يوتيوب توسع حملتها.. هل يرد مطورو أدوات منع الإعلانات؟

يوتيوب توسع حملتها.. هل يرد مطورو أدوات منع الإعلانات؟
استمع إلى المقال

في خطوة جديدة، وسعت منصة “يوتيوب” حملتها ضد أدوات حظر الإعلانات بالتزامن مع اختبارات لزيادة عدد الإعلانات التي تعرضها، لكن هل هناك حلول مطروحة أمام المستخدمين، وما هو رد الشركات مطورة لمثل هذه الأدوات.

خلال أوائل شهر تشرين الأول/أكتوبر، اجتمع الأشخاص الذين يصنعون أدوات حظر الإعلانات في أمستردام لحضور المؤتمر السنوي للصناعة.

إحدى الجلسات كانت بمثابة عرض ترحيبي من قادة منتجات “جوجل” حول التعديلات التي تم إجراؤها لمعالجة المخاوف من أن التحديث الأمني لمتصفح “كروم” الخاص بالشركة قد يعيق عملية نشر الإعلانات.

“جوجل”، التي تستمد ما يقرب من 80 بالمئة من إيراداتها من الإعلانات، شاركت في رعاية الحدث.

طوال الوقت، كان فريق آخر في “جوجل” يستعد لإطلاق العنان لحملة القمع الأكثر شمولا ضد أدوات حظر الإعلانات منذ محاربة “فيسبوك” لهذه الأدوات في عام 2016.

مع عودة منشئي أدوات حظر الإعلانات في العالم إلى ديارهم من مؤتمرهم، قامت “يوتيوب” التابعة لشركة “جوجل” بشكل غير متوقع بتوسيع اختبار صغير بدأته في شهر أيار/مايو .

هذا الاختبار يستخدم مربعات الحوار المنبثقة لمطالبة المشاهدين بتعطيل أدوات حظر الإعلانات أو فقدان القدرة على مشاهدة مقاطع الفيديو عبر موقع مشاركة الفيديو الأكثر شهرة في العالم.

حملة “يوتيوب” ناجحة

الأرقام من شركات حظر الإعلانات تشير إلى أن حملة القمع التي تنفذها “يوتيوب” ناجحة، حيث قام مئات الآلاف من الأشخاص بإلغاء تثبيت أدوات حظر الإعلانات في شهر تشرين الأول/أكتوبر.

في حين تشير البيانات المتاحة إلى أن الشهر الماضي شهد عددا قياسيا من أدوات حظر الإعلانات التي تم إلغاء تثبيتها، وأيضا رقما قياسيا لعمليات تثبيت أدوات حظر الإعلانات الجديدة حيث سعى الأشخاص إلى بدائل لا تؤدي إلى تشغيل النوافذ المنبثقة المخيفة عبر “يوتيوب”.

بدورها، توضح “يوتيوب” أن أدوات حظر الإعلانات تنتهك شروط خدمة المنصة وأنها تقدم “YouTube Premium”، الذي يكلف 13.99 دولارا شهريا، للأشخاص الذين يريدون تجربة خالية من الإعلانات.

بحسب المنصة، فإن الإعلانات تدعم نظاما بيئيا متنوعا من المبدعين على مستوى العالم وتسمح للمليارات بالوصول إلى المحتوى المفضل لديهم عبر “يوتيوب”.

المشاهدون يتلقون تحذيرات متكررة بأن “يوتيوب” لا تسمح بأدوات حظر الإعلانات قبل أن تمنع وصولهم إلى مقاطع الفيديو، ورفضت المنصة تقديم العدد الإجمالي للمستخدمين المتأثرين.

طول معظم شهر تشرين الأول/أكتوبر، شهدت شركة “Ghostery” ما بين 3 إلى 5 أضعاف العدد اليومي المعتاد لعمليات إلغاء التثبيت والتثبيت، مما ترك الاستخدام ثابتا تقريبا.

البحث عن حلول

أكثر من 90 بالمئة من المستخدمين الذين أكملوا استطلاعا حول سبب إلغاء التثبيت إلى فشل الأداة عبر “يوتيوب”، لذا كان المستخدمون عازمين على العثور على أداة حظر قابلة للاستخدام، ويبدو أن العديد منهم قد جربوا متصفح “إيدج” من “مايكروسوفت”.

خلال الشهر الماضي، ارتفعت عمليات تثبيت “Ghostery” عبر “إيدج” بنسبة 30 بالمئة مقارنة بشهر أيلول/سبتمبر.

في المقابل، تشهد “AdGuard“، التي لديها نحو 75 مليون مستخدم لأدوات حظر الإعلانات الخاصة بها، بما في ذلك 4.5 مليون شخص يدفعون مقابلها، عادة نحو 6000 عملية إلغاء تثبيت يوميا لإضافة “كروم” الخاصة بها.

في الفترة من 9 تشرين الأول/أكتوبر وحتى نهاية الشهر، تجاوز عددهم 11000 يوميا، وارتفع إلى نحو 52000 في 18 تشرين الأول/أكتوبر.

شكاوى المستخدمين بدأت تتدفق على الشركة، التي يقع مقرها في قبرص والتي تضم 120 شخصا، بمعدل 4 شكاوى كل ساعة، نصفها على الأقل حول “يوتيوب”.

لكن كما هو الحال في “Ghostery”، ارتفعت عمليات التثبيت أيضا بينما كان الآخرون يبحثون عن الراحة، حيث وصلت إلى نحو 60000 عملية تثبيت عبر “كروم” في 18 و27 تشرين الأول/أكتوبر.

عدد المشتركين ازداد عندما أدرك الناس أن أدوات “AdGuard” المدفوعة لم تتأثر بحملة “يوتيوب”.

في حين سجلت إضافة أخرى، “AdLock“، زيادة في عمليات التثبيت وإلغاء التثبيت اليومية بنسبة 30 بالمئة تقريبا في تشرين الأول/أكتوبر مقارنة بالأشهر السابقة.

لحماية خصوصية المستخدمين، لا يقوم العديد من موفري أدوات حظر الإعلانات بتتبع الاستخدام مباشرة، لكن متجر إضافات “كروم” يوفر إحصائيات التثبيت وإلغاء التثبيت الأساسية.

يمكن إلغاء تنشيط بعض أدوات حظر الإعلانات لمواقع ويب معينة، ويمكن للمستخدمين أيضًا تعطيلها بدلا من إلغاء تثبيتها بالكامل.

شركة “Eyeo”، التي تشغل “Adblock Plus” و”AdBlock” و”uBlock”، تتيح لمستخدمي “AdBlock” السماح بتشغيل الإعلانات عبر مقاطع فيديو معينة أو منشئي محتوى معينين عبر “يوتيوب”، لكن من غير الواضح عدد مستخدمي المنصة الذين اختاروا أيا من هذه الطرق، بسبب التتبع المحدود.

حملة “يوتيوب” ضد أدوات حظر الإعلانات تزامنت مع اختبارات لزيادة عدد الإعلانات التي تعرضها.

خلال الأشهر التسعة الأولى من هذا العام، باعت “يوتيوب” ما يزيد عن 22 مليار دولار من الإعلانات، بزيادة نحو 5 بالمئة عن نفس الفترة من العام الماضي، وهو ما يمثل نحو 10 بالمئة من إجمالي مبيعات “جوجل”.

منشئو المحتوى عبر “يوتيوب” يحصلون عموما على 55 بالمئة من مبيعات الإعلانات عبر مقاطع الفيديو الطويلة و45 بالمئة عبر مقاطع الفيديو القصيرة “Shorts”.

هذا العام، من المفترض أن تولد اشتراكات “YouTube Premium” مبيعات بقيمة 2.7 مليار دولار، وفقا لتقديرات شركة تحليل السوق “Insider Intelligence”.

إعلانات غير قابلة للتخطي

الدراسات الاستقصائية والتقديرات المختلفة على مر السنين تشير إلى أن نحو واحد أو ثلاثة من كل خمسة مستخدمي إنترنت يتصفحون باستخدام أدوات حظر الإعلانات.

استطلاعات “Eyeo” تظهر أن معظم المستخدمين ليسوا ضد الإعلانات تماما، لكنهم يشعرون بالإحباط بسبب الإعلانات المتطفلة، أو العدد الكبير، أو التي تزيد مدتها عن 6 ثوان دون خيار التخطي.

اختبار “يوتيوب” أثر في المستخدمين الذين يصلون إلى موقع الويب من خلال “كروم” عبر الحواسيب المحمولة والمكتبية، وفقا لمطوري أدوات حظر الإعلانات.

لكن الاختبار لا يؤثر في الأشخاص الذين يستخدمون تطبيقات “يوتيوب” للأجهزة المحمولة أو التلفزيون، أو يستخدمون موقع المنصة للأجهزة المحمولة، أو يشاهدون مقاطع فيديو “يوتيوب” المضمنة في مواقع أخرى.

التحذيرات تظهر بغض النظر عما إذا كان المستخدمون قد قاموا بتسجيل الدخول إلى الخدمة أو يستخدمون وضع التصفح المتخفي.

علاوة على ذلك، يبدو أن التحذيرات يتم تشغيلها عندما تكتشف المنصة بعض قواعد التصفية المفتوحة المصدر التي تستخدمها العديد من أدوات حظر الإعلانات لتحديد الإعلانات، بدلا من استهداف أي إضافات محددة.

التكنولوجيا التي تستخدمها “يوتيوب” تعكس التعليمات البرمجية التي طورتها “جوجل” في عام 2017 لبرنامج يطلق عليه اسم “Funding Choices” الذي يمكن الأخبار ومواقع الويب الأخرى من اكتشاف أدوات حظر الإعلانات.

محققو الإعلانات الذين يكتشفون طرقا للكشف عن الإعلانات والمهندسين الماهرين في حظرها يعملون جاهدين لمعرفة كيفية التهرب من حصار “يوتيوب”، لكن تم إعاقة التقدم لأن المنصة لا تطبق الاختبار على كل مستخدم، وعدد قليل نسبيا من المطورين شاهدوا التحذير بأنفسهم.

بعد مواجهة مطالب “يوتيوب” بإغلاق أدوات الحظر، تحول المستخدمون في كل اتجاه في الشهر الماضي. المناقشات عبر الإنترنت تعرض بعض الخدمات الموصى بها، مثل “Newpipe.net”، وهو موقع مفتوح المصدر يشبه “يوتيوب” يستخدم حلولا بديلة لتشغيل مقاطع الفيديو من الخدمة دون إعلانات.

بعض أدوات حظر الإعلانات تتكيف، إذ أصدرت “Hankuper”، الشركة السلوفاكية التي تقف وراء أداة الحظر الأقل شهرة “AdLock”، إصدارا جديدا لنظام التشغيل “ويندوز”.

مطورو أدوات حظر الإعلانات يشعرون بالقلق من عواقب تصعيد “جوجل” للحرب ضد أدوات الحظر، إذ قد يقع المستخدمون الذين يفقدون ميزات مكافحة التتبع فريسة للمخاطر عبر الإنترنت. كما أن أساليب الحجب الأكثر تعقيدا التي تضطر الشركات إلى تقديمها يمكن أن تؤدي إلى ثغرات أمنية غير مقصودة.

ختاما، تبدو الهدنة غير محتملة في المستقبل القريب، بالرغم من أن أدوات حظر الإعلانات والناشرين والمعلنين حاولوا التوصل إلى حل وسط بشأن أشكال الإعلانات الأقل إثارة للقلق التي قد تسمح بها أدوات حظر الإعلانات، لكن التفسيرات المختلفة لما يريده المستخدمون وضرورات العمل المتضاربة قد تركت خليطا من التجارب الإعلانية المختلفة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات