفي 130 إلى 150 ألف نظارة فقط، وهو ما يشكل 10 بالمئة من إجمالي الإنتاج الأولي الذي توقعته “أبل”. 

صعوبة صناعة نظارة الواقع الافتراضي من “أبل” تكمن في تركيبة الشاشات الفريدة من نوعها المستخدمة فيها، وهي تركيبة غير معهودة بجميع المنتجات الرقمية الموجهة للمستخدمين المعتادين، وذلك لأن الشاشات الداخلية قادرة على عرض دقة غير معهودة.

كما أن هذه الشاشات سواء كانت الداخلية أو الخارجية تنحني بشكل غير مسبوق أو معهود من بقية نظارات الواقع الافتراضي وشاشات “micro-OLED” بشكل عام، وهو ما يجعل صناعتها أكثر صعوبة من غيرها. 

“سوني” و”TSMC” كانتا مسؤولتين عن تقديم الشاشات في النسخ التجريبية من النظارة، وبحسب المحللين، فإن “أبل” مستاءة من توريد الشاشات وإنتاجها، وترى بأن هذا الأمر هو العقبة الأكبر في صناعة “Vision Pro”. 

رفضت كلتا الشركتين التعليق عن مدى انخراطهما في صناعة نظارة “Vision Pro”، وهو ما يشير إلى وجود مشاكل أخرى بعملية صناعة الشاشات الموجودة في النظارة، وهذه المشاكل هي التي تجعل توقعات محللي “وول ستريت” متفاوتة للغاية. 

“جولدمان ساكس” للتحليلات المالية، ترى بأن “أبل” ستبيع ما يقرب من 5 مليون وحدة في العام الأول، بينما شركة “Morgan Stanley” ترى بأن المبيعات ستكون في حدود 850 ألف وحدة، وذلك على عكس “Wedbush” التي ترى أن “أبل” لن تبيع أكثر من 150 ألف وحدة في العام الأول، وهو التوقع الذي يتفق مع متطلبات “أبل” لبقية مكونات النظارة. 

تأجيل “Vision Pro” الاقتصادية 

في شكل يشوبه الريبة، ظهرت شائعات بعد الإعلان عن نظارة “Vision Pro’ التي يبلغ سعرها 3500 دولار، تتحدث عن وجود نسخة اقتصادية من النظارة، ولكن بعد المعلومات الجديدة عن مشاكل صناعة “Vision Pro”، فإن الشركة قد تأجل خطط النسخة الاقتصادية أكثر. 

“أبل” تحاول جاهدة التعاون مع الشركات الكورية لصناعة الشاشات سواءً كانت “سامسونج” أو “LG” من أجل تقديم شاشات “micro-OLED” للنسخة الاقتصادية، ولكن يبدو أن هذا التعاون لم ينتج أي شاشة حقيقية يمكن الاعتماد عليها، ولذلك تظل “أبل” متمسكة بسعر 3500 دولار الذي يجعل النظارة مربحة بالنسبة للشركة. 

ختاما، لا يمكن توقع حجم مبيعات نظارة “أبل” للواقع الافتراضي بناء على المعطيات الحالية، وهو ما أربك أكبر شركات التحليلات المالية، ولكن الأمر المؤكد أن النظارة من الناحية التقنية تقدم تحديا مستقبليا للوضع المعتاد في قطاع نظارات الواقع الافتراضي بشكل يجعلها مستقبل هذا القطاع. 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات